مطالبات بإصلاح القوات المسلحة والبرهان يحذر

الخرطوم: محجوب عيسى
مازالت الأصوات التي تنادي بإصلاح وهيكلة القوات المسلحة مستمرة رغم تحذيرات القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول عبد الفتاح البرهان.
تباينت آراء متحدثين لـ(اليوم التالي) حول تصريحات قائد الجيش ومطالبة القوى المدنية بالابتعاد عن المؤسسة العسكرية والذهاب إلى توحيد صفوفهم والاستعداد للمرحلة القادمة، حيث يرى البعض أن إصلاح المؤسسة العسكرية واجب وطني يتم وفق إجراءات دستورية بمشاركة الشعب السوداني وأن تكون المؤسسة العسكرية تحت قيادة السلطة التنفيذية؛ على غرار المؤسسات المدنية سيما وأن الجيش ليس وصياً على الشعب والقوى السياسية، فيما اعتبر آخرون تصريحات رئيس مجلس السيادة رسائل لعدة جهات؛ بتحذيرها من تبني دعوات مشبوهة لتفكيك الجيش وإعادة هيكلته.
رسائل في عدة جهات

تصريحات الفريق أول رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة عبدالفتاح البرهان تعد رسائل في بريد عدة جهات؛ منها ما هو دولي للابتعاد عن تبني أي دعوات مشبوهة لتفكيك الجيش وإعادة هيكلته، وأن مبادراتهم للتوفيق بين القوى السياسية لا تعني أن صلاحياتهم مفتوحة..، هكذا علق الخبير الاستراتيجي د. الفاتح عثمان؛ وقال – في إفادة لـ(اليوم التالي)- إن الرسالة الأساسية موجهة لبعض القوى السياسية السودانية التي نادت بإعادة هيكلة الجيش، وأرادت بث الفتنة بين الجيش والدعم السريع بقولهم إن إعادة الهيكلة تتطلب جعل الدعم السريع أساساً للجيش السوداني الجديد؛ بعد دمج الحركات المسلحة فيه وإعادة هيكلة الجيش ثم دمجه في الجيش الجديد، وأوضح أنه يعني تسريح غالب الجيش السوداني، وبحسب الخبير الاستراتيجي أن رسالة قائد الجيش السوداني جاءت لتؤكد متانة التنسيق بين الجيش والدعم السريع، وأن من يراهنون على بث الفرقة بينهما واهمون، وأن الجيش سيتصدى بقوة ضد من يطلقون مثل هذه الدعوات، فضلاً عن أن صلاحيات السياسيين غير المنتخبين لن تمتد للمؤسسة العسكرية.

تدابير وإجراءات أمنية

ومن جهته رفضت قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي تصريحات رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان، وأشارت إلى أن المؤسسة العسكرية ملك للشعب السوداني، وهو من يقرر كيف يكون شكل مؤسساته ووضعها الدستوري والصلاحيات الممنوحة لها، وعلى المؤسسات المدنية على السواء، وقال القيادي بالتغيير، وعضو المكتب السياسي في حزب المؤتمر السوداني نورالدين صلاح الدين لـ(اليوم التالي) إنه لا أحد يسعى للوقيعة بين الجيش والدعم السريع؛ لجهة أن الوقيعة بينهم تدخل البلاد في أزمة وصفها بالحادة، تؤدي للقضاء على ما تبقى من الدولة السودانية وأنه لا يصب في مسار التحول المدني الديمقراطي، وأضاف.. ما نريده هيكلة القوات وفق تدابير وإجراءات أمنية، ودمج من يستطيعون القيام بالأعباء العسكرية في القوات النظامية، وتسريح من لا يستطيعون؛ وإعادة دمجهم في الحياة المدنية بعد توفير فرص كريمة لهم، وبحسب نور الدين.. أن البرهان ليس وصياً على الشعب السوداني او القوى السياسية او المؤسسة العسكرية؛ سيما وأنه ضابط كغيره، ويختلف عنهم بمحاولته تجيير المؤسسة العسكرية لصالحه وتثبيت أركان الانقلاب الذي يتزعمه، وفق تعبيره، وأكد أن تصريحاته لن تغيير في الواقع السياسي شيئاً، ويظل الشعب متمسكاً بمطالبه وإقامة دولة مدنية؛ فضلاً عن أن تكون المؤسسة العسكرية إحدى مؤسسات الدولة خاضعة للسلطة التنفيذية وليس شريكاً في الحكم.

ابتعاد عن الجيش والدعم السريع
وأكد القائد العام للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، عدم قدرة أي جهة على تفكيك المؤسسة العسكرية، مشدداً على أن خروج العسكر من السياسة لا يعني السماح للآخرين بفعل ما يريدون في القوات النظامية، متهماً، خلال خطاب في احتفالات الجيش في ذكرى معركة “كرري” التاريخية – جهات لم يسمها – بمحاولة زرع الفتن بين القوات المسلحة والدعم السريع، مؤكداً أن الطرفين سيظلان موحدين، مهما حدث، وقال إن الجيش والدعم السريع لن يرفعوا سلاحهم في وجه بعضهم البعض، لذلك لا تحاولوا زرع الفتنة بيننا” مطالباً السياسيين بالابتعاد عن المؤسسة العسكرية والذهاب إلى توحيد صفوفهم والاستعداد للمرحلة القادمة، وتابع: ” لا غرض لكم كسياسيين بالجيش والدعم السريع، قوموا بمهامكم بعيداً عن المؤسسة العسكرية”، وأشار إلى أن جهات تريد أن تقضي على الدولة السودانية، من خلال القتال القبلي والحروب الجهوية والتشكيك في القيادة والجيش، مؤكداً أن المؤسسة العسكرية ستظل متماسكة وقوية، وشدد على ضرورة وحدة وتماسك السودانيين لتخطي المرحلة الراهنة في البلاد والتوقف عن القيام بكل ما يشتت شمل البلاد.

طموح سياسي
فيما دون وزير الصناعة الأسبق، مدني عباس مدني، على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً.. في نفس الشهر من العام الماضي ارتفع الحديث عن إصلاح المؤسسة العسكرية خاصة بعد انقلاب (بكراوي)، هذا الحديث يتم تحريفه دائماً لصالح فكرة أن المدنيين يريدون تفكيك المؤسسة العسكرية، وأنه ادعاء يتم بواسطة قيادات عسكرية لديها طموح سياسي تريد أن تحققه بخلق معركة بين المدنيين والعسكريين، وأردف.. الحديث عن إصلاح المنظومة العسكرية ليس شأن عسكري محض، ودستوري بالإضافة إلى أنه اتفاق عام بين السودانيين في المقام الأول يتم تفصيل وضعية كل مؤسسات الدولة فيه، وليس هنالك عاقل ينادي بإضعاف القوات المسلحة؛ لأنها غير مملوكة لقيادتها إنما تابعة للشعب السوداني كبقية مؤسسات الدولة، مشدداً على ضرورة خضوعها لقيادة مدنية كالدول الحديثة، وتابع.. إن الدعوة لعدم إقحام الجيش في العملية السياسية والاقتصادية لضررها على الجيش والسياسة، وبحسب مدني أن الحشد العاطفي المضر من قيادات عسكرية خلق أكبر فجوة في تاريخ العلاقات بين الشعب وجيشه لجهة أن كلمة العسكريين مقابل المدنيين؛ جعلت وكأن الجيش مكون اجتماعي وسياسي مقابل لبقية الشعب، وحذر من المضي في هذا الدرب الذي وصفه بالخطر، وذلك لأن نتائجه وخيمة، وقال.. فخير للبلاد ولجيشها الرجوع إلى حدود متطلبات الدولة الحديثة، جيش مهني موحد تحت إدارة مدنية تلبي متطلباته في توفير الحياة الكريمة لمنتسبيه وتوفير عدة القتال الملائمة لمهامه في الدفاع عن الدولة، في ظل نظام ديمقراطي، السيادة فيه والحاكمية للشعب.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب