التفلتات الأمنية بمحلية الرهد أبو دكنة وتأثيرها على الموسم الزراعي

م / أحمد حسن الأمير
معلوم أن محلية الرهد أبو دكنة محلية زراعية تتعدد فيها أنماط الزراعة المختلفة (زراعة مطرية آلية وزراعة تقليدية وزراعة مروية وبستانية)،هذا التباين في أنماط الزراعة والتعدد في التركيبة المحصولية جعلها محلية زراعية مهمة تساهم بنسبة كبيرة في الأمن الغذائي وتدعم الاقتصاد القومي من خلال إنتاجها لمحاصيل اقتصادية محصولية وغابية مثل محصول (السمسم والفول السوداني والكركدي والقطن والصمغ العربي).. وغيرها من المحاصيل الأخرى التي تدعم خزينة الدولة.
أيضاً بالمحلية مراعٍ طبيعية مفتوحة تأتي إليها حمولات رعوية عالية من جنوب كردفان بالإضافة لوجود ثروة حيوانية مستقرة تسهم في توفير الألبان واللحوم محلياً وإقليمياً من خلال صادر الحيوان خاصة الضأن الأحمر.
هذه الميزات النسبية جعلتها محلية اقتصادية مهمة بها نشاط زراعي وتجاري وهي محلية مفتوحة من خلال مواردها الطبيعية المشتركة ونشاطها التجاري المفتوح من خلال الأسواق الريفية المنتشره شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً مع ولاية جنوب كردفان.
هذا الانفتاح التجاري والزراعي والرعوي له أثر إيجابي من خلال إنعاش أسواق المحلية تجارياً واقتصادياً وله أثر سلبي من خلال التفلتات الأمنية المنتشرة في جميع أنحاء المحلية، بل انتقلت لداخل المدينة تحت تهديد السلاح.
هذه التفلتات الأمنية استهدفت تجار الأسواق الريفية.. (حادثة نهب وتهديد تجار السميح العائدين من سوق فنقوقة) أيضاً استهدفت أصحاب الثروة الحيوانية
(حادثة سرقة أبقار قرية تب الفضوة شرقاً)، أيضاً استهدفت شركات البترول (حادثة قتل سائق تنكر وقود في طلمبة وقود داخل المدينة).
هذه الأحداث جميعها تشبه بعض في منهجية وأسلوب تنفيذها (الجناة يركبون دراجات بخارية ويحملون سلاحاً نارياً)، وبعد تنفيذ الجريمة يهربون ويتم الفزع من الأهالي والسلطات الأمنية والشرطية وتجتهد السلطات الأمنية والأهالي في ملاحقتهم والبحث عنهم وقبل أن يتم القبض عليهم يأتي حادث آخر شبيه بما قبله وهكذا.. وخلال أقل من أسبوعين ظهرت ثلاث جرائم بنفس الأسلوب والطريقة.
هذه الأحداث المتلاحقة مهدد للموسم الزراعي الذي بدأت تباشيره تلوح بحمد لله سبحانه وتعالى للأفق من خلال استمرار هطول الأمطار والتأسيس الجيد للمحاصيل الزراعية لكن إذا استمرت هذه المهددات الأمنية فإنها ستؤثر سلباً على الموسم الزراعي خاصة في مرحلة الحصاد فتصاب العمالة بالهلع فتنضج المحاصيل الزراعية فلا تجد من يحصدها وإذا تم حصادها وترحيلها لا تسلم من عمليات النهب في الطريق فيصاب الجميع بالهلع وهذا يؤثر سلباً على عملية الحصاد والتسويق للمحاصيل الزراعية ويؤثر سلباً على الأمن الغذائي والاقتصادي.
صحيح إن الولاية وضعت تدابير لتأمين الموسم الزراعي ووجهت السلطات الأمنية بذلك لكن نسبة لاتساع الرقعة الزراعية يصعب على السلطات الأمنية وحدها أن تؤمن الموسم الزراعي، فلابد من وضع تدابير لمساعدة السلطات الأمنية في تنفيذ خطتها الأمنية في تأمين الموسم الزراعي والمواطن أيضاً وأملاكه في المدن والقرى والمعسكرات في المشاريع والبلدات مع تفعيل نظام الدوريات ومنع حركة الدراجات البخارية (المواتر) اثنان لستك ليلاً وحجز أي موتر به شخصين يركبون مع بعض وحجز أي موتر بدون ترخيص وتفعيل حملات جمع السلاح غير المقنن مع تأمين حركة التجار بين الأسواق الريفية مع تفعيل دوريات الشرطة في الأحياء والمناطق الطرفية فلا بد من زياده انتشار القوات الأمنية من خلال زيادة النقاط والحواجز الأمنية مع تمكينها بوسائل حركة وتسليح أكثر فعالية من الأسلحة التي يحملها الجناة مع التبليغ وعدم التستر والكشف عن المجرمين، فالأمن أيضاً مسؤولية الجميع (أفراد ومنظمات مجتمع مدني وإدارة أهلية وتنظيمات قاعدية شبابية وغيرها من الفعاليات) لا بد أن تكون لها دور واضح في تحقيق الأمن الغذائي والسلم المجتمعي من خلال مساعدة السلطات الأمنية في تنفيذ خططها الأمنية لينعم المواطن والمزارع بالأمن ويكون أكثر طمأنينة واستقرار لينصرف الى الإنتاج ويتحقق الأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في المحلية.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب