ولاية نهر النيل تستغيث

مسارات
د. نجلاء حسين المكابرابي

(1)
تتمتع ولاية نهر النيل بموارد طبيعية كبيرة فهي تمتلك أكثر من 75% من إنتاج الذهب بالسودان وأراض زراعية واسعة، لكنها تعاني اليوم من دمار كبير جراء الفيضانات ويشتكي مواطنوها من بطء الإجراءات من قبل حكومة الولاية، علماً بأن (25) قرية تضررت من السيول لا سيما المتأخمة للنيل، وبالأخص منطقة المكايلاب التي فقد مواطنوها جميع منازلهم وأصبحوا في العراء تلدغهم العقارب، ويصابون بالأمراض، ومن هنا يأتي السؤال المهم والملح لماذا لم تنال ولاية نهر النيل حظها من المعينات والمساعدات الخارجية والداخلية الخاصة بالفيضانات ؟؟؟؟ وهي أكثر الولايات تضرراً ودماراً!! ويعمل أهل الولاية بصورة ذاتية لتخفيف الضرر والدمار.

(2)
تجتهد الكثير من المنظمات الطوعية للوصول الى ذوي الحاجات الخاصة والأمراض المزمنة وأيضاً هنالك اجتهادات ذاتية من أبناء الولاية داخل وخارج السودان، ولعلني هنا ينتابني كثير من القلق بشأن الولاية الآن وبعد الفيضان والخريف، فستظهر الكثير من الأوبئة والأمراض جراء الفيضان، ويصبح من الأهمية بمكان التحضير والإعداد الجيد لحملات صحية بشأن الذباب والباعوض والأمراض المصاحبة لذلك من خلال توفير الأدوية والناموسيات والمبيدات وغيرها من المعينات الصحية
(3)
ومن هنا نناشد وزارة الصحة ووزارة البيئة الاتحادية للنظر الى ولاية نهر النيل والولايات المتأثرة بالفيضانات من منظور آني وبعدي لهذا التحدي الماثل وحث المنظمات الداخلية والخارجية للخروج من هذه الفيضانات بصورة آمنة ومعالجة آثارها وفق المتاح والممكن، ووفق البحث عن رؤية استراتيجية للفترة المقبلة التي في اعتقادي ستكون أصعب على إنسان ولاية نهر النيل وكل ولايات السودان، دعونا نطلق مبادرات وحملات للمساندة والدعم ونتغافل عن كل الانتماءات السياسية والعرقية، ليكون الوطن هو الأساس بكل أجزائه، وأطرافه المتضررة، دعونا نوجه كل إعلامنا ومؤسساتنا الصحية للتوجيه بالحديث عن أضرار الفيضانات وما بعدها وآثارها المقبلة ومدى تأثير أضراره على الاقتصاد والصحة والتعليم والتواصل، وأيضاً الحديث عن التغير المناخي بالسودان لاسيما هذا العام، دعونا ندعم كل المبادرات دون النظر لتوجهها الأيدولوجي مثل مبادرة وطن الذي أطلقها حزب المؤتمر الوطني لدعم متضرري السيول بكل ولايات السودان، دعونا نفعل المسؤولية الاجتماعية بكل مؤسسات الدولة والخاصة وتخصيص بند خاص يسمى دعم متضرري السيول والامطار، دعونا أيضاً نغير من سياستنا العقيمة تجاه الكوارث، وحدوثها علماً بأنها لا تأتي فجأة، فتوقيتها معروف وعمل كليندر خاصة بتوقيتات الفصول لوضع خطط خاصة من قبل الدولة ومؤسساتها ونعد كل ما يلزم لذلك، من هنا دعونا ننهض جميعنا ونضع أيدينا فوق بعض من أجل وطن هو يسع الجميع.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب