مفوضية المهاجرين السودانيين.. الآن الآن يا سودان

بيت الشورة
عمر الكردفاني

لا يعيق مسيرة هذا الوطن وشعبه الأبي الا أن هنالك تطبيق حرفي في كل المجالات لبيت الشعر القائل :
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه .. إذا كنت تبنيه وغيرك يهدمُ
وللأسف الشديد فإن قضايانا المصيرية التي تهم ملايين المواطنين يتحكم في مسيرتها شخص واحد أو شخصان على أسوأ تقدير، وعلى العكس تماماً تجد شخصاً واحداً يسعى بكل ما أوتي من قوة لخدمة عشرات الملايين أيضاً دون منٍّ أو أذى، فإن نجح تجد أن من يدعون مساندته بالآلاف وإن فشل فلن تجد حوله الا بعضاً من المخلصين .
لقد تابعنا جميعاً فرداً واحداً أتت به أول حكومة بعد الثورة لقيادة جهاز تنظيم السودانيين العاملين بالخارج وبالضبط تسنم الأستاذ مكين حامد تيراب هذه المهمة الشاقة في بداية 2020م، وقد وجد الرجل جهازاً عليه أن يخدم ربع السودانيين المنتشرين على مستوى العالم وهو لا يملك حتى حق الدفاع عن واحد منهم، فعمد أولاً إلى تصحيح أول خطأ غريب في تعامل السودان مع أبنائه ألا وهي تأشيرة الخروج والعودة إذ لا يمكن أن يعامل بلد مواطنه معاملة الغريب، فيطلب منه تأشيرة عند خروجه ودخوله ونجح مكين في إلغاء هذا الإجراء الغريب بكل ما يعنيه للجهاز من ريع هو في أشد الحاجة إليه .
والمتابع لمسيرة مكين في قيادة دفة جهاز المغتربين يجد أن الرجل الذي قضى ثلاثين عاماً من عمره خارج وطنه يريد أن يمحو كل مرارات الغربة عن كل سوداني بالخارج، ولكنه لم يفعل شيئاً سوى لفت انتباه الدولة بأن الدستور يلزمها برعاية كل رعاياها أينما كانوا فقدم بكل ما يملك من خبرة في (الغربة) مشروعاً لقيام مفوضية المهاجرين السودانيين، أو بالأحرى مفوضية كل من وطئت رجله أرضاً غير وطنه السودان بما في ذلك اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين وحتى رجال الأعمال، لعمري إنه لمشروع ضخم يحتاج إلى تضافر جهودنا جميعاً لا أن نستهزئ به، فالدستور الذي يكفل لك العيش الكريم داخل وطنك هو ذاته الذي يجب أن يكفل لك ذات الحق خارج هذا الوطن ويمضي مكين في حلمه.. حلمنا الكبير إلى غايات لم يتطرق إليها أحد من قبل فهو يرى بعين المستقبل رئيساً أمريكياً أو أوروبيا من أصول سودانية لذا فهو يعمل على أن يكون هذا الرئيس مرتبطاً وجدانياً بوطنه ومحتفظاً بالذكرى الطيبة لا بذكرى الجبايات والمطاردات .

ثم ماذا بعد؟
ارتباط السوداني بوطنه يعتبر الأوهى على مستوى العالم لذا فأول خطوة لشد هذا الارتباط يجب أن يبدأ من هؤلاء المنتشرين على مستوى العالم حتى سيبيريا وألاسكا وصحراء نيفادا وجبال الألب وقمة الهيمالايا.. نعم عزيزي القارئ كل هذه المناطق بها سودانيون شئنا أم أبينا وذلك لطبيعة السوداني المغامرة، لذا فشعب بهذه الجسارة يجب أن يدير أمره من هو في قوة شكيمته وجسارته والآن على رأس الدولة إجازة مشروع مفوضية المهاجرين السودانيين وأن يشد من أزر الأخ الجسور حقاً مكين حامد تيراب لإدارة هذا المشروع الضحم من أجل سودان يحتضن أبناءه بالداخل في حنوٍّ وينشر أجنحة عطفه على من هم في أصقاع العالم يبحثون عن رائحة وطن تركوه خلفهم وشاعرهم يصدح .. ملعون أبوكي بلد..