كيف تمكنت الدبابة البشير من تدمير الدبابة الأوكرانية

د/ عادل عبد العزيز الفكي
adilalfaki@hotmail.com
المجلة العسكرية المتخصصة militrywatchmagazine.com وهي بحسب الموقع المذكور.. تصدر من الولايات المتحدة وبريطانيا وكوريا الجنوبية وشرق افريقيا. نشرت مقالاً بتاريخ 15 سبتمبر الحالي؛ أشارت فيه لتطور الصناعات العسكرية في السودان، مستدلة بمعركة نشبت حوالي العام 2007 بين أربع من الدبابات القتالية السودانية (البشير) وهي النسخة السودانية من الدبابة القتالية الصينية T96 وأربع من الدبابات القتالية الأوكرانية (ذات الأصل الروسي) T72 التابعة لجيش الحركة الشعبية حينذاك، ونتيجة المعركة كانت تدمير الدبابات الأوكرانية الأربع دماراً شاملاً.
استرسل المقال بعدها في توضيح مزايا الدبابة البشير، ١وقال إنها تميزت بالتلقيم الآلي مما أدى لخفض الطاقم من 4 إلى 3 أفراد، كما تميزت بالقذائف المقادة بالليزر، وبمناظير الرؤية الليلية. وأشارت المجلة الى أن الدبابة (البشير) نموذج للصناعة العسكرية المتطورة في السودان، والتي تعد الرابعة على مستوى افريقيا بعد الجزائر والمغرب وجنوب أفريقيا.
أخطر ما في المقال إشارته بوضوح إلى أن العواصم الغربية استغلت الثورة على نظام البشير التي نجحت في إزاحته عن السلطة في 2019 لإيقاف تطور الصناعة العسكرية السودانية، لأنها تمثل تقوية للمؤسسة العسكرية من ناحية، ولأنها تتبع نماذج الصناعات العسكرية الصينية والروسية.
إن هذا المقال يؤكد أن الحملة المنظمة التي يقودها بعض الناشطين السياسيين من أحزاب سودانية صغيرة الحجم والتأثير؛ هي ضمن استراتيجية دولية ترمي لتحجيم الجيش السوداني، وتقليم أظافره، وجعله خاضعاً بالكامل لاستراتيجيات وتوجيهات دول بعينها.
على النخب السودانية الوعي لهذا المخطط الخطير، والحرص على حماية كيان جيشهم الوطني، وحماية صناعته العسكرية المتطورة. وكما يعلم الجميع.. فإن التصنيع الحربي في الشجرة أو في مجمع جياد الصناعي يصنع، بالإضافة للدبابات والعربات القتالية، الجرارات الزراعية وشاحنات النقل وخطوط التصنيع المختلفة، فالصناعة العسكرية ليست خصماً على التنمية ولا خصماً على الموارد الوطنية، بل إضافة وتطويراً لها.
قد يكون من المناسب أن تقوم منظومة الصناعات الدفاعية بفتح مصانعها غير العسكرية للإعلام الوطني المسؤول ليعرف عامة المواطنين القيمة الحقيقية للأدوار التي يقوم بها التصنيع الحربي.
ومن الناحية الاقتصادية قد يكون من الضروري واللازم أن تستكمل منظومة الدفاعية خطة إدراج شركاتها التي لا تعمل في التصنيع الحربي البحت، في سوق الخرطوم للأوراق المالية، مع الإدراج المشترك في أسواق مالية أخرى؛ مثل سوق القاهرة للأوراق المالية وسوق أبو ظبي للأوراق المالية. وهذا يتيح الفرصة للكثيرين من المستثمرين للدخول في شراكات مع هذه الشركات التي تعمل في القطاعات المدنية؛ لأنهم يعلمون مدى الكفاءة والجدية التي تتميز بها شركات منظومة الصناعات الدفاعية. والله الموفق.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب