تشكيل حكومة في السودان .. سيناريوهات محتملة

تقرير : الخواض عبدالفضيل

على الرغم من كثرة المبادرات بجميع إعلاناتها السياسية والدستورية من القوى السياسية لحل الأزمة السودانية، مازالت النتيجة صفر يخيم على المشهد السوداني، دون وجود ثقب ينبعث منه ضوء يعلن عن انفراج الأزمة، لكن السمة الواضحة في مسرح السياسة السودانية أن الشعب السوداني يشاهد مسرحية اسمها (اعاقة الحلول)، بحيث كل من يتقدم بمبادرة حل تعاق من جهة أخرى، ومن الواضح بات لايمكن لأي جهة أن تشكل حكومة؛ لأنه أصبح من المستحيلات عدم القبول بذلك؛ هو السيناريو الوحيد المطروح في المشهد السياسي السوداني، في حين كل المراقبين يرون الحل في التوافق، لكن يبدو أن العقلية السياسية السودانية غير آبهة لذلك، وتفضل العيش في حالة.. لانتفق .

ابوبكر آدم.. السيناريوهات المحتملة في المشهد السياسي السوداني هو إعاقة أي مبادرة من حزب او غيره.

يرى الكاتب والمحلل السياسي ابوبكر آدم عبدالكريم – خلال إفادته ل (اليوم التالي) – أن القوى السياسية على مفترق طرق، كل المبادرات التي قدمت كحلول للأزمة السودانية عليها تحفظات من البعض، كمبادرة الشيخ الطيب الجد ومبادرة الشيخ الياقوت التي لم تر النور حتى الآن ومبادرة شيخ كدباس، كل هذه المبادرات الآن عليها تحفظات من القوى السياسية التي تتقاطع مصالحها مع بعصها البعض، َوتابع.. لذلك لا يمكن لحزب سياسي أو تيار سياسي معين أن يأتي برئيس وزراء يجد القبول من الأطراف الأخرى، أو إجماع، زاد.. أزمة القوى السياسية فيما بينها هي أزمة ثقة، بالتالي لا يمكن في ظل الظروف الحالية وحالة التشظي، الانشقاقات والاختلافات بين المكونات والتيارات السياسية، سيكون هنالك إجماع مطلق على رئيس وزراء حتى وإن كان مستقلاً، وزاد.. لذلك كل السيناريوهات المحتملة الآن هو إعاقة أي مبادرة تقوم بها جهة معينة أو أي حزب سياسي معين للإتيان برئيس وزراء مجمع عليه.

محمد عمر : من الصعب حزب اوتحالف يحكم فترة انتقالية لوحده

قال المختص في التنمية والحكم؛ الرشيد محمد عمر فيصل؛ خلال حديثه ل(اليوم التالي)، تشكيل أي حكومة يعتمد أساساً على قبول العسكر لها، والعسكر حددوا شروطهم بضرورة تكوبن حكومة توافق سياسي سوداني تشمل الجميع عدا المؤتمر الوطني او حكومة منتخبة تابع مما يعني ان العسكر لن يشكلوا أي حكومة لوحدهم، خاصة بعد أن أعلنوا خروجهم من المشهد السياسي، بالتالي تركوا الأمر للقوى السياسية هي التي تقوم بالأنشطة السياسية المتعلقة بالفترة الانتقالية وزاد.. الناظر للمشهد السياسي السوداني يراه وكأنه بركة ثابتة غير متحركة ولا جديد فيها الآن. زاد.. كل التحالفات الحزبية والتكتلات الحزبية والاصطفاف الذي يعيش فيه السودان يصعب أن ينفرد جسم أو حزب اوتحالف بتشكيل حكومة انتقالية بمفرده بعد التجربة التي حكمت فيها قوى الحرية والتغيير الفترة الانتقالية منفردة؛ الشيء الذي أدى إلى فشل الفترة الانتقالية خلال ثلاث السنوات الماضية مضيفاً.. بأن الحجر الوحيد الذي يمكن أن يرمي ويرحرك البركة هو التوافق بين كل المكونات السياسية السودانية لتشكيل حكومة متفق عليها من الجميع، مشدداً – في نفس الوقت أن تضع كل الأحزاب الوطنية والشعب في أعينهم والتنازل من الخيارات الأعدمية، لذلك لا مجال لأي سيناريوهات مختلفة .

زهير هاشم : وضع السودان المضطرب ذاهب إلى ثلاثة سناريوهات
قال الباحث في العلوم السياسية والمحلل السياسي زهير هاشم – في حديثه ل(اليوم التالي) – الشيء الطبيعي في الحكومات الانتقالية كل القوى السياسية والاجتماعية التي ساندت الثورة أن يتوقفوا على حكومة من المستقلين الذين يشترط فيهم الكفاءة والحيادية والوطنية، وتؤكل لهم مهام محددة تابع تتمثل فى التحضير لانتخابات حرة ونزيهة في إسعاف الاقتصاد المحافظة على الأمن والأمان، زاد.. إذا حصلت خلافات بين الأحزاب تتأثر به الحكومة الانتقالية، مثال لذلك.. الخلاف النسب في حكومة اكتوبر الانتقالية بين الأحزاب والطائفية والحزب الشيوعي الذي أدى إلى فشل حكومة اكتوبر الأولى وإعادة تشكيلها مرة ثانية، وتحولها إلى حكومة حزبية إلى حكومة جبهة هيئات، ويمضي زهير في حديثه قائلاً.. إلا أن الوضع الآن في السودان القوى السياسية توافقوا على أن لا يتفقوا، تابع.. الآن لدينا عدد من التحالفات السياسية في المشهد السياسي؛ تحالف قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي، تريد أن تسلم لها السلطة دون انتخابات، في اعتقادي أن تؤتى هذا المطلب تجاوزه الزمن، لأن الحرية والتغيير لم تعد تمثل الشارع بدليل فشلها في عدم تنظيم مظاهرات ناجحة، كما يوجد في تخالف التغيير الجذري وهو تحالف أقليات بمحدوديةالحزب الشيوعي.. بالاضافة إلى تراجع دور لجان المقاومة، خاصة وأنهما مكونات تحالف التغيير الجذري لن يستطيعوا وحدهم أن يفرضوا أجندتهم، ايضا ظهر تحالف ما اسماه زهير تحالف أحزاب الوثبة الذين انضموا إلى مبادرة الشيخ الطيب الجد، منوهاً بأن هذه الأحزاب تسعى لإقصاء الحرية والتغيير والقوى الأخرى، كذلك حركات الكفاح المسلح عبرت عن نفسها بمبادرة بإعلان دستوري، زاد.. هذه القوى جميعها بينها توازن ضعف مما جعل أياً من الأطراف يستطيع أن يفرض أجندته ويشكل حكومة انتقالية بمفرده، لا العسكر قادرون أن يكونوا حكومة انتقالية بالتحالف مع الحركات المسلحة، ولا الحزب الشيوعي مع لجان المقاومة قادرون على إسقاط حكومة البرهان، ولا قوى الوثبة بمبادرة الشيخ الطيب الجد قادرة أن تستحوذ على المشهد، يفسر الأستاذ زهير المشهد المضطرب بأنه ذاهب إلى ثلاثة سيناريوهات؛ الأول فيهم قد يكون هنالك حل سياسي بتنازل كل الأطراف عن مواقفها ويتفقون على حل وسط بتشكيل حكومة متفق عليها من المستقلين. أما الخيار الثاني.. تدخل البلاد في حالة فراغ باعتبار حتى لو جمعت المبادرات ستكون من طرف واحد بتكون من العسكر و الوثبة والحركات المسلحة؛ وهؤلاء طرف من أسباب الأزمة، وسيكون مغلوباً عليهم ويخرج الشارع ونعيش حالة فراغ أخرى. أما الخيار الثالث أن ينتهي هذا الفراغ إلى فوضى أو بانقلاب باعتبار أن هنالك يوجد انسداد في الأفق السياسي وفي هذا الحال تنتج ثورة مضادة او احتراب اهلي مشدداً على أن كل السيناريوهات سيئة مالم تتنازل جميع الأطراف من أجل الوطن.
احمد عابدين : الحكومات الانتقالية تحكم بمستقلين ليكونوا على مسافة واحدة من الجميع.

احمد عابدين : تشكيل أي حكومة حزبية في وضع كهذا مصيرها الفشل
فيما أكد الباحث والمحلل السياسي أحمد عابدين ل(اليوم التالي) علي، أن تشكيل أي حكومة حزبية في وضع كهذا مصيرها الفشل فستزداد المشاكسات وتكبر وتكثر الشلليات والتحالفات، وسيشل دولاب العمل اليومي وينهار الوضع بصورة أسرع. تابع.. هنالك الكثير من الجماعات طالبت صراحة بابتعاد العسكر والأحزاب وإكمال الفترة الانتقالية بالكفاءات وأول هؤلاء مايسمى بلجان المقاومة وجل المبادرات التي تم طرحها تحدثت عن حكومة مستقلة. زاد.. من البديهي في فترات الانتقال أن تحكم البلد شخصيات غير حزبية حتى تكون على مسافة واحدة من الجميع. منوهاً إلى أي اقتراب حزبي للسلطة الآن سيعقد الأوضاع، ويتأزم المأزوم وينهار اتفاق السلام الهش وربما عجل باحتمالين : إنقلاب أو ثورة جوع وانتقام وربما ينتهي كل هذا بحرب وستمثل بداية النهاية للدولة. وقال عابدين.. لدينا تجارب حتى على مستوى الديمقراطيات والتي أتت بالتفويض الشعبي، فشلت الأحزاب في وضع عتبة واحدة في استدامتها وتكاد انتهت كل الديمقراطيات في السودان بفعل التنافس والفساد، فمابالك بوضع يتيم كوضعنا الحالي؛ والذي ثبت بالواقع الحالي أن التجربة المدنية في تحمل المسؤولية مخجلة ومشجعة على ازدهار فكرة الحكم الشمولي في عقل الكثيرين، وأضاف مافائدة هؤلاء بهذه الفوضى؟ أوليس أرحم لنا حكم الحزب الواحد المدعوم من المؤسسة العسكرية؟ هذا لسان حال الكثير من الناس الذين أحبطوا من هراء وخواء القوى المدنية، ومضى بالقول نرى الآن حالة الهيام والشوق للماضي، وهذا كله بفعل إعلاء المصالح الحزبية على البناء الوطني، ويمثل هذا أيضاً أحد النتائج المخيفة والمميتة للبعض. مع كل هذا سيتوقف إذاً تقدم المكون العسكري بالقرار الحاسم بإعلان حكومة مهام لسنة ونص أو سنتين وبعدها.. ديك النقعة وديلاك خيل النجعة.
مصعب محمدعلي : تشكيل حكومة خطوة تحتاج إلى توافق
يقول دكتور مصعب محمد علي؛ استاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين ل(اليوم التالي)، اذا تقدمت الأحزاب لتكوين حكومة انتقالية أعتقد أن خطوتها تحتاج لتوافق فيما بينها، وبالتالي فإن السيناريو المتوقع هو تكوين حكومة انتقالية وابتعاد الجيش عن السياسة بإنشاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وتابع..
أتوقع أيضاً إذا تقدمت الأحزاب لتكوين حكومة ستقوم بعمل إعلان دستوري ينظم العلاقة بين أجهزة الحكم، وبالتالي تعطيل الوثيقة الدستورية أو إجراء تعديلات فيها تتواءم مع الهياكل التي تتكون لإكمال الفترة الانتقالية.