د. الفاتح يس يكتب: نظام التعليم المقلوب لإستئناف الدراسة الجامعية في ظل الحرب

قد يندهش القارئ من نظام التعليم المقلوب، وربما يظن البعض أنه نظام تعليمي قليل الجودة؛ ولكنه عكس ذلك؛ فنظام التعليم المقلوب يُعد من أفضل النظم التعليمية، وهو نظام تعليم إلكتروني؛ بحيث يُستفاد من التكنولوجيا ووسائل الإتصالات والتعليم الإلكتروني والانترنت، ويركز على الطالب وهو خارج القاعة الدراسية، وبالتالي تشجعه على التعليم الذاتي self learning، وتبدأ العملية التعليمية قبل مواعيد المحاضرة بزمن كافي؛ بأن يرسل الأستاذ عبر الإنترنت ملخص او مادة المحاضرة (material)؛ (سواء كانت المحاضرة في شكل شرائح بوربوينت أو ملف بي دي اف أو تسجيل صوتي فقط او صور أو رسومات أو تسجيل صوتي أو فيديو) الي الطلاب، ويقوم الطلاب بالإطلاع عليها، وفي الزمن المحدد للمحاضرة؛ يختار الأستاذ طريقة إلقاء المحاضرة؛ سواءاً عن طريق مناقشة مواضيع المحاضرة مع الطلاب، او بتوجية الأسئلة والطلاب يجاوبون، أو يتحدث كل طالب في جزئية محددة من مواضيع المحاضرة في شكل سمنار، وهنا يقوم الأستاذ بالمداخلات او التعقيب والتصويب، أو غيرها من طرق التفاعل بين الأستاذ والطلاب وتفاعل الطلاب فيما بينهم؛ حتي يضمن الأستاذ أن الطلاب إستوعبوا الدرس تماماً، وكل هذا يمكن أن يتم عن طريق الزووم أو برنامج تسجيل الشاشة (screen recording) او عن طريق قروب الواتس أو الفيس أو غيرها من طرق ووسائل الإتصال بين الأستاذ وطلابه.

من إيجابيات نظام التعليم المقلوب أنه يمكن أن يصُلح لتدريس الجانب العملي الي حد ما؛ فمن الممكن أن يرسل الأستاذ صورة الجهاز او التجربة العملية والتطبيقية للطلاب في شكل فيديو او برنامج محوسب (المعامل والورش المرئية والإفتراضية)، وبعد الإطلاع عليها تتم المناقشة بين الأستاذ والطلاب، وبعدها يكتب كل طالب التقرير المعملي الذي يحتوي على عنوان التجربة، والهدف منها، ومواد وطرق التجربة، والنتائج أو المخرجات التي إستنتجها الطالب من التجربة، ومن ثم الملاحظات والخاتمة.

إذا تمت المقارنة بين نظام الطالب الزائر والأستاذ المُعار (الذي تحدث عنه في مقال سابق) مع نظام التعليم المقلوب؛ نجد أن نظام الطالب الزائر والأستاذ المُعار نظام خارجي، يكون بين جامعة وجامعة أخرى، وهذا يحتم وجود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كجهة إدارية إشرافية؛ أما نظام التعليم المقلوب فهو نظام داخلي (داخل الجامعة فقط) وهو إحد طرق التعليم الإلكتروني ويكون التنسيق بين أستاذ المادة والطلاب من نفس الكلية ونفس الجامعة، ولا يحتاج أن تتدخل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كجهة إدارية إشرافية، وكلا النظامين يُعمل بهما في السلم والحرب، وكلُ واحد يُكمل الآخر.

alfatihyassen@gmail.com


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب