مثقف الجنجويد..!!

الطاهر ساتي

:: استمعت لدفاع وليد مادبو عن الرزيقات.. وهو لايختلف عن دفاع صديق الأعمش ليسترجع له طليقته؛ إذ قال الاعرابي لوالد الطليقة مدافعا عن شيخه : (هذا شيخنا الأعمش، فلا يزهدنّك فيه عمش عينيه، وحُموشة ساقيه، وضعف ركبتيه، وقزل رجليه، و.. و..)..!!

:: قبل أن يسترسل في كشف المزيد من العيوب، صاح فيه الأعمش غاضباً : (تباً لك يا هذا، قم عنا؛ لقد ذكرت له من عيوبي ما لم يكن يعرفها)..!!

:: فلنسمع لوليد مادبو مدافعاً عن شباب الرزيقات بالنص : (أولاد باديتنا كانوا كويسين؛ لحد ما جهاز المخابرات حق الشوايقة جاب ليهم عرقي ومنشطات جنسية و سلاح)..!!

:: وهذا يعني قابلية الرزيقات بأن يكونوا إمعة وتُبعاً – وقطيعاً – لأية جهة تغريهم بالمُغريات؛ بما فيها جهاز مخابرات (الشوايقة)؛ حسب وصفه..!!

:: وهنا وليد يُسئ لعشيرته؛ وليس للشوايقة؛ كما يتوهم عقله المختل..ولو لم يكن مختلاً لما وصف اهله بانهم من السهل اغرائهم بالخمر و المنشطات؛ ليكونوا قطيعاً للشوايقة..وصدقاً (القلم ما بزيل بلم) ..!!

:: ثم السؤال؛ لماذا توارث أبناء و أحفاد مادبو العلم و المعرفة؛ منذ عهد مادبو الجد (1920) وحتى زمان حفيده وليد (2024)؛ بيد أن أبناء بادية الرزيقات مجرد أولاد غير متعلمين تقودهم – بالخمر و المنشطات – مخابرات الشوايقة وحميدتي كالقُطعان؟.. لماذا..؟؟

:: فالإجابة سهلة للغاية؛ و هي أن نظارة مادبو تأسست بحيث تكون إحدى اعمدة ( دولة 56) بمعناها الحقيقي؛ و ليس الجهوي .. أي الدولة التي كانت تحرم أولاد الناس في كل ربوع السودان من العلم و المعرفة و التطلع ..!!

:: و حين يتباكى وليد مادبو على قبيلة الرزيقات؛ فهو في الحقيقة يبكي انهيار إحدى أعمدة (دولة 56)..أي سطلة وسطوة نظارتهم التي ظلت تمارس تغبيش الوعي في تلك الديار الطيب أهلها..!!

:: نعم؛ ما يؤرق مضاجع حفيد مادبو ليس موت أبناء الرزيقات في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل؛ بل فناء سلطة النظارة منذ أن تساوت الكتوف و صار كل مواطن في دار الرزيقات (ناظراً) ..!!

:: فليكن وليد ( دعامياً)؛ فهذا شأن يُغنيه؛ ولكن دون الاحتماء بالقبيلة..ومهما اجتهد وليد لذلك؛ فان الدعم السريع لن يكون رزيقياً في عقول النخب التي يدّعي وليد الانتماء إليها ..!!

:: فليبحث مثقف الجنجويد عن شئ آخر غير الرزيقات ليُغطي به جرائم آل دقلو ..فالرزيقات أعرق و أطهر من تتبنى وتغطي جرائم كل لص و مغتصب و معتد أثيم ..!!
tahersati@hotmail.com


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب