اما حكاية
الموت السمبلة
* مشاهد مؤلمة وفي غاية البؤس والمأساة لمآلات الأوضاع في السودان وتموضعها في القتل بصورة بشعة لا يمكن مشاهدتها الا في أفلام الآكشن.
* والخميس الماضي تداول ناشطون مقطع فيديو لمقتل مواطنين بغرب دارفور بمدينة تندلتي رجماً بالحجارة وسط ضحك وونسة من القتلى الذين مارسوا أسوأ أنواع القتل وإهدار الكرامة الإنسانية والتمثيل بجثث القتلى في تطور خطير للغاية عن القتل على أساس الهوية الثقافية وهي أسوأ أنواع الحروب على الإطلاق.
* وكارثة رواندا في التسعينيات قامت على أساس القتل على أساس الهوية الثقافية بين قبيلتي الهوتو والتوتسي فدفقت أنهار من الدماء وشاهد العالم أفظع أنواع القتل والسحل والتمثيل بجثث الموتى.
* حينما نكتب عن سيناريوهات الحرب في السودان فإننا نتخوف من مآلاتها وتطوراتها على الأوضاع في السودان ذات التكوين الهش في بينة الدولة وهي أوضاع مخيفة وكارثية على البلاد قد تعصف بها نحو هاوية سحيقة من الحرب الأهلية التي تصبح فيها الهوية الثقافية هي المحدد لصيرورتها وتمددها إلى ما لا يحمد عقباه.
* والذين يقرعون طبول الحرب في السودان لا يعلمون خطورة ذلك على الدولة فالمعركة لا تقتصر على الخرطوم فقط، وإنما لها امتداداتها على طول البلاد وعرضها، فالسلاح المنتشر بأيادي المواطنين كفيل بإحالة البلاد إلى كوم من الرماد والدمار.
* الأوضاع في السودان لا تبشر والمطلوب لإخماد لهيب الحرب وعياً بالمسؤولية من جميع فئات المجتمع والفاعلين في المشهد السوداني من سياسيين ولجان مقاومة ومنظمات مجتمع مدني وكل أصحاب المصلحة الحقيقية في الأمن واستقرار البلاد.
* وبشكل خاص فإنني أناشد الإعلاميين وبشكل أخص الصحافيين وكتاب الأعمدة في تبني مشروع يعمل على محاربة خطاب الكراهية وما من شأنه أن يبطل مفعول الحرب بخطاب عقلاني مؤثر ومسؤول يرتقي إلى حجم السؤولية الملقاة على عاتق الإعلاميين جميعاً.
* انحيازنا يجب أن يكون لصالح هذه البلاد التي تنتظر منا فعلاً مؤثراً وإيجابياً يمنع من الانزلاق في الحرب وهذا يأتي من واقع مسؤوليتنا الأخلاقية والمهنية لأن الإعلام لا تقتصر مسؤوليته في تتبع الأخبار وإنما له أيضاً دور مهم في التوعية بمخاطر الحرب وتداعياتها على البلاد.
* اللهم إني قد بلغت فأشهد.