الخرطوم: اليوم التالي
شهدت منطقة (تفلنق) بشمال كردفان محلية غرب بارا ببادية (دار حامد) نهاية العام الماضي أحداثاً دامية نتج عنها (25) قتيلاً من المنطقة من بينهم (4) نساء في حادثة لم تشهدها الولاية من قبل للسلمية التي تسود بين مكوناتها القبلية التي تعيش في أمن وسلام، مذبحة تفلنق ارتكبتها عناصر تتبع للعدل والمساواة، ارتكبت جرماً كبيراً في مواجهة مدنيين عزل بالدوشكا والقرنوف والآربي جي لتدفع (تفلنق) 25 شهيداً من فلذات أكبادها في مواجهة كان للسلاح الثقيل دوراً في تأجيجها.
ترسيم الحدود
وتعود جذور الخلاف بين دار حامد وكتول حول ترسيم الحدود بين القبيلتين بحسب المتابعين لمجريات الأحداث لوقت سابق حيث اتبع أبناء دار حامد وفقاً لأقوال قياداتهم السبل القانونية لحل المشكلة إلا أن (كتول) أرادوا غير ذلك مستفيدين من وجود عناصر منهم بإحدى الحركات الموقعة على سلام جوبا والتي تقيم معسكراً بمنطقة أبو جالب في الحدود بين غرب بارا وسودري ليتسبب هذا المعسكر في تأجيج نار الصراع بين المكونات القبلية هناك، حيث طالب دار حامد والكبابيش بضرورة تفكيكه حتى لا يقود المنطقة لفوهة بركان حارق، وسبق لأمير الكبابيش حسن التوم حسن التوم أثناء تأدية واجب العزاء في شهداء المذبحة بتفلنق بحضور أمير وأعيان دار حامد، طالب بضرورة ترسيم الحدود وتفكيك معسكر العدل والمساواة بأبي جالب بجانب الإسراع في تقديم المتورطين في المذبحة للعدالة وأضاف التوم أن شمال كردفان عصية على التفلتات القبيلية، وأشاد بنهج أبناء دار حامد في اتباع الطرق القانونية لأخذ الحقوق.
الكيل بمكيالين
قيادات وأعيان دار حامد أعلنوا عن تمسكهم بالمسار القانوني حتى تتحقق العدالة مؤكدين عن انحيازهم للقانون دون سواه، ولكن حينما فشلت السلطات الأمنية في الولاية في القبض على الجناة الحقيقيين والمتسببين في المذبحة طالبوا بضرورة أن تسرع السلطات في الولاية والمركز في إحقاق العدالة وعدم الكيل بمكيالين والانحياز لقبيلة على حساب الأخرى ليخرج أمير دار حامد بالخرطوم الأمير سعيد النضيف عن صمته ويمهل المركز والولاية مهلة قصيرة للبت في القضية إلا وستلوح في الأفق حلولٌ أخرى مشيراً الى أنهم كإدارة أهلية نجحوا ولحدٍ بعيد في نزع فتيل التوتر بالمنطقة، وأكد أنهم ما زالوا متمسكين بالقانون مطالباً بالقبض على الجناة وتقديمهم للمحاكمة بجانب ترسيم الحدود، وتفكيك معسكر أبو جالب بجانب إنشاء قسم للشرطة بالمنطقة وزيادة الوجود الأمني بها منعاً لتكرار ما حدث، ويبدي النضيف تخوفه من إمكانية أن تؤثر شخصيات نافذة اتحادياً على سير القضية، لذا طالب رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان بضرورة التدخل لحسم القضية حتى لا تتحول شمال كردفان لمنطقة فتنة محذراً من مغبة التواطؤ لصالح قبيلة على أخرى، كما طالب وزير الداخلية بضرورة حث شرطة الولاية على الاضطلاع بدورها بالقبض على الجناة والزج بهم في السجون مشيراً الى أن أي قصور من شأنه تأجيج الصراع وإشعال نار الفتنة.
أيادٍ خفية
مراقبون يشيرون إلى أن هنالك أيادٍ خفية تريد أن تبعثر أوراق السلام الاجتماعي في المنطقة عبر البحث عن نفاج يشعلون من خلالة ناراً للفتنة لتتحول شمال كردفان لمحرقة أخرى، ويؤكد المراقبون أن نفس الأيادي تعطل سير العدالة بشأن مذبحة تفلنق التي مرَّ على حدوثها 9 أشهر ولم تتحرك الولاية بصورة جادة بشأنها ونفس الأمر ينطبق على المركز الذي لن يتحرك إلا بعد أن تقع (الفاس) على الرأس محذرين في الوقت ذاته من مغبة التهاون والتواطؤ بشأن القضية التي تحتاج لتحركات عاجلة تتحقق معها العدالة بتحقيق المطالب سالفة الذكر.
مذبحة (تفلنق)… حتى لا تدخل شمال كردفان منطقة صراع
