الدولة قبل الدواجن (2) الطاهر ساتي

:: وصلاً لزاوية السبت الفائت؛ وكانت عن استيراد الدواجن.. وكما ذكرت؛ مبدئياً يجب السماح بالاستيراد؛ لأن الحظر يتناقض مع سياسة تحرير الاقتصاد؛ و يحرم المستهلك من فوائد المنافسة بالجودة و السعر..!!

:: و لكن دعم استيراد الدواجن – – لخلق الوفرة و استقرار السعر – لا يعني بأي حال من الأحوال التستر على أي نوع من انواع الفساد؛ أي الاستيراد بدون ضوابط قانونية و إدارية و فنية..و سيان الفساد و مليشيا آل دقلو في المخاطر؛ ويجب مكافحتهما معاً..!!

:: و القرار الاداري الصادر عن وكيل الثروة الحيوانية؛ بتاريخ ٤ أكتوبر؛ هو قرار داخلي معنون الي لجنة مختصة بالاستيراد؛ وهي لجنة الواردات؛ لتضع الاشتراطات الفنية..!!

:: وكما تعلمون فان لجنة الواردات هي (حجر الزاوية) في عمليات الاستيراد؛ وهي التي توصي بذلك بعد استيفاء الاشتراطات الصحية و القانونية؛ ثم هي التي تصدر القرار النهائي؛ ويعنونه للجمارك والتجارة والمواصفات وغيرها من السلطات الرقابية..!!

:: ولكن المؤسف؛ حسب التقصي؛ فأن شحنة من الدواجن دخلت البلاد (سمبلة ساكت)..هذا مؤسف.. فالقرار الإداري الخاص باستيراد الدواجن كان بتاريخ ٤ أكتوبر؛ بيد أن دخول شحنة الدواجن إلى البلاد كان بتاريخ ٧ أكتوبر؛ اي بعد (٧٢ ساعة) من القرار؛ كأسرع استيراد في تاريخ التجارة العالمية..!!

:: فالفترة الزمنية لإجراءات وتحريك و إيصال شحنة دواجن إلى السودان لا تقل عن ثلاثة أو أربعة أسابيع من تاريخ القرار الإداري؛ فكيف وصلت الشحنة خلال (٧٢ ساعة)..؟.. هذا مستحيل؛ و لكن لامستحيل مع المفسدين في بلادنا؛ و هم الأخطر من مليشيا آل دقلو ..!!

:: وبالمناسبة؛ فإن حماس وكيل الثروة الحيوانية – وتصدره للمشهد – يثير الشكوك؛ و خاصة أن قرار الاستيراد كان يجب أن يصدره مجلس الوزراء أو وزارة التجارة؛ لأن و زارة الثروة الحيوانية – سلطة فنية – مهمتها تأكيد خلو بلد المنشأ من الأمراض؛ ثم منح إذن الاستيراد..!!

:: و عليه؛ إن كانت لحكومة البرهان و عثمان حسين إرادة – و باقي روح – فعليها تشكيل لجنة تحقيق تبدأ تحقيقها بالوكيل قبل الآخرين.. وأكرر ؛ قرار استيراد الدواجن قرار إيجابي؛ ولصالح المواطن.. ولكن في حال لم يكن مراد به التستر على شُحنة غير ملتزمة بضوابط و لوائح الاستيراد..!!
Alyoumaltali.net


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب