بعد عام من إجراءات 25 أكتوبر.. محاولات لـ(الوصول إلى تسوية).. إحاطة “فولكر” وخطوات إنهاء الأزمة

تقرير: الخواض عبدالفضيل
في ظل تسارع الخطى في البلاد نحو التسوية السياسة بين المكونين “العسكري والمدني”، شهدت أروقة مجلس الأمن الدولي جلسات عاصفة بشأن السودان منتصف الآسبوع الماضي، وقدم كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس بعثة يونيتامس فولكر بيريتس تقارير حوت آخر التطورات في السودان، وسبل حل الأزمة السياسية والأمنية والإنسانية. وحظيت الجلسات بمداولات ساخنة، فند فيها مندوب السودان لدى الأمم المتحدة السفير الحارث إدريس بعض الدعاوى التي وصفها بـ(المضللة) تضمنها تقريري “غوتيريش وفولكر”.
وبحسب الرؤية الرسمية للسودان والتي أكد عليها إدريس خلال الجلسة، فإن القوات المسلحة السودانية ملتزمة برعاية الانتقال وتسليم السلطة للمدنيين حال اتفاق أصحاب المصلحة على تشكيل حكومة مدنية أو الوصول إلى انتخابات عامة، ويقول إدريس “إن البرهان أعلن بالفعل انسحابه من المشهد السياسي لإفساح المجال للقوى الثورية والمدنية، وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة”.

مهدي دهب: مجلس الأمن قد لا يقوم بخطوات واضحة تجاه السودان
ويرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية د. مهدي دهب في حديثه لـ(اليوم التالي) أن إحاطة فولكر بيترس لمجلس الأمن كانت إحاطة وافية وكافية فيما يتعلق بالأوضاع الراهنة في السودان سواء أن كان على مستوى التدهور الاقتصادي الذي تمر به البلاد أو التدهور الأمني وخاصة الأمن الاجتماعي والاقتتال المنتشر في كافة أرجاء السودان والمتجدد في النيل الأزرق وفي دارفور وشرق السودان، وتابع: بالتالي كانت الإحاطة موضوعية فيما يتوافق مع الأوضاع الراهنة وداعم لخط الشارع السوداني استناداً على توجهات القوى السياسية والثورية في مناهضة الانقلاب زاد: لذلك وجدت هذه الإحاطة انتقاداً من أنصار النظام البائد والانقلابيين.
ويمضي دهب في حديثه عن ما هي الخطوات التي يمكن أن يتخذها مجلس الأمن بعد إحاطة وفولكر، قائلاً: “هذا الأمر يتعلق في الغالب على الظروف الدولية التي يمر بهت النظام الدولي خاصة وأن الحرب في أوكرانيا والنشاط الكبير بالنسبة المحور الروسي الصيني في العلاقات الدولية”، يمكن أن يؤثر هذا على أي توجه لمجلس الأمن تجاه السودان، خاصة ما أسماهم بالانقلابيين هم في خانة تحالف مع روسيا متوقعاً أي خطوات لمجلس الأمن يمكن أن يتم إفشالها بفيتو صيني روسي، وأردف: بالتالي مجلس الأمن في حد ذاته من المتوقع أن لا يقوم بخطوات واضحة تجاه السودان، وأضاف: أتوقع أن تأتي هذه الخطوات من الرباعية وـصدقاء السودان والولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي يمكن لها أن يمثل هذا الدور المجتمع الدولي الضغط على ما أسماها بـ”الحكومة الانقلابية” ودعم الانتقال الديمقراطي والسلمي في السودان .

ـمين مجذوب: هنالك مشروع تسوية تشرف عليه الترويكا والرباعية
وقال الخبير والمحلل السياسي المختص في إدارة التفاوض والأزمات د. أمين مجذوب خلال حديثه لـ(اليوم التالي) إن إحاطة فولكر لمجلس الأمن حول الأوضاع في السودان بناء على ترؤسه بعثة الأمم المتحدة في السودان حسب تقديره الإحاطة كانت متوازنة حاول من خلالها إرضاء جميع الأطراف، وتابع: بالتالي أوضح العديد من الظواهر الأمنية والسياسية بصورة سافرة، ما يعني أن تصريح الأمين العام للأمم المتحدة الذي تحدث فيه عن قرب وصول السودان إلى الانهيار ومطالبته لرئيس مجلس السيادة ونائبه بالخروج من العمل السياسي وإخراج القوات المسلحة من العملية السياسية، وأردف: في تقديري هذا أمر سيكون له ما بعده، لذلك الخطوات المتوقعة من مجلس الأمن عبر الأمم المتحدة وبعثتها بالسودان أن يتم التنسيق بين البعثة والسفير الأمريكي بالخرطوم بالإضافة إلى التنسيق مع الرباعية خاصة وان الثلاثية أظهرت أن هناك ضعفاً في ممثلي الاتحاد الأفريقي والإيقاد، ومضى قائلاً: قد يكون هنالك مشروع تسوية تشرف عليه الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة والرباعية ودول الترويكا مباشرة ووضعه أمام القوى السياسية للتوافق عليه، وزاد: هذا ما يعني تدويل الأمر السوداني ونوه إلى أن من يرفض هذه التسوية أو هذا المشروع سيجد نفسه في مواجهة العالم ومجلس الأمن والترويكا وأمريكا، ولفت إلى أنه من ناحية أخرى العالم الغربي مشغول بالحرب الروسية الأوكرانية ولا يريد أي نزاعات أو توتر في منطقة أخرى خاصة السودان يمكن أن تؤثر هذه الاضطرابات على ثماني دول مجاورة للسودان إضافة لما يحدث في إثيوبيا وليبيا، لذلك يريد المجتمع الدولي في مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية حسم الأزمة في السودان وجزم قد تكون التسوية مفاجئة لجميع أطراف الأزمة، مشيراً إلى أن التسوية حسب تقديره ربما تأتي بشكل لا يتوقعه الجميع وننتظر في مقبل الأيام عن ما ستسفر عنه هذه الصفقة التي أول مظاهرها دعوة رئيس مجلس السيادة القائد العام إلى نيويورك بمخاطبة الجمعية العامة والدعوة لحضور مراسم جنازة الملكة أليزابيث الثانية .

أزهري بشير: خطوات المجتمع الدولي على السودان ستكون ناعمة دون عقوبات
وقال الباحث والمحلل السياسي د. أزهري بشير لـ(اليوم التالي) إنه قبل خطوات مجلس الأمن تجاه السودان، على النخب السياسية التي تدعي الوطنية والديمقراطية والحرية، والعدالة، متخذة بذلك شعارات، وتابع: “كيف تتحقق الديمقراطية والعدالة والحرية السلام، في ظل مجموعات تم تنظيمها فكرياً، وتجنيدها لتنفيذ أغراض وأهداف المستعمر الأجنبي الخارجي”، مشيراً إلى أن من وصفهم بـ”منفذي الأجندة الاستعمارية” هم سبب الأزمات والاختناقات السياسية، وهم من تسببوا في عدم وضع الدستور، بالإضافة إلى احتكار قيادة الأحزاب التقليدية دون ممارسة الديمقراطية وعدم فتح دور الأحزاب للشباب، مما أدى إلى ما حدث في ديسمبر التي استطاع هؤلاء الشباب أن يخرجوا ليقتلعوا حكومة المؤتمر الوطني بعد ثلاثين عاماً، وكانت دوافع الشباب لهذه الثورة هو إهمال حكومة البشير لهؤلاء الشباب، وتابع: مجلس الأمن لا يتخذ قراراً الا بعد دراسته” .
وأضاف: لكني أعتقد أن أمريكا لديها مصالح في السودان، كما الصين، وبريطانيا وفرنسا، وروسيا، هي دول عظمى، وبالتالي أنا استبعد أي تدخل أممي في السودان بشكل سافر سياسياً في الشأن الداخلي، لكن ربما تمارس ضغوط على كل الأطراف للتوافق، بيد أنه عاد وقال: هنالك تحركات سعودية أمريكية جادة في مساعدة السودان مشراً إلى أن السودان دولة مهمة للغرب خاصة وأن قوات الدعم السريع منتشرة في الصحراء الغربية، لمنع الهجرة غير الشرعية. وهنالك تنسيق بين قوات الدعم السريع والاتحاد الأوربي والأمم المتحدة.
وتابع: بالتالي فلا حاجة لقرار يصعب على السودانيين من قبل مجلس الأمن وأن خطوات المجتمع الدولي تجاه السودان ستكون ناعمة خالية من أي عقوبات دولية، مشيراً إلى أهمية أن تسرع قيادة الجيش بإعلان مجلس وزراء وحكومة انتقالية قصيرة الأجل، لإكمال ما تبقى، لحين قيام انتخابات عادلة لوصول حكومة ديمقراطية تنفذ ما يمكن وبذلك سيعود السودان الى المنظومة الدولية بشكل شرعي .

محمد عجيب: الأزمة السودانية تم تدويلها واختطفت من أيدي القوى الوطنية
من جانبه قال المحلل السياسي اللواء معاش د. محمد عجيب في حديثه لـ(اليوم التالي) إن التقرير الذي أحاط به فولكر بيتريس مجلس الأمن وفي نفس الجلسة تعرض مندوب السودان الدائم بالأمم المتحدة لإفادات فولكر بنقدٍ كبير للغاية ووضح أن تقرير فولكر فيه كثير من المغالطات وفيه سفور من الأشياء التي ذكرها وهي ليست حقائق وتابع: مندوب السودان في مجلس الأمن يمثل صوت السودان داخل أروقة هذا المنبر الدولي ويؤخذ حديثه بعين الاعتبار في مجلس الأمن الدولي عند اتخاذ أي قرار، وأن تقرير فولكر والأزمة في السودان لا أتوقع مجلس الأمن يكون لهما دور إيجابي كبير للأزمة السودانية خاصة وأن فولكر ومجلس الأمن والأمم المتحدة جلهم منظومة واحدة وجزء كبير منهم منشقين من الموقف الرسمي للأمم المتحدة من السودان، وأردف خلال إفاداته أن الأزمة السودانية تم تدويلها واختطفت من أيدي القوى الوطنية وتتم معالجتها بمعزل عن القرار السوداني لذلك لا أتوقع أن يكون هنالك عمل إيجابي من قبل مجلس الأمن وقال عجيب: ربما لا يأخذ مجلس الأمن بكل ما جاء في تقرير فولكر خاصة بعدما قال مندوب السودن في مجلس الأمن، لكن قطعاً ستستمر الوصاية على السودان وسيستمر فولكر في مهمته وسيستمر الموقف الغامض والرمادي للأمم المتحدة تجاه السودان كما سيستمر التوجه في اختطاف الإرادة والقرار الوطني من القوى الدولية، مشيراً إلى أنه إذا كان يوجد أي عمل إيجابي سيكون من داخل السودان يمكن التعويل عليه، لكن لا أتوقع لمحلس الأمن أن تكون له تداعيات إيجابية بعد تقرير فولكر حول الأزمة السودانية في السودان.