إنهم يعدمون الخيول الأصيلة ولات حين سباق

بيت الشورة

عمر الكردفاني

العام 1990 على ما أظن بدأت بعض عصابات النهب المسلح بدارفور في تنظيم صفوفها في شكل قوات وقد بدأت الدول الغربية في التعرف إلى هذه التشكيلات ومدها بالأسلحة وبعض الخبراء، بدأت تلك الشراذم في استهداف القوات المسلحة، فأمر قائد اللواء التاسع مشاة وقتها سعادة اللواء الشيخ مصطفى علي (الشيخ الراجل) أمر قواته أن تتحرك في تشكيلات عسكرية أكبر الا أن قدر الله كان سابقاً فاستهدفت إحدى تلك العصابات متحركاً من سيارتين وقامت بضرب إحدى السيارات بقذيفة (آر بي جي) فاستشهد أحد عشر ضابط صف على رأسهم (مساعد)، ولعلمك عزيزي القارئ إنها لرتبة كبيرة في الجيش، علم الشيخ وقتها أن الأمر خارج عن السيطرة فقام بالصعود إلى ظهر (دبابة) نعم دبابة (بيردون) ودموعه تجري على خدوده كالمطر وأصرّ أن يلحق بمن قتلوا قواته وحينما علمت القيادة العامة للقوات المسلحة أمرته بالتراجع بأمر لا يقبل المناقشة.

عاد الرجل إلى قيادته بمدينة نيالا وهو (يزوم) كالأسد، وقد صدق حدسه أن الأمر سيخرج عن السيطرة فقد استشهد بعدها بأشهر العميد ميرغني مرحوم محمد نور في متحرك أسود دارفور .

إن هذا السرد التاريخي يدل على أن هنالك أمر جلل ستتعرض له قواتنا المسلحة الباسلة بدارفور بهذا الاستهداف الممنهج للضباط وليس للأمر علاقة بسرقة سيارة أو هاتف لأن سيارات الدفع الرباعي بدارفور على قفا من يشيل، بل هو عمل منظم يستهدف قواتنا المسلحة حتى يصبح الأمر عادياً حينما تقع الضربة الأقوى وحينها لات حين مندم..

إن للأمر علاقة أولاً بضرب أمن المواطنين قي مقتل ولزعزعة أمن المدن الكبيرة إذ بعد مدينتي نيالا وزالنجى ستكون الضربة القادمة بالفاشر والجنينة ليكتمل عقد مدن دارفور الكبيرة وبعدها سيكون اجتياح المحطات أو المعسكرات الكبيرة كما حدث من قبل بداية التسعينيات والله أعلم.

ثم ماذا بعد؟

نعم يريدون إعادة دارفور إلى ما حدث من انفراط أمن جعل دارفور معسكراً كبيراً للنازحين واللاجئين إلى دول الجوار وأن تصبح حتى مدنها الكبرى ترسانات ضخمة للقوات العسكرية الوطنية والعالمية، إننا مقبلون إلى تفريخ عدد آخر من الحركات المسلحة التي رأت بعينيها ما لاقته سابقاتها من دلال وميزات ووزارات لذا فهي تريد أن تنال ذات المميزات بالصعود على جماجم ضباط قواتنا المسلحة وعلى حساب أمن وأمان أهلنا في دارفور.. ودقي يا مزيكا..