مشاركات السودان الخارجية في ورش العمل والمؤتمرات

نهى محمد الأمين أحمد
nuha25@yahoo.com
تعقد منظمات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية الكثير من ورش العمل والمؤتمرات، والتي تستضيفها واحدة من الدول في كل مرة، وبعد الانفتاح في تكنلوجيا الاتصالات والعولمة التي جعلت من العالم قرية صغيرة ازدادت هذه المؤتمرات وورش العمل وصار هنالك اتفاق بين الدول على المنظور الشامل للمشكلات التي تؤرق البشرية والتعامل معها على أنها هم واحد لكل الدول، وتم تكوين أجسام متكاملة من مختلف الدول لحل المشاكل والهواجس المشتركة بين البشر، والعمل في منظومة متناسقة، مثال لذلك تغيرات المناخ وهي من العناوين شديدة السخونة التي تقلق البشرية، أضف إلى ذلك مياه الشرب والحياة البرية وخلاف ذلك…
السودان كغيره من الدول وبعد الانفتاح، أصبح التواصل كبيراً للغاية بين مؤسسات الدولة ورصيفاتها في دول العالم، وأيضاً بينها وبين المنظمات العالمية والدولية،
تتلقى الكثير من المؤسسات الدعوات للمشاركة في مثل هذه الورش والمؤتمرات العالمية، ويتم إرسال ممثلين لهذه المؤسسات وللسودان كدولة للمشاركة في هذه الأنشطة، وهذا ما أردت أن أتحدث عنه في هذا المقال، ففي الكثير من الأحيان تكون مشاركة السودان هزيلة للغاية، ولا تكون هناك أي مساهمة منظورة أو مشاركة فاعلة لمبعوثي السودان في هذه الفعاليات، وذلك في الغالب الأعم بسبب عدم إرسال الشخص المناسب لحضور الأمر المناسب، ففي مؤسسات الدولة غالباً ما يتم توزيع فرص السفر الخارجي على مبدأ المحاصصات التي تتم وفقاً لرؤية الإدارة، وربما ذلك لما يصاحب السفر الخارجي من عوائد مادية ونثريات من الجهة الداعية أو من حكومة السودان..
في الكثير من المؤسسات تستولي الإدارة على كل الفرص للمشاركات الخارجية، وتستعمل نفوذها لتوزيعها كملك شخصي لها، يدخل من ضمن ذلك الترضيات الشخصية، المحاباة وشخصنة العمل واستعمالها كأداة للانتقام الشخصي من أولئك الذين لا يوالون للإدارة وربما رفعوا أصواتهم اعتراضاً على ما يحدث من تقصير وأخطاء في مؤسساتهم.
ينتج عن هذا مشاركة ضعيفة أو معدومة لمبعوث السودان، وفي الغالب الأعم يكتفي بالاستماع وتحصيل النثرية والعودة بدون تقديم ما يرفع من شأن المؤسسة وسط قريناتها وما يرفع من شأن السودان وتمثيله بالصورة اللائقة وجعل كلمته ذات اعتبار بين الدول.
لا أنسى هنا أن أشير أن ضعف اللغة الإنجليزية عند الكثير من العاملين بالمؤسسات الحكومية هو أيضاً من الأسباب التي تضعف المشاركة حيث أن أغلب هذه الفعاليات تكون اللغة الإنجليزية هي لغة المخاطبة فيها.
في المقابل، هنالك مؤسسات وإن كانت محدودة، تلتزم باختيار الشخص المناسب والمطلوب والمؤهل للحضور، مما يجعل المساهمة مقدرة والمشاركة فاعلة وترفع من شأن مؤسسته ومن شأن القطر في مثل هذه الأنشطة.
نظرة المسؤولين للمناصب على أنها تكليف لا تشريف، واستصطحاب حديث الرسول الكريم: (كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته) هو مربط الفرس هنا، النزاهة الوظيفية والانتماء الحقيقي للمؤسسة، المسؤولية الفردية تجاه الوطن والتجرد من الذات وأن تكون سفيراً لوطنك في كل مكان هو ما ينقصنا.
العمل علاقة وظيفية رسمية بين طرفين أياً كانوا، لها لوائحها، قوانينها ومعاييرها المنظمة المعروفة والمتفق عليها دولياً، أرجو أن نرتفع وننأى بها من درك الشخصنة، خلط العام والخاص، عدم المؤسسية والشفافية والنزاهة المهنية..


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب