الطاهر ساتي يكتب: عادات وتقاليد..!!

إليكم ……………….
:: كمال عمر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي قبل ثورة ديسمبر بأشهر، مدافعاً عن حكومة البشير، بالنص: (قرار مشاركة حزبنا في حكومة الوفاق الوطني المقبلة تم بعد دارسة مع كل الأطراف الحوار، ويأتي القرار من أجل تحقيق مصالح البلاد، والمرحلة القادمة تعد مرحلة سياسية مشرفة، تنعم فيها البلاد بالشورى والديمقراطية والتنمية)، ثم ظل يدافع عن المرحلة – المسماة بالمشرفة – حتى سقطت..!!
:: وكمال عمر أيضاً، من ذات موقعه السياسي، منتصف الأسبوع الماضي، مدافعاً عن حكومة فولكر، بالنص: (مقاومة الحكومة القادمة بمثابة تمرد على الدولة وتقويض للدستور، وهناك معلومات عن مخططات لإحداث الفوضى لإفشال العملية السياسية، وهناك بعض القوى تسعى لإغلاق الشرق لتعطيل مسار العملية السياسية)، لقد فات عليه تسمية مرحلة حكومة فولكر بالمرحلة المشرفة..!!
:: وهذه من محن البلد، أي أن يدافع السياسي عن مرحلة البشير – الموصوفة بالمشرفة – حتى ساعة سقوطها، ثم ينبري مدافعاً عن مرحلة فولكر المسماة بالمدنية، حسب معايير النشطاء.. والعجب أن يصف كمال عمر المعارض لحكومة فولكر بالمتمرد الساعي لتقويض دستور البلد، وهو بالطبع لا يقصد دستوراً مجازاً بواسطة برلمان منتخب، بل يقصد دستور المحامين المترجم..!!
:: ولله في ذاكرة السحالي والأسماك شؤون.. لكي لا تنسوا، لقد ظل كمال المعارض الأكبر لحكومة حمدوك ودستورها، ومن أشهر تصريحاته: (حمدوك يُشرّع قوانين أخطر من قانون جهاز الأمن)، ولم يتهموه بالتمرد وتقويض الوثيقة الدستورية.. والوثيقة الدستورية، رغم تباين الآراء حولها فهي (وثيقة وطنية)، أي صاغتها عقول سودانية، ولم تكن مترجمة مثل دستور الإطاري الذي يحرسه كمال عمر بتطرف..!!
:: ثم أن الوثيقة الدستورية لم تكن سرية، والشفافية التي صاحبت صياغتها هي التي ساهمت في تشكيل الأغلبية الداعمة لها بإحساس أنها شاركت في إعدادها وتشكيل حكومتها.. ولكن غابت تلك الشفافية في الإعلان السياسي الذي يدافع عنه كمال عمر.. والمضحك أنهم يتحدثون عن ميلاد حكومة نصوص دستورها وإعلانها السياسي (لا تزال سرية)، ولا يستطيع كمال كشفها، ما لم يأمره فولكر وعرمان..!!
:: وعليه، ناهيكم عن حكومة فولكر التي قاعدتها السياسية ثلاثة أحزاب وياسر عرمان، بل حتى الحكومات المنتخبة لها معارضة ومعارضين، وهذا ما يعرفه كمال عمر و( يتجاهله)، لترضى عنه أحزاب فولكر.. ولو حدّق كمال في الخارطة السياسية مليّاً، فلن يجد ظاهرة سياسية ملفتة للأبصار والبصائر غير أن معارضة حكومة فولكر هي الأوسع انتشاراً والأقوى تأثيراً..!!
:: وعلى سبيل المثال، التغيير الجذري، لجان المقاومة، الكتلة الديمقراطية، حزب البعث بقيادة السنهوري، قوى الحراك الوطني، قوى التراضي الوطني، تحالف سودان العدالة، الإدارات الأهلية، الطرق الصوفية، المجلس الأعلى للبجا، مجلس الصحوة و.. و.. ليس لحكومة فولكر صليحاً غير أحزابها الثلاثة وياسر عرمان، ليبقى السؤال، من المتمرد على الدولة و المعزول عن الشعب؟.. وليس في الأمر عجب، فمن هوايات كمال الدفاع عن الحكومات المعزولة والآيلة للسقوط..!!


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب