رسوب نواب الباطنية.. فشل المجلس أم الممتحنين؟

مجلس التخصصات الطبية: ملتزمين بالمعايير العالمية للامتحانات
النواب: نجاح 30% من اختصاصيي الباطنية ورسوب 70% فشل للمجلس.
الطلاب الممتحنون: امتحان المجلس الطبي غير متطابق المعايير العالمية
نواب الباطنيية يتهمون المجلس الطبي بالتسبب برسوم الطلاب
يعتبر المجلس القومي السوداني للتخصصات الطبية المؤسسة الوحيدة للدراسات والتخصصات الطبية والصحية والمهنية في السودان وهو بحكم القرار الجمهوري الصادر في العام 2001 الجهة الوحيدة المخولة بمنح شهادات التخصصات الطبية والمهنية التي تؤهل الخريجين للعمل كاختصاصيين واستشاريين لتقديم الرعاية الصحية للمواطنين، والمسؤولية الكبيرة الوطنية والاجتماعية والأخلاقية التي تحتم على المجلس القيام بدوره كاملاً في تغطية وسد الحوجة لمواجهة النقص في الكادر الطبي من جميع التخصصات كان لا بد للمجلس أن يوضح المعايير التي تؤهل الخريجين لأداء مهامهم كما حق له عكس جميع الأنشطة والإشكالات التي تواجه المجلس للقيام بهذه المهمة. بينما هنالك اتهامات تطال المجلس الطبي للتخصصات الطبية بعدم ووضع معايير مهنية على حسب قوانين الطب العالمية.. (اليوم التالي) سلطت الضوء على هذه القضية .
الخرطوم: رفقة عبد الله
اتهم عدد من الجالسين لامتحان التخصصات الطبية (نواب باطنية)، اتهموا مجلس التخصصات الطبية، برسوب 70% من الجالسين لامتحان التخصص بسبب بعدم مراعاة المعايير العالمية للامتحان.
مؤكدين أن المجلس يقوم بتصحيح الامتحان خلال 24 ساعة فقط. ونفذ اختصاصيون نواب الباطنية وقفة احتجاجية طالبوا من خلالها بإعادة تصحيح امتحان المجلس الطبي، وذلك بسبب رسوب 70% من الجالسين في امتحان لأكثر من (3) مرات على التوالي ونجاح 30%. وكشف النواب لـ(اليوم التالي) أن عدد الجالسين الكلي للامتحان (284) وعدد الراسبين 200 طالب، بينما عدد الناجيين 84 طالباً.
امتحان تعجيزي
في العادة يتم تدريب النواب داخل المستشفيات الحكومية لأكثر من 4 سنوات حتى يتم امتحانهم وتقييمهم حيث قال النواب في حديثهم لـ(اليوم التالي) إنه يتم تدريبهم لأكثر من (4) سنوات وتم تقييمهم (18) مرة من هذا المجلس فكيف يعقل رسوب 70% وإن التقييم كان (ممتاز) وتساءل: أين المشكلة؟، وطالب النواب بإعادة الامتحان أو إعادة التصحيح وحل اللجنة التي تضع الامتحان، وقال الطلاب إن رئيس الطب الباطني وصف الامتحان بالتعجيزي .
المعايير والجودة
وقال الطلاب الجالسون (نواب الباطنيية) إن معايير المجلس الطبي للتخصصات الطبية غير متطابقة للمعايير العالمية للطب. بينما قال الأمين العام لمجلس التخصصات الطبية الدكتور أحمد فرح شادول في تصريحات صحفية عقب ورشة بعنوان تغطية (مطلوبات سوق العمل الداخلي والخارجي)، قال شادول إن المجلس درج على تنظيم هذا النشاط مرتين في العام، ولكنه أتى مختلفاً هذا العام حول متطلبات سوق العمل مضيفاً أن مهنة الطب والصحة لم تعد مهنة محلية، وإنما عالمية يتم الالتزام فيها بكل القوانين والأعراف حتى تكون جزءاً من العالم تاريخاً، وأشار شادول الى أن الوضع العالمي حتم علينا الالتزام بالمعايير لأجل المنافسة إقليمياً وعالمياً وهو الأمر الذي التزم به المجلس منذ إنشائه كاشفاً وجود قيمة ورغبة كبيرة للأطباء السودانيين في الدول العربية والأوروبية، وذلك لالتزام المجلس بالمعايير في إعداد للمناهج مما زاد الطلب على الكوادر الصحية، مبيناً بعد جائحة كورونا أصبحت المنافسة كبيرة لابد من الالتزام بالموجهات العالمية والمحلية، مؤكداً أن الطبيب السوداني لديه رغبة عالية في دور الخليج. وفقاً لمعايير التدريب التي لابد من المحافظة عليها، كما توجد حاجة داخلية للأطباء في الولايات بالرغم من وجود بعض المحفزات للاختصاصي بالولايات إلا أن هجرة الأطباء أصبحت عالية وتمثل واحدة من المهددات في السودان، وشدد شادول على أن المعايير التي ينتهجها المجلس للمنافسة في سوق العمل تعتمد على نوعية المناهج التي تضم 60 تخصصاً منها 14 زمالة من التخصصات الدقيقة وتتعامل بمعايير محددة عالمية. وقال شادول عن قيام المجلس بمراجعة (2922) من المناهج وتحديث (60) منهجاً وإجازتها وفقاً للمعايير العالمية، موضحاً وجود سبعة مراكز للتدريب في الخرطوم وعدد من المراكز في الولايات مما يعتبر فرصة لممارسة واكتساب المهارات، كما فتح السودان عدداً من الفرص التدريب في الجامعات العالمية بالإضافة لتحويل الامتحان من ورقي إلى إلكتروني وجدد شادول أن التدريب يجعل الشخص أكثر انفتاحاً على الراهن ومعرفة كل ما هو جديد على المهنة والتخصص، مبيناً زيادة عدد الزائرين للمجلس من الدول الأخرى لإجراء الامتحان، فقد وصل إلى (47) ممتحناً خارجياً من مختلف الدول والمؤسسات التي تطابق عمل المجلس فضلاً عن التركيز على الشراكات الخارجية والاعتراف الدولي وفتح فرص للتدريب وتوقيع مزكرات تفاهم بين عدد من الجامعات الدولية. وأشاد شادول بالكوادر السودانية في مجال الصحة وزيادة نسبة الطلب عليها بالإضافة للوجه المشرق الذي يقوم أصحاب هذه التخصصات خارج السودان في دعم المهنة والبلد والمجلس في المناهج والبحوث فقد قدموا عملاً كبيراً ودعماً غير محدود مما دعا لتحديث عدد من القاعات لاستيعاب المحاضرات عبر الشبكة العنكبوتية. كاشفاً أن عدد الناجحين في امتحان التخصصات في العام 2020 بلغ 1700 مقارنة مع العام 2022 بـ1469 من الخريجين، كما تم ابتعاث عدد (45) متدرباً الى إيرلندا في العام الماضي، وهذا العام تم قبول (33) متدرباً سيغادرون الأيام المقبلة، بالإضافة لتشكيل (6) مجالس منها (4) زمالة والآن لدينا عدد (14) تخصصاً دقيقاً و(4) زمالة لذات التخصص. وأكد شادول أن كل هذه الإنجازات تمت بناءً على معايير الجودة والحاكمية والمراجعة وتحديث قانون المجلس والامتحانات والتدريب. بالإضافة لمركز التطوير الطبي الذي به خمسة أقسام واللجان المركزية الحاكمة التي تحوي خبراء من مختلف التخصصات لتطوير الأداء في المجلس فضلاً عن البحوث والنشر واعتماد مراكز التدريب المؤسسي والبرامجي.
إشكاليات في الامتحان
ويقول أحد الجالسين لامتحان المجلس الطبي لـ(اليوم التالي) إن هنالك بعض المعايير لم يتم تطبيقها في الامتحان، مثل إحصاءات عدد الناجحين والراسبين في الامتحان وأيضا ًالطريقة لم تكن واضحة، مؤكداً أن أغلب الأطباء الذين جلسوا للامتحان لديهم الزمالة وعدد من الامتحانات الدولية، فكيف يعقل؟ أن يرسبوا في امتحان محلي. وأضاف: هنالك إشكاليات إما في الامتحان أو في الطلاب. وطالب من عمادة شؤون الطلاب الإجابة عن هذه الأسئلة وحل الإشكاليات التي تحدث في كل امتحان.
ظلم كبير
وكشف الأطباء الجالسون لامتحان المجلس إن بداية الأزمة جاءت بعد امتحان الجزء الثاني لمجلس الطبي ومؤكدين في تصريح لـ(اليوم التالي) أن شكل الامتحان تم تغييره تماماً عن الامتحانات السابقة، إضافة إلى نسبة الرسوب التي أصبحت كبيرة جداً، ووصف الأطباء أن ما حدث ظلم كبير لا يمكن السكوت عنه .


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب