من يقف وراء الوضع المشتعل في الإقليم الإثيوبي؟

تقرير : أمنية مكاوي
على صعيد خلافات جبهة التقراي والحكومة الإثيوبية، وللمرة الأولى منذ نحو عام، أعلنت الحكومة الإثيوبية والجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، الأربعاء الماضي تجدد القتال بينهما في إقليم تيغراي شمالي اثيوبيا ، وبدأ الصراع بالإقليم في نوفمبر 2020، عندما أرسل رئيس الوزراء آبي أحمد القوات الفيدرالية إلى تيغراي للسيطرة على السلطات المحلية التابعة للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي بعد اتهامها بمهاجمة ثكنات للجيش، وأسفر الصراع عن مقتل آلاف الأشخاص في ثاني أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان بعد نيجيريا، وأعلن السفير الإثيوبي بيتال ميرو، أمس، أن الحكومة الإثيوبية أعلنت في مارس الماضي وقف إطلاق النار الأحادي، وأكدت التمسك بذلك، وقالت لن نخوض جولة جديدة من الحرب في تيغراي، وذكر أميرو أن الحكومة الإثيوبية ستعمل على استتباب الأمن وفرض هيبة الدولة في كل أقاليم البلاد.
وأكد ميرو أن قضايا ومطالب الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي تتطلب النقاش والحوار، رغم أن الجبهة تسببت في المشاكل بالمناطق الشمالية لإثيوبيا .
حل الخلافات :
بعد التوترات التي تصاعدت خلال الأشهر الماضية
بين الحكومة الإثيوبية والجبهة الشعبية، التغراي
قالت إثيوبية في بيان سابق لها، إن جبهة تحرير شعب تقراي انتهكت فعلياً الهدنة الإنسانية أحادية الجانب التي كانت سارية في أعقاب الهجوم الذي شنته في وقت سابق، وبحسب البيان، شنت جبهة التحرير الشعبية لتحرير تقراي هجوماً على الجبهة الشرقية،
وألقت باللوم على الجماعة التي صنفها ممثل مجلس النواب الإثيوبي على أنها إرهابية، في هجومها مع سبق الإصرار ، وجاء في البيان أن قوات الدفاع الوطني الإثيوبية والقوات المتحالفة معها تتخذان الهجوم المضاد اللازم بحزم، حفاظاً على أمن وسلامة المواطنين، صدرت أوامر لقوات الأمن في البلاد بالوقوف في حالة تأهب قصوى، وبحسب الحكومة، فإن يدها الممدودة من أجل السلام تعرضت للخيانة من قبل الجبهة الشعبية لتحرير تقراي مرة أخرى.
ولفت السفير إلى أن المتحدث باسم الجماعة، غيتاتشو ردا، أعلن في رسالته في قناة تقراي، أن الهدنة الإنسانية الأحادية الجانب التي تم الإعلان عنها من قبل الحكومة “انتهت من الناحية الفنية، و أعلنت الحكومة عن رغبتها القوية في حل أي خلافات قد توجد بين الإثيوبيين بطريقة سلمية.

تنفيذ الأجندة العنصرية:

وأوضح السفير الإثيوبي بالسودان بيتال امورو أن كل هذه المشاكل والتوترات سببها جبهة التقراي،
وإن الجبهة أساسأ قامت على الأساس القبلي؛
مما أدى إلى التفرقة لانفرادهم بالسلطة بتنفيذ الأجندة العنصرية القبيلة الانفصالية، وبعد ما تجاوزت كل حدودها تم طردها من قبل الحكومة الإثيوبية والسيطرة عليها، وإن هذه المجموعة فرض لها واقع جديد من قبل الإثيوبين لكنها عادت إلى العداوة مرة أخرى، ومن ضمن محاولتها إلى العودة إلى السلطة.
وفي العام 2022 هو يوم فاصل وانطلقت شرارة الحرب في إثيوبيا والجيش الإثيوبي تمكن من الاستيلاء على كل إقليم التقراي، ورغم استيلاء الحكومة الإثيوبية انسحبت من الإقليم لإعطاء الفرصة للتقراي وإعادة الفرصة مرة أخرى لشعب التقراي لتهدئة الوضع، وأكد بيتال ميرو – خلال مؤتمر يوم أمس، بعد انسحاب الحكومة من الإقليم – عادت مرة أخرى جبهة التقراي بشن هجوم على إقليم الأمهرة، وبعد الدخول بغزوتها القطيعة التي تمكنت على السيطرة مرة أخرى على الإقليم جاءت عدة انتهاكات من بينها القتال، وقامت باغتصاب واسع للفتيات بما فيها كبار السن، قاموا بنهبها وتدمير دور العبادة والحيوانات أيضاً، وأضاف ميرو أن الحكومة تمكنت من طردها مرة أخرى من الأمهرة وأبقتهم في إقليم تقراي فقط، وبعد ذلك اعلنت الحكومة الإثيوبية إيقاف المساعدات إلى كل الإقليم، وأن هذه هي الجولة الثالثة من الهجوم، مرة أخرى أعلن السفير الإثيوبي، أن حكومة بلاده مستعدة للتفاوض حول سد النهضة برعاية الاتحاد الإفريقي، مؤكداً أن أديس أبابا مقتنعة بأن حل كل المشاكل يكون عبر الحوار والتفاوض، رغم إعلان الحكومة التفاوض وإلى الآن لم تستجب الجبهة للجلوس وحل الخلاف .

‏أسلوب غزو للقطيع:

‏و دعا ميرو إلى الضغط على القوات التابعة لجبهة تحرير شعب تيجراي”، للتفاوض، قائلاً.. إن الحرب في إثيوبيا تؤثر على السودان، داعياً كل دول الجوار ومجلس الأمن الدولي تقديم مبادرات للجلوس للتفاوض، وأكد ميرو أن إقليم التغراي يحتاج إلى معونات أساسية من بينها الكهرباء والخدمات العامة، وهي مطالب أساسية ومن واجب الحكومة الإثيوبية على شعب التقراي، وإن هذه البنية التحتية التي نتحدث عنها يستحقها الشعب، وأضاف ميرو.. هناك اعتداء على الكوادر البشرية وانتهاك ونهب ممتلكات مصارف الحكومة ولإعادة هذه الخدمات لا بد من انتشار الكوادر البشرية في الإقليم، لذلك نحتاج إلى أمن البلاد، لابد من التزام الحكومة الإثيوبية بأمن الكوادر البشرية، وإن الحكومة الأثيوبية رغبتها عدم الدخول في الحرب مرة أخرى، وتريد أن تعيد هذه الخدمات خشية من الحرب، وإن الإعلان عن لجنة مفاوضات السلام برئاسة نائب رئيس الوزراء الإثيوبية لأنها تريد الأمن والسلام الدائم، لذلك أعلنت الحكومة ترميمها رغم جاهزية الحكومة، وأضاف.. هذه المجموعة لم يكن ردها عدم إعلان لجنة تمثلها بالتفاوض مع الحكومة، وإلى الآن لم ترسل جبهة التقراي ممثليها للجنة التفاوض، وأن هذه المجموعة تكثف من نشاطها العدواني على إثيوبيا، وأن هذا يدل على عدم استعداد الجبهه الدخول في مفاوضات وحل للمشكلة، حتى قبل هجومها كان هناك مبادرات كثيرة تحترب بعد الدخول في الحرب مع الجبهة، منهم رجال الدين والسيدات؛ لكن لم يفلحوا في الحل بسبب هذه المجموعة، و كشف امورو أن جبهة التغراي تجند الأطفال القصر وترسلهم إلى ميدان المعارك في إثيوبيا، وكل من يرفض الانضمام إلى مجموعتهم يتخذون القتل وسيلة، والآن تدور المعارك في إقليم الأمهرة والعفر، ويستخدمون أسلوب غزو القطيع إلى تجنيد المسنين أيضاً، والآن يكررون نفس الحروب ضدد الأبرياء، و يقومون بنقلهم إلى الإقليم، و الحكومة مجبرة بتنفيذ القانون واستتباب الأمن والسلام في البلاد، لبسط هيبة الدولة، وطالب ميرو السودان و المجتمع الدولي ودول الجوار بالمساهمة في التهدئة، لأنهم متأثرون سلباً بهذه الحرب، و على المجتمع والدول المجاورة ومجلس الأمن الضغط على الجبهة حتى تأتي إلى طاولة التفاوض.

صعوبة توصيل الغذاء:

وقد أعلنت الأمم المتحدة خلال العام السابق؛ أن الوضع في الجزء الشمالي من إثيوبيا متقلب، ولا يمكن التنبؤ به، وأن العديد من شركاء الأمم المتحدة اضطروا لتخفيض أو إيقاف البرامج بشكل كبير، بسبب النقص الحاد أو نفاد الوقود والنقد، جاء ذلك على لسان المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، الذي استعرض الأوضاع الإنسانية في تقراي خلال المؤتمر الصحفي، وأشار إلى أن إيصال الإمدادات الإنسانية إلى تقراي لا يزال مقيّداً بشدة عبر طريق الوصول الوحيد البري من منطقة “عفار .
وبحسب الأمم المتحدة، دخلت منذ 12 يوليو، حوالي 900 شاحنة إلى تقراي، وهو يمثل 14% فقط من المطلوب دخوله المنطقة، وأكد أن الأمم المتحدة تدعو بشكل عاجل جميع الأطراف للسماح بالوصول المستمر دون عوائق لجميع الناس في تقراي وأمهرا وعفار.