أخطاؤكم أعادت الإسلاميين إلى المشهد …
مبارك أردول
رأيت تعليقا لأحد مستشاري المليشيا أنبياء الخراب ياسر عرمان في مقابلة مع قناة العربية الحدث يقول : إن من محاسن الحرب هذه أنها بدأت تدمر القوة الصلبة للإسلاميين؟؟؟؟ .
لربما لم ير في كوم خراب السودان والمواطن ونهب الممتلكات وأساطيل السيارات المسروقة وأنين المغتصبات وبكاء الثكالى سوى ما يؤانس به غرضه وخصمه المتوهم .
ولأنني أعرف حساباته دوماً خاطئة ولا تستند لوقائع حقيقية فلذلك لم يلتصق إسمه سوى عندما يتحدث الناس عن الانقسام والشقاق .
لربما لا يدري ياسر أن هذه الحرب أعادت الاسلاميين بقوة إلى المشهد ، فكلنا يعلم أن الإسلاميين يمتلكون القوة المسلحة ولكنها مع هدير الجماهير في فترة الثورة ظلت محيدة وغير فاعلة أيام المعارك السياسية والجماهيرية وحتى السياسيين منهم كانوا يمارسون السياسة بقدر قليل، فالسياسي الفطن هو من يقود خصمه للميدان الذي يكون بارعاً فيه، فميدان السياسة كان يعدم كتائب الإسلاميين النشطة حاليا أدواتهم ، وميدان السياسة والجماهير هم كانوا غرباء فيه أو يلعبوا بشروطه السلمية ،لذلك نجح الشباب في ديسمبر بهزيمتهم بسلمية الثورة .
كنت أتحدث مع بعض منسوبي وداعمي المليشيا التقيته في حوار في منبر على التواصل قلت له ماذا تقصدون بحرب الإسلاميين فلم يجب، قلت له دعني أجيب لك ، هذا الخطاب المتصدر (الغاليري) الذي يدعي أنهم يحاربون الإسلاميين أو الكيزان هو خطاب من أجل التعبئة وحشد دعم دول الخليج العربي لمساندتكم ليس إلا ، لأنهم معروفون بأنهم يخوضون أي حرب ضد الإسلاميين مغمضي العيون ودون تحقق وفرز ، فلو خدعتموهم فإن جرائمكم ضد خصومكم الحقيقيين سوف تظهر في مقابر الجنينة ونهب بيوت المواطنين في الخرطوم واغتصاب النساء ، حرب الإسلاميين خطاب تردده صفوتكم ولكن خطاب الحرب الحقيقية تتجلى عند خطابات قواتكم العرقية والجهوية وفي ممارساتهم اليومية.
الآن بالنسبة للإسلاميين وبدلا عن التحاور مع أمين حسن عمر والدكتور المحبوب عبدالسلام والدكتور غازي صلاح الدين او حتى اعتقال البروف إبراهيم غندور تلفيقاً وبعض المدنيين والساسة والدكاترة منهم ، فهذه الحرب قد أخرجت لك دكتور نافع من السجن وبصحبته أحمد هارون وأعادت بريق كتائب المجاهدين الذين لم نسمع عنها منذ سنوات قبل ثورة ٢٠١٩ م والتي كان تحول أغلب شبابها إلى مجموعة السائحون ينتقدون تجربة كبارهم علنا في الحركة الاسلامية ويدعون للمراجعات وقد شارك عدد من شبابهم في ديسمبر معنا وقدموا تضحيات ضد كبارهم فقتل الأستاذ أحمد الخير تعذيبا وضرب هشام الشواني مثالا وأنت تذكر كنا نشجع هذه التجربة الشبابية المختلفة عن كبارهم والتقينا بهم بقيادة فتح العليم عبدالحي وأنور شيبة وعلي عثمان (الصغير) وراشد خيري وعمار السجاد وتحدثنا كثيرا مع راشد عبدالقادر وأطلقنا معهم حواراً تكلل بإطلاق سراح عشرات الأسرى الذين كانوا معنا ، حينها كان حلفاءك اليوم يحاربون الرفاق في قوز دنقو وخور بعاشيم وجبل مرة ويتفاخر البشير بأنهم حمايته وكان يعلم إن الإسلاميين تخلوا عنه كمقاتلين لذلك استعاض عنهم بهؤلاء الذين تقدم لهم ثوبنا وخطابنا (السودان الجديد) الذي مذقوه من قبل ولا يستطيعون ترميمه، فإذا كنت صادقا وتريد الحرب من أجل السودان فعد إلي الرفيق عبدالعزيز الحلو بدلا أن تنهي حياتك مساندا لمن يغتصبون الحرائر في دارك يا له من عار.
واقول لك: الاسلاميون سيخرجون كسبانين من هذه الحرب ليس لشيء سوى انهم استفادوا من أخطائكم ووقفوا ضد المليشيات التي ارتكبت انتهاكات في حق المواطنين شهدت عليها وأدانتها كل منظمات حقوق الانسان والمحاكم الدولية .
مبارك اردول
