أسباب انهيار مؤسسة الزواج

نهى محمد الأمين أحمد

nuha25@yahoo.com

قناعتي الشخصية أن الزواج مؤسسة على درجة عالية من الخصوصية، بمعنى أنه من الاستحالة بمكان؛ تعميم الأحكام او استخدام العقل الجمعي، ولا يمكن إسقاط المخرجات والدروس  المستفادة من تجربة معينة على غيرها، حتى ولو تشابهت المدخلات ظاهرياً،

قادني للحديث في هذا الموضوع كمية المشكلات الزوجية والطلاق التي يتم تداولها يومياً في وسائل التواصل في المجموعات المختصة بطلب الرأي والمشورة..

وكما ذكرت في بداية المقال، أي فتوى من أي كان، لا أعتقد أنها ستكون مفيدة وذلك لخصوصية كل حالة.

لاحظت أن هنالك الكثير من حالات الطلاق  وقعت بين الأسر العائدة من المملكة السعودية بعد القرارات التي صدرت وأرهقت كاهل العاملين بالمملكة من السودانيين مما اضطر الكثيرين إلى العودة إلى السودان أو إرسال أسرهم ومواصلة العمل بالسعوية،،

فكرت ملياً في الأسباب التى جعلت زيجات استمرت لسنوات طويلة في الاغتراب، وانفصمت عراها عند العودة للسودان، في تصوري أن السبب الرئيس في هذا الأمر هو تدخل الأهل والأقارب في شؤون الزوجين، خاصة وأن بعض الأسر العائدة بعد القرارات؛ اضطرت للسكن في مسكن الأسرة الكبيرة لأحد الزوجين، وتغير الحال بين عشية وضحاها من أسرة مستقرة، أب وأم يقومون بمفردهم على تنشئة أبنائهم بالطريقة التي يتوافقون عليها، إلى أسرة مقيمة في منزل الأسرة الكبيرة، بحيث يعطي الكثير من الأهل أنفسهم الحق في التدخل والتعقيب على سلوكيات الأبناء، بل وحتى على طريقة تربية الأبوين لأبنائهما،،

وفي الكثير من الحالات، يقوم الأهل بتحريض الزوجين على بعضهما وتسليط الضوء على عيوب كانت متقبلة وعادية بين الزوجين، تدب الخلافات وتزداد المشاكل، وتنهار مؤسسة الزواج بين زوجين قضيا عمراً.

من جانب آخر، في المجموعات المختصة بالمشاكل، مشاكل الزواج تتصدر القائمة بلا منافس، وتتباين الآراء بين مؤيد ومعارض، وكميات من النصائح المتباينة أيضا مثل: (اتطلقي، دة ما نافع، وأصبري عشان اولادك، ودة حكم الشرع حلل أربعة)، وكل ينظر للموضوع مسقطاً تجربته الشخصية في الحياة، بالإضافة إلى أن هؤلاء القضاة والحكام وهم القراء في هذه المجموعات يكونون قد سمعوا المشكلة من جانب واحد، ولم يتسن لهم – بالتأكيد – الاستماع إلى الطرف الثاني، وهذا مدعاة لأن لا يكون الحكم عادلاً، فمن طبيعتنا – كبشر – ألا نرى أخطاءنا، ونظن بأننا دوماً على حق.

من الغوص عميقاً؛ في موضوع مشاكل الزواج والأزواج، خلصت إلى أنه من غير المجدي إلى حد كبير  إدخال أطراف أخرى لحلحلة إشكاليات الأزواج، المحافظة على مؤسسة الزواج والمضي بها هي مسؤولية الزوجين،  وتقييم الخيارات بين الاستمرار والانفصال هو حقهما المجرد، ولعل الاستهتار بهذه المؤسسة وتراجع مفهوم قدسية الزواج قد فاقم الأمر، أقول أخيراً.. إن الاستمرار في زواج فاشل يجلب التعاسة لطرفيه ليس بالخيار الصائب في كل الأحوال.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب