ياسر سليم
يعتبر التعليم حقاً أساسياً لكل إنسان.. أول ما نزل من القرآن الكريم على النبى عليه الصلاة و السلام : ( إقرأ باسم ربك الذى خلق). وكما يعتبر التعليم المجاني الإلزامي لمرحلة الأساس حقاً لكل طفل؛ كما تنص عليه اتفاقية حقوق الطفل؛ بدأ العالم يذهب لضمان حق التعليم المجاني و الإلزامي لمرحلة الثانوي أيضاً و لجميع الأطفال.. حيث بدأت في شهر أغسطس من العام الحالي حملة ضغط و مناصرة قوية.. اجتمعت لها مجموعة من الحائزين على جائزة نوبل للسلام و مندوبين سابقين وحاليين للأمم المتحدة وخبراء منظمات و ناشطين و خبراء في مجال التعليم من مختلف أنحاء العالم، من أجل مناصرة إصدار اتفاقية عالمية جديدة تنص على حق التعليم المجاني لكل الأطفال، و طالبوا قادة العالم بتعديل حقوق الطفل لتتضمن ذلك.
لا ينتطح عنزان في أن الواقع الاقتصادي و الفقر و النزاعات وضعف تطبيق الحق في مجانية و إلزامية التعليم.. و قبلها ترك أمر التعليم للولايات و المحليات.. كل هذه العوامل و غيرها قد زادت من عدد الأطفال خارج المدرسة. لكن أن يكون هناك :
1- 6,9 ملايين طفل خارج المدارس
2- 12 مليون طفل يواجهون عدم استقرار في التعليم و ستنقطع دراستهم بشكل كبير.
و ذلك حسب ما جاء في بيان اليونسيف و منظمة رعاية الطفولة العالمية و الذي صدر يوم الاثنين 12 سبتمبر.
هذا يعني أن العدد الاجمالي 18,9 مليون طفل بين خارج التعليم و بين غير مستقرين في التعليم!.. يعني طيب الفضل شنو ! كم عدد الأطفال في السودان! إذا فرضنا حوالي 20 مليون طفل و خصمنا 18,9فهذا يعني أنه فقط هناك حوالي مليون طفل في كل السودان هم من المستقرين في مدارسهم! لابد من توضيح تفصيلي لذلك..و متى تم ذلك و تحديد النسب حسب المراحل و الولايات.. الخ و المنهج الذي تم استخدامه في ذلك.
نحتاج لمزيد من التفاصيل من اليونسيف و منظمة الطفولة العالمية، و كذلك من وزارة التربية و التعليم.
الجدير بالذكر أن آخر تقرير أصدرته اليونسيف حول الأطفال خارج المدرسة في 2015.. كانت قد أوضحت فيه الإطار المنهجي للدراسة و تفاصيل و أسماء فريق عمل الدراسة و أسماء المستشارين و الخبراء، و كما أوضحت الدراسة نسبة الأطفال في سن مرحلة الأساس و الذين هم خارج المدرسة حسب الولاية و الفئات، و كذلك نسبة الأطفال في سن المرحلة الثانوية و الذين هم خارج المدرسة حسب الولاية، وحتى وضحت نسبة الأطفال في سن ما قبل مرحلة الأساس غير الملتحقين بالتفصيل والعدد ذكور و إناث .. الخ.
عموماً، علينا أن نعمل بجدية على زيادة الإنفاق في التعليم لتحقيق حق الأطفال في مجانية و إلزامية التعليم لمرحلة الأساس، و بما أننا في خضم مبادرات جوهرية ومقترحات دستورية.. علينا العمل على أن يكون أمر التعليم شأن اتحادي بدلاً من أن يكون تحت رحمة المحليات و الولايات، هذا بالإضافة إلى تحديد نسبة من إنتاج الذهب و من دخل الاتصالات، و دخل الأوقاف الإسلامية و شركات البترول لتخصص للتعليم و غيرهم . علينا الاستفادة من تجارب الدول.. زهجنا من تكرار الاستفادة من تجربة ماليزيا.. و ننتقل الى الاستفادة من تجربة رواندا.. لنطبقها على أرض الواقع حتى لا نكون دوماً فراجة.