بدون زعل
ضابط الجيش أرسل عسكرياً نفراً ” أمشى الفرن، جيب لى عيشتين”..”تمام سعادتك”..العسكري غاب ساعة كاملة، ثم عاد..أدى التحية العسكرية ومد للضابط عيشة واحدة…سأله الضابط ” وينا التانية ؟ “..العسكرى :” ما ياها دى التانية !!”…
“طيب…انصراف”..
“تمام سعادتك”
شايف حاجة؟
أوكى…أوريك:
لو سأل الضابط العسكرى ” وينا الأولى؟”، لأجابه العسكرى :” ما ياها دى الأولى”..
قطعتا الخبز ليستا مرقمتين: الأولى والتانية..وبالتالي يجوز لك أن ترقمهما حسب الوضع..من حيث تقف..سؤال الضابط خاطئ، من حيث المبنى..لأنه افترض أن العيشتين تحملان رقمين..فى الوقت ذاته، يريد أن يعرف : لماذا أحضر العسكري واحدة، بدلاً عن الاثنتين..لأنه أمر بعيشتين، وجاءته واحدة..
هل أكل العسكرى واحدة؟ هل باعها؟ هل تصدق بها على أحدهم؟ هل دفع مبلغ واحدة فقط، واحتفظ بالباقى؟ هل احتفظ بالمبلغ كله، و “جازف” عيشة واحدة للضابط؟ تلك أسئلة هذه الحلقة من برنامج ” مساء الخير يا وطنى”، التى يسعدني أن أستضيف فيها الخبيرين د. فلان، وبروف علتكان…مرحباً بك.
شايف كيف؟
ذلك ما فعلته أغلب قنواتنا، صحفنا ومراسلو القنوات الأجنبية مساء أمس، عقب لقاء البرهان وحميدتى ببيت الضيافة والمنبر الذى تحدث عبره السياسي المرموق ياسر عرمان، وقال فيه كلاماً كثيراً …
الأخبار قالت إن القاعدة الروسية العسكرية على البحر الأحمر باتت فى حكم المؤكد..تجري تفاهمات روسية – سودانية منذ وقت ليس بالقصير..بدأها الرئيس السابق البشير، عززتها زيارات ولقاءات للبرهان وحميدتى، مع بونين، وما زيارة سيرغى لافروف، وزير الخارجية الروسى إلى الخرطوم، الشهر الماضى، إلا وضعاً للنقاط على الحروف…
فى الوقت الذى تزاحم واشنطن ليكون لها قدم موهطة..لكن واشنطن – كأوربا، تماماً – تلعب بقواعد قديمة، واستراتيجيات عفى عليها الزمن..وذلك من غرائب ميكانيزمات المصائر : (أن منتج الحداثة لا يحدث بعض مناهجه)، وهو الذى يؤكد أن (الحداثة تنفي ذاتها، باستمرار…تستمر ناقضة لهوياتها وآليات الكلاسيكية)…وهى قاعدة جوهرية فى تفكير الترابى، رداً ساخراً على سؤال غبى (كيف أدعو للتجديد – يا أخى الكريم – وأنا لا أتجدد؟)..
واشنطن لا تكف عن العنتريات والعقوبات والضرب تحت الحزام، والتهديد والوعيد..وتلك قواعد لعبة قديمة، تمردت عليها أمريكا اللاتينية، بعض آسيا، ومعظم إفريقيا…جعلت واشنطن سفارتها الأكبر فى الشرق الأوسط وإفريقيا..سمت سفيراً عقب انقلاب البرهان، تفكر فى نقل (قيادة الأفريكوم) إلى السودان، كما يشاع..
شايف كيف؟
وود الفكى، خالد سلك، الواثق البرير، صديق المهدى، عرمان، يدخلون ويخرجون من اجتماع إلى آخر..البعث كف عن العبث..الشيوعي ينتظر (تزايد المد الثورى)، وهو “انتظار المستحيل”، كما غنى مصطفى سيد أحمد، فى ” مريم الأخرى”.
أين كان الخلاف بين البرهان وحميدتى، ليقوم الإعلام ولا يقعد، لأنهما التقيا فى بيت الضيافة؟ خلاف حول (العملية السياسية)؟؟ وهى العملية التى سترجع الجيش إلى “الثكنات”؟
أيوااااااا…
أحدهم أرسل الآخر ليجيب له عيشتين من مخبز القشلاق..
جاء بواحدة، فقط…بعد ساعة كاملة..
البرهان سأل حميدتى:
” وينا التانية؟”.
أجابه :” ما ياها دى التانية”.
البرهان فهم..قال لحميدتى:”إنصراف”..
حميدتى ألقى التحية، وانصرف..
ياسر عرمان، مراسلو القنوات، مقدمو البرامج الحوارية، الحرية والتغيير، ناس أردول، الورش الكثيرة التى ستنعقد، الآلية الثلاثية، وغيرهم مشغولون ب: أين العيشة الأولى؟
غداً سيتبادل البرهان وحميدتى الأدوار…
ثم
ثم
ثم
وهكذا..
شايف كيف؟