محمد هارون عمر
شذات. الفكر
هل سيسلم العسكر السلطة للمدنيين؟
الحقيقة الناصعة – انحياز المؤسسة العسكرية للثورة وإسقاط البشير؛ لم يكن إيماناً وحبّاً في الثورة. بل حباً في السلطة.. فسارعوا بتكوين المجلس العسكري الانتقالي برئاسة ابن عوف. ثم رفضه الشعب فاستبدلوه بالبرهان.. الطموح بأن يكون الضابط رئيساً طموحاً مشروعاً ومشروطًا، بأن يستقيل الضابط من المؤسسة العسكرية ويرشح نفسه.. ولأن معظم الضابط الكبار الذين يهفون ويتوقون لتسنم السلطة ليست لديهم خبرات وليست لديهم ملكات أومؤهلات السياسي الماهر البارع لتبؤ الرئاسة.. لهذا فالمؤسسة العسكرية هي أقوى حزب فامتطوها ليحكموا وكشروا عن أنيابهم فافترسوا الثورة وحاولوا التهامها عن طريق فض الاعتصام والقتل والقمع والسجن.. واستعملوا حيلاً كثيرة ليبقوا أطول مدة في السلطة حاولوا إعادة إنتاج (سيناريو رابعة العدوية وبطله السيسي)، ولكن عجزوا من ترويض وتطويع وترويع الثورة، ولم يستطيعوا الهيمنة على ق ح ت لتظل طوع بنانهم. ورهن إشارتهم.. عندئذ دبروا انقلاب ٢٥ أكتوبر وأطاحوا بقحت وزجوها في السجون.. تنمروا واستأسدوا وظهروا على حقيقتهم لم يلتزموا بالوثيقة الدستورية مزقوها وحرقوها.. لكنهم عجزوا من حكم البلاد للمقاومة الشرسة الباسلة للثوار ولسطوة المجتمع الدولي.. وتارة أخرى تعيد ق ح ت إنتاج تجربة التحالف مع العسكر (من وراء ستار).. وهم يظنون بأن هذه المرة سيصدق العسكر وسيسلمونهم السلطة كاملة سيعودون لثكناتهم ولن يتدخلوا ولن يعرقلوا ولن ينقلبوا.. لا توجد سلطة عسكرية عبر التاريخ سلمت سلطة مدنية بالتي هي أحسن إلا بعد الانكسار والانهصار والانتصار.. في الوضع الراهن العسكر لم ينهزموا، ثم تمكنوا من استقطاب عدد كبير من الثوريين المتنطعين المتطلعين والمتهافتين.. على السلطة.. أضعفوا الثورة، تشظت فسهل عليهم كسر شوكتها.. الاتفاق الإطاري وقع عليه العسكر على مضص بعد ضغوط من حلفائهم الخليجيين الذين تعرضوا أيضاً للضغط من الآلية الثلاثية لكيلا يدعموا العسكر.. القرارت الكبيرة تطبخ في الخليج وهي مقترحات ومعالجات الآلية الثلاثية مع العقال الاتفاق الإطاري يتنصل ويتهرب العسكر من تطبيقه وتحمّل وزر تكلفته فزعاً ووعباً من فقدان السلطة.. وهناك خطايا فض الاعتصام والانقلاب وقتل المتظاهرين (١٣٥).. أحلام عودة قحت أمامها بحار وجبال وهضاب هؤلاء العسكر همهم الإفلات من العقوبة والاستمرار في الحكم الذي يجنبهم سيف القانون. من ينتظر التسليم السلس السلمي كمن يهفو ويشرئب، ليشرب من سراب بقيعة.. تسليمهم في عرفهم يعني الاستسلام.. فهم الذين انتزعوا السلطة من البشير بالقوة ولا توجد قوة تستطيع أن تنزع منهم الملك سيتم النزع بالقوة الأسطورية قوة الشعب، لو لا الثورة لما اقتربوا من باب البشير أين اللجنة الأمنية قبل الثورة لماذا لم يسقطوا البشير إذا كانوا فعلًا ثواراً كما يزعمون؟