أما حكاية
بيت مال وزخيرة
إيهاب مادبو
* فرضية الحرب أصبحت صورة ذهنية في متخيل السودانيين للدرجة التي تسيطر عليها الأوهام والاعتقاد، وتأتي هذه الفرضية سيناريوهات متوقع حدوثها نتيجة حالة التوهان السياسي والسيولة الأمنية.
* وأمس سيطرت أخبار الحرب على قطاعات اجتماعية وسياسية وإعلامية، وقد اتخذ الجميع حذره من دائرة التأثير بأن يكون بعيداً عن مرمى النيران حتى لا تصيبه الشظايا.
* وما أن انطلقت تلك الإشاعة إلا وتسارعت جهات وشخصيات وطفقت تصفق للحرب وتنفخ في بارود اشتعالها، وقد اتضح جلياً أن الصراع المتخيل الآن ما بين الجيش والدعم السريع ما هو الا صراع تديره تلك الجهات لتقاطعات المصالح واتجاهات العملية السياسية.
* وبالأمس تقريباً كانت هناك مناسبة زواج بحي جبرة بالخرطوم وبما أن جبرة تمثل منطقة ذات أبعاد عسكرية فقد قام قارعو طبول الحرب بتصوير أصوات الرصاص بالمناسبة على أساس أنها الحرب وذلك برسم صورة قاتمة للمشهد وما يترتب عليه.
* وانتشرت في ثوانٍ الإشاعة وتولت شخصيات إسفيرية نقلها بعد زيادات عليها بحسب ما يقتضيه سياق الأوضاع في السودان ومآلات الحرب في ذهنية قارعي طبولها.
* الكلمة أسوأ من الطلقة، فالطلقة قد تصيب شخصاً أو شخصين، أما الكلمة فإنها تصيب كل الأمة وشرارة الحرب هي الكلام، والنار دوام أم الرماد والفوضى بت المسخرة.
* وتعريف (الكضب) في العقل الشعبي السوداني هو قلة (الأكيدة) أي بمعنى خبر يحتمل الحقيقة ويحتمل الكذب أيضاً وهو ما ظهر في حادثة زواج أمس بجبرة، فلو أن (الكضاب) انتظر قليلاً لكفى الناس سوء الظن ولكنه استعجل بنية أخرى تضمر شراً.
* أظنكم قد لاحظتم ذلك أنه كلما لاحت بشريات إنهاء الأزمة السياسية ومقاربات العسكريين والمدنيين، كلما نشطت التيارات والغرف في إجهاض ذلك بشتى السبل حتى ولو أدى ذلك لأن تتحول البلاد لبرك وشلالات من الدماء.
* لا يهم ذلك فالمسألة هي أن لا يحدث انفراج يفك الجمود السياسي ويقود إلى التحول الديمقراطي بتحقيق قيم شعارات ثورة ديسمبر المجيدة في السلام والحرية والعدالة.
* عموماً ألف مبروك للعروسين وبيت مال وزخيرة.