إعادة العلاقات السعودية الإيرانية ( الصراع السني الشيعي)

محمد هارون عمر

 

 

إعادة العلاقات السعودية الإيرانية ( الصراع السني الشيعي)

 

أمر مهم حدث خلال اليومين الماضيين. وهو عودة العلاقات الدبلوماسية مابين المملكة السعودية وإيران. بعد انقطاع دام عقوداً؛ يعقد ذاك الصراع، الصراع السني الشيعي المذهبيّ خاصة بعد الثورة الإيرانية (إمامة الفقية) ومحاولة إيران تصدير الثورة وتحريض الشيعة العرب للثورة.. تفاقم الصراع بعد التدخل الإيراني في اليمن وتحريضه. وتشجيع الحوثي للانقضاض والانقلاب على الدولة اليمنية، بل التدخل المباشر لتحو يل المذهب الزيدي – أقرب المذاهب الشيعية – ( لأهل السنة و الجماعة)… إلى مذهب شيعي إمامي اثني عشري.. كانت اليمن ساحة لذاك الصراع السياسي المذهبي. أرهق ذاك الصراع كل الأطراف. خاصة السعودية والخليج.. وزاد من بؤس وشقاء الشعب اليمني. تعذر حسم الأمر عسكرياً.. السعودية. لايمكن أن تسحب البساط من تحت أقدام الحوثي مالم تستمل إيران لترفع عنه الغطاء.. كما حدث في إثيوبيا وأفغانستان سقط النظامان بمجرد أن سُحب عنهما الدعم السوفيتي زمن ميخائيل غورباتشوف صاحب فكرة البر وستريكا.. سقط منقستو وسقط نجيب الله.. (هل سيتكرر نفس السيناريو؟ ) مهما يكن.. فهناك عدة عوامل عجّلت بتصفية وتنقية الأجواء أهمها الثورة الإيرانية التي زلزلت أقدام الملالي. كادت أن تعصف بهم؛ لذا لابد من تحول يحول دون استنزاف المو ارد في الصراع الخارجي المرهق الذي أفقر الشعب؛ لهذا ثار الشعب الإيراني وأيضًا السعودية عجزت من الحسم العسكري لتدهور وضعها الاقتصادي؛ فلهذا آثرت أن توادد الفرس رغم المرارات. كل طرف محتاج للآخر ليتجنب شره؛ لابد أن معادلة اليمن واردة في صفقة ذاك التقارب.. هذه مؤشرات قد تلين من موقف الحوثي ليقبل بالحل اليمني الديمقراطي بعد أن تعذر حكم اليمن شموليًا.. والخسائر الفادحة ودمار اليمن.. الدول الغربية كانت تبتز دول الخليج باسم الخطر الشيعي، وزاد من تلك القناعة انقلاب الحوثي.. الخطر النووي الإيراني يستعمل كقميص عثمان لتدمير إيران وخنقها اقتصادياً، بينما إسرائيل تمتلك القنبلة النووية قبل عقود.. ماأجمل التقارب السعودي الإيراني! إنه خطوة لتصحيح مسار العلاقات العربية الإيرآنية.. . إيران ليست عدواً، العدو هو إسر ائيل،. وبعض الدول الغربية. التي تشجعها وتساندها في باطلها وهي تستغل خوف العرب من إيران؛ وإسر ائيل لتبتز الدول العربية بنفقات التسليح التي تصل لمئات المليارات. كلما حدث تقارب عربي إيراني شيعي فهو جيد من أجل طي صفحة. الخلافات، والتفرغ للعدو الأكبر الذي ابتلع فلسطين؛ ويطمع في ابتلاع كل موارد العالم العربي والإسلامي .. العدو الأكبر هو الذي يجير الأحداث لمصلحته ويهيمن ويحرك الأنظمة العربية وفق مصالحه و أهوائه..الانتهازية.. هذا التقارب سيسهل إعادة العلاقة من دول الخليج و مصر.. اليمن هي بالون الاختبار لصدق التوجه الإيراني، عليها أن تبدي حسن النية في اليمن لتنطلق العلاقة نحو مصلحة الشعوب العربية والإسلامية دون دوغمائية شيعية أو سنيّة!