رئيس حزب الأمة المكلف فضل الله برمة ناصر ل (اليوم التالي) لم ولن نرسل مكتوباً أو نحدد أجندة للجلوس مع الحزب الشيوعي

أي عمل تفقد فيه الثقة لن يؤدي لنتائج
نعمل ليل نهار في حزب الأمة للخروج من الأزمة ومتفائل بحلها
مقدمة:
بالرغم من البشريات التي ظل يطلقها بعض السياسيين بخصوص إنهاء الأزمة، وقرب حدوث توافق بين الأطراف المختلفة، وإعلان الجيش خروجه من العملية السياسية، لكن لم يحدث جديد في هذا الشأن على أرض الواقع، حيث لا زال كل طرف متمسكاً بموقفه، بل هناك انهيار للمبادرات التي أطلقت لحل المشكلة سواء كانت داخلية أو خارجية، وعمل داخلي يدل على المناورات السياسية أكثر من العمل على إيجاد مخرج، لكن يبدو أن هناك اتفاقاً غير معلن بين بعض القوى الفاعلة في الساحة على الحديث حول مايجمع الأطراف وتجاوز مايفرق بينهم، هذا على الأقل مالاحظته في حواري مع رئيس حزب الأمة القومي المكلف اللواء فضل الله برمة ناصر، فمنذ بداية حديثه مع (اليوم التالي) كان حريصاً على مسألة التوافق الوطني كخطوة أولى للوصول إلى الحل، كما لديه مبادرات ربما تكون غير معلنة من أجل دعم هذه الخطوة، لذلك جاء الحوار – وعلى غير العادة – في إطار عامٍ؛ عدا بعض الإجابات مع بعض التحفظ، والحوار تناول قضايا الساعة ممثلة في اللقاء بين حزب الأمة القومي والحزب الشيوعي وموضوع التوافق الوطني وحل الأزمة، إلى جانب قضايا أخرى.. فإلى مضابطه:

حوار/ فاطمة مبارك

– ماتعليقكم على تصريح القيادي بالحزب الشيوعي صديق يوسف؛ حول الاجتماع المرتقب بين حزب الأمة القومي والحزب الشيوعي ؟
نرحب بتصريح الأخ صديق يوسف، وندعو لاجتماع عاجل في دارنا أو دارهَم، لمناقشة حال الوطن وصولاً لرؤية مشتركة، وأتوقع أن يكون لهذا اللقاء – اذا تم – أثر في مجريات الأحداث الجارية ومصلحة السودان.

و الحزب الشيوعي من الأحزاب السودانية الأصيلة وله أدوار مقدرة منذ استقلال السودان وإلى الآن، ولا ينكر أحد بذله وعطاءه ووطنيته.

– في أي سياق يمكن فهم هذا اللقاء، اذا تم؟
الآن السودان يمر بظروف حرجة، و يحتاج لسواعد أبنائه ونمد أيدينا بيضاء لهذا التصريح، نعدهم مسبقاً أننا سنعمل معهم لتجاوز كل خلافاتنا في السودان، ونتمنى أن يكون اللقاء خطوة تتلوها خطوة للتوافق بين كل أبناء الوطن، وأن يتناسى الناس كل خلافاتهم ونعمل على خلاص السودان وتوحيد كلمته وجمع الصف الوطني.

– لكن الحزب الشيوعي قال انت من اتصلت على صدقي كبلو لترتيب هذا اللقاء وطلب منكم مكتوباً وتحديد أجندة.. مارأيكم.. ماصحة ذلك؟

نعم تحدثت مع الأخ صدقي كبلو الذي تربطني به علاقات صداقة ومن منطلق إيماننا وقناعتنا كحزب أمة قومي بأن قضايا السودان يكمن حلها في التوافق ومد جذور الاتصال، تناقشت معه على أهمية الحوار مع الحزب الشيوعي لتوحيد الكلمة، وإيجاد مخرج وطني للأزمة السودانية.

– يعني لم تتم مخاطبة الحزب ؟
الأخ صدقي بدوره نقل ذلك إلى الأخ صديق يوسف الذي تربطني به مواقف نضال مشتركة، وأشكرُهُ على تصريحه الإيجابي .

– هل ستبعثون للحزب الشيوعي بمكتوب وأجندة، قبل تحديد موعد اللقاء.. كما طلب من خلال بيانه؟
بخصوص طلب الهيئة المركزية للحزب الشيوعي من حزب الأمة بإرسال مكتوب، و الأجندة لهم كشرط للجلوس معهم، فهذا مالم ولن نفعله.
– في أي إطار فهمتم هذا الطلب؟
إن دل ذلك على شيء؛ إنما يدل على انعدام الثقة وأي عمل تفقد فيه الثقة لن يؤدي لنتائج.

– دعنا نتعرف على آخر المستجدات بشأن الخروج من الأزمة؛ على ضوء أن بعض قيادات حزبكم سبق أن أعلنت قرب التوصل لاتفاق؟

الحياة لاتقبل الفراغ؛ وفي نفس الوقت علينا أن نتعامل مع الأحداث بواقعية، واقعنا مرير يتطلب تهدئة النفوس وبث الأمل في الإنسان السوداني، بأننا خدامه وليس أسياده.

– هذا معلوم بالضرورة، لكن سؤالنا عن أين وصلتم بشأن الحل؟
نحن في حزب الأمة نعمل ليل نهار للخروج من الأزمة التي وصلت مرحلة متقدمة من النضوج السياسي والتوافق الوطنى بين القوى السياسية والعسكرية برعاية إقليمية تعمل على تذليل الصعاب وتمهيد الطريق للتلاقي الوطني، دون فرض وصايا على الإرادة الوطنية.

– لكن هذا العمل استمر لمدة طويلة دون أن نرى نتائج؟

انا متفائل سيعمل السودانيون على حل الأزمة الراهنة، وتاريخنا يقول ذلك والأجيال الآن على درجة عالية من الوعي.

– متى سيتم تكوين الحكومة واختيار رئيس الوزراء، وهل شرعتم في ذلك، ام لازلتم تشككون في جدية الجيش بالنسبة للانسحاب من العملية السياسية؟
تشكيل الحكومة مهم، وبعد تصريحات العسكر يين بالعودة للثكنات والتوافق على الدستور الانتقالي، يجب التوافق والإسراع بتشكيل الحكومة، ورئيس وزرائها يعتبر الهدف الأول لحل الأزمة السودانية، لكن هناك الحد الأدنى من المتطلبات للبدء في تحقيق هذا الهدف،

– ماهى هذه المتطلبات؟
اولها خلق الكتلة الوطنية ومن ثم الاتفاق على الوثيقة الدستورية التي تحدد شكل الدولة وآلياتها ومهامها، والدخول في حوار وطني بين أبناء الوطن المدنيين والعسكريين، من منطلق أن الوطن فوق الجميع والسلطة هي سلطة الشعب السوداني، والواجب على الطرفين إعطاء كل ذي حق حقه وتهيئة المناخ لحكم راشد وإعادة الثقة بين المكونين، المدني والعسكري، وعودة الحكم إلى المسار المدني الديمقراطي واحترام الدور العسكري وتقدير بذلهم وعطائهم المنصوص في الدستور والقانون، حماية الوطن والمواطن وتحقيق الأمن والاستقرار، وهذا ماينشده الوطن بأننا جميعاً أبناؤه علينا أن نتنازل لبعضنا البعض لتحقيق الهدف الأسمى.

– الأمين العام لحزبكم؛ قال إنكم رفضتم عرضاً من العسكريين بتشكيل الحكومة، ماتفاصيل ذلك؟
قناعاتنا أن حل قضايا السودان يكمن في التوافق الوطني ونحن نعمل مع حلفائنا لإيجاد مخرج قومي ولا نسعى لأي هدف خاص.

– ماذا عن العرض الذي قلتم إن العسكر قدمه لكم؟

انا أتحدث عن موقفنا، إننا لانسعى لهدف خاص، وهذه سياستنا وخطنا.

– سؤالنا هل صحيح قدم لكم طلب؟
لا علم لي.

– مركزي الحرية والتغيير تحدث عن قرب تدشين الإعلان الدستوري، كيف سيتم الإعلان من طرف واحد؟

اولاً، أرجو أن أشير بأن صناعة الدستور مهمة الشعب السوداني وليس صناعة مجموعات دون غيرها، الجهود التي بذلتها نقابة المحامين جهود وطنية ومقدرة فتحت المجال لمشاركة الجميع.

– الإعلان سيصدر من مركزي التغيير.. كيف سيشارك الجميع؟

الآن هم أعلنوا الفراغ منه وبعدها سيملك للجميع لإبداء الرأي، ومن ثم يتم الإعلان، وأرجو أن يتم ذلك في مدة لاتتجاوز أصابع اليد.

– ماتقييمكم لمسألة انسحاب الجيش من العملية السياسية بعد شهرين من الإعلان ؟

انسحاب الجيش من العملية السياسية هو الوضع الطبيعي للجيش لتأدية مهامه الوطنية المتعلقة بحماية الحدود وسيادة الوطن وحمايته من أي تدخل، وهذا في نظري أعظم من العمل السياسي، لكن هناك أخطاء ارتكبت ولم تراع منذ الاستقلال.

– مثل ماذا؟
مثل اختراق القوات المسلحة بواسطة بعض العقائديين الذين أرادوا الوصول إلى السلطة عن طريق البندقية، وليس الإرادة الشعبية صاحبت الحق المشروع، أضف الى ذلك المناخ السائد في الستينات وموجة الانقلابات التي سادت العالم العربي والأفريقي، وتأثر بعض الضباط بالزعيم جمال عبد الناصر وكذلك عدم الالتفات الى التوعية الوطنية وغرس الممارسة الديمقراطية في نفوس المتطلعين للحكم.

– مؤخراً طلب السيد البرهان من السياسيين بالابتعاد عن الجيش ماتعليقكم؟

اتفق معه بالابتعاد من جر الجيش في وحل السياسة
وأن نعمل جميعاً للوصول لفهم مشترك، بأن أبناء القوات المسلحة هم ابناؤنا وفلذات أكبادنا والشعب يدرك أنهم يقدمون أرواحهم من أجل وطنهم وشعبهم، وعلينا أن نشد من أزرهم ونرفع معنوياتهم لتأدية واجباتهم المقدسة من أجل حماية هذا الوطن المستهدف إقليمياً وعالمياً، وندعم وحدة الجيش والدعم السريع من أجل الوطن، تحقيق الأمن والاستقرار في السودان.

– يبدو أن طلب السيد البرهان جاء كردة فعل لتصريحات بعض قادة مركزي التغيير في ندوة.. ماقولكم؟

الناس عندهم رأي في القيادات الحاكمة في الجيش، والحكم ليس من مهمة الجيش، وإنما عليه المحافظة على أمن البلد وسيادته.
– ماذا بشأن المبادرة الرباعية التي أصبحت ثلاثية بعد انسحاب الإمارات؟
في رأيي أن الجهود الإقليمية والدولية منسجمة وتكمل بعضها البعض، كما أننا نهتم بالتضامن الإقليمي والدولي وندعم جهودهم في مساعدة السودانيين في الوصول للحكم المدني الديمقراطي.
– البعض يعتقد أن ماتقوم به الرباعية هو تدخل في الشأن السوداني؟
هم يريدون مساعدة السودان ليكون الحكم مدنياً، و يضغطون على العسكريين لتحقيق ذلك، ولابد من تسليم الحكم للمدنيين ،

– ماتعليقكم على انسحاب دولة الإمارات من الرباعية التي أصبحت ثلاثية؟

الإمارات دولة تربطها علاقات حميمة مع السودان، وهذا هو الوقت الذي يحتاج فيه السودان لأصدقائه.

– هل صحيح أن اجتماع مركزي التغيير مع الرباعية – الذي لم يتم – لم تكونوا جزءاً منه؟

حزبنا جزء أساسي في مركزي الحرية والتغيير، ونعمل في تناغم دون أي إقصاء، ونحن حضور في كافة اللقاءات والاجتماعات.

– قبل فترة بدأتم لقاءات مع الحرية والتغيير التوافق الوطني.. إلى أين وصلت؟
نحن في حزب الأمة القومي نعمل على التوافق الوطني وفق رؤية متفق عليها في مركزي التغيير،، ونعمل على تجسير العلاقات تماشياً مع هذه الرؤية وهم أعلنوا عن مبادرتهم الخاصة، ونحرص أن يستمر التواصل وصولاً إلى مايحقق مطالب شعبنا.

– نائب الأمين العام صديق إسماعيل دعا لتكوين حكو مة، بالتوافق أو من غير توافق، وقال إعلان انسحاب الجيش من العملية السياسية أنهى الانقلاب؛ فهل هذا رأي الحزب ام يعبر عن رأي شخصي؟

يعبر عن موقف شخصي، لكن في الديمقراطية الشخص الذي يعبر عن رأيه الشخصي يكون ملتزماً برأي الجماعة ومؤسسات الحزب.