السودان: أزمة موارد أم أزمة إدارة؟

د/ عادل عبد العزيز الفكي
adilalfaki@hotmail.com
يوم الثلاثاء الماضي 13 سبتمبر 2022 قدمت من على منصة معرض صحاري الزراعي بالقاهرة محاضرة تحدثت فيها عن الأمن الغذائي العربي وإمكانية تحقيقه من خلال التكامل الاقتصادي ما بين السودان ومصر باعتبار المزايا ومواقع القوة لدى كل دولة.
أشرت في المحاضرة للحقائق التي باتت معروفة عن الاقتصاد السوداني، مثل الموقع الجيوستراتيجي للسودان في قلب القارة الأفريقية، مع إطلالة مهمة على البحر الأحمر، ومجاورته لأربع دول مغلقة هي إثيوبيا وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى وتشاد.
كما أشرت للعنصر البشري السوداني وخبرته الكبيرة في الزراعة ورعاية الثروة الحيوانية. وتوفر 24 مليون هـكتار أراضٍ زراعية مطرية و2 مليون هـكتار أراضٍ زراعية مروية، مع مساحات مراعي هائلة.
كما أشرت لموارد المياه حيث يتوفر السودان حالياً على حوالي 26 مليار م3 من المياه، منها 18 مليار م3 هي حصة السودان من مياه النيل. وحوالي 2 مليار م3 من نهري القاش وبركة. وحوالي 2.3 مليار م3 من الوديان. وحوالي 3 مليار م3 مياه جوفية.
أما في مجال الثروة الحيوانية: فيتوفر في السودان أكثر من 105 مليون رأس ماشية منها 40 مليون رأس بقر، 40 مليون رأس غنم، 21 مليون رأس ماعز، 4 ملايين رأس إبل.
أما في إطار الصناعة فإن في السودان القاعدة الصناعية الثالثة في أفريقيا بعد جنوب أفريقيا ومصر، مع تميز في الصناعات العسكرية. ويشار أيضاً لتوفر احتياطات مقدرة من المواد البترولية، مع توفر المعادن التسعة الاستراتيجية بالسودان.
أمام كل هذه الموارد الهائلة تساءل الحضور لماذا يصنف السودان كدولة فقيرة؟ ولماذا يهاجر أهله لخارجه للعيش والعمل؟ هذه أسئلة واقعية ومؤلمة في نفس الوقت. وكرد على هذا التساؤل أقدر أننا أمام ثلاث معضلات أساسية: الأولى متعلقة بالتوافق الوطني حول الثوابت التي لا خلاف حولها، والثانية متعلقة بالتخطيط الاستراتيجي كترجمة لهذه الثوابت، والثالثة متعلقة بحسن الإدارة والنزاهة والشفافية ومكافحة الفساد.
وعلى هذا الأساس يعتقد أن خروج السودان من دائرة الدول الفاشلة يتطلب قيادة سياسية مرضيٌّ عنها وتحقق التوافق السياسي، كما يتطلب جهاز للتخطيط الاستراتيجي له أنياب وأظافر وموارد قادر على فرض المخطط الاستراتيجي وعقاب من يخرج عليه.
كما يحتاج السودان لثورة إدارية تهتم بالعنصر البشري الإداري تدريباً وتأهيلاً وقدرة على استخدام تقانة المعلومات والاتصالات في العمل الإداري.
كما نحتاج في السودان لتطبيق مقتضيات وقواعد النزاهة والشفافية ومكافحة الفساد وفق أفضل الممارسات والتجارب العالمية في المجال. والله الموفق.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب