التبعية للمحاور

في تقديري

أبوعبيدة عبد الله

التبعية للمحاور

تأثرت الساحة السياسة في السودان بكثير من التجاذبات الإقليمية والدولية، كل وفق مصالحه الظاهرة والمستترة.

هذا الوضع خلق انقساماً وسط القوى السياسية، بل والعسكرية التي تدير المشهد في السودان.

وأصبحت كل مجموعة تدير رؤاها وفق المحور المحدد الذي تتبعه، بل وبكل تأكيد هناك دول لديها مصلحة في استقرار السودان، وعدم أمنه واستقراره يشكل مهدداً لها، فليس هناك ما يمنع أن تتواصل الأحزاب أو القائمين على أمر الحكم في السودان معهم لرغبتهم في استقرار البلاد، وهو ما يمكن أن نسميها بالمحاور الحميدة، كما يقول الإمام الراحل الصادق المهدي.

أقول ذلك لأنني أتابع ما يجري من هجوم في وسائل التواصل الاجتماعي على مصر، باعتبارها لا تريد استقرار السودان، وهناك من يقول إنها تنهب موارد السودان من خلال الصادارات الكبيرة والقيمة التي تصدر لها مقابل الوارادات القادمة منها.

بالتأكيد الصادرات التي تصدر خاماً لمصر ليس هذا ذنبها، ولكنه فشل من القائمين على أمر السياسات الاقتصادية في السودان والذين لا يشجعون عمل قيمة مضافة للمنتجات السودانية بسبب الضرائب العالية والرسوم غير المبررة والتي أدت إلى تشريد كثير من رؤوس الأموال المحلية لدول الجوار.

يجب مد أواصر العلاقات بين البلدين فيما يتعلق بالمشروعات المشتركة والتي تخدم شعوب الدولتين، كالربط السككي والذي يخفف عن كثير من مواطني الدولتين للتنقل.

إن العلاقة التاريخية والأزلية بين الشعبين السوداني والمصري يجب أن ترتقي للأمام، فالناظر لعدد الطلاب الذين يدرسون في الجامعات المصرية، وعدد الأسر السودانية التي استقرت في مصر لأسباب مختلفة، فضلاً عن من يذهبون للعلاج، كل تلك الشواهد يجب النظر لها من منظور إيجابي وليس منظوراً سلبياً ونظرة شخصية أو ذات مصلحة لحزب أو فئة، وإن تبصرت بعض الأحزاب جيداً، ربما تغير فكرها السالب تجاه العلاقة مع مصر.

في المجال الكروي هناك تنافس حاد بين الأندية السودانية والمصرية، وهو تنافس شريف، يجب أن لا يؤثر وأن لا يصل مرحلة الإساءة لأي من الشعبين.

كرة القدم لعبة تنافسية فيها المنتصر والمهزوم يجب عدم الإساءة لكل طرف من الأطراف.

فالهلال تنتظرة جولة قادمة أمام الأهلي المصري، ونتمنى للهلال الفوز والتأهل من الجوهرة بعد تخطي صن داوز الجنوب أفريقي، وتأهل الهلال بكل تأكيد يعني خروج الأهلي المصري، وهي كرة القدم، يجب أن لا تخرج من معانيها ومضامينها.

من يسيئون لمصر لا يدركون أنهم يسيئون للسودان أولاً، لأن الشعب السوداني عرف عنه كل الصفات الحميدة والتي ليس من بينها الإساءة للشعوب.