مزمل موزارت
_ قد يظن البعض أن هذا العنوان مبالغ فيه لكن إذا دققنا في الأمر قليلاً سنجد أن هذا أقل وصف يمكن أن نصف به هؤلاء الوحوش في هيئة بشر بل قد نظلم الوحوش أحياناً عندما نشبه بهم هذه الفئة الجشعة والمستغلة التي تتغذى بالمتاجرة بأزمات الغير والطمع بجمع أكبر كمية من الأموال في فترة وجيزة .
_ نزوح مواطن العاصمة نحو الولايات بعد اندلاع المعارك في الخرطوم كان خياراً لا ثاني له لكل من كان يملك القدرة على الخروج وكالعادة تظهر طفيليات الأزمات كما يتوالد الذباب والباعوض في المياه الراكدة؛ لترتفع أسعار (إيجار) العقارات في الولايات المختلفة لعشرات الأضعاف لاستغلال مواطن تم تهجيره بالقوة من منزله بعد أن سلب كل ما يملك .
_ ما يحدث الآن من ارتفاع جنوني في اسعار (ايجار) العقارات يُعزى لسببين أولهما هو ضعف الوازع الديني والأخلاقي لكثير من المواطنين في الولايات؛ بسبب تناسيهم أن النازح من العاصمة أو المدن الأخرى التي اشتعلت بها رحى الحرب قد فقد كل ما يملك فكيف تقابله بكل هذا الترحاب ( الملياري ) طالباً منه أن يدفعه في ( غرفة وصالون ) أو عريشة يلتحف تحت سقفها الأرض !!
هل وصلنا لهذا الحد من الجشع والطمع في اكل لحوم بعضنا البعض !! عندما يبلغ ايجار غرفة فندق في مدينة كبورتسودان الى (٤٠ – ٥٠ ) الف جنيه في اليوم نفهم تماماً أن (السماسرة) اطلقوا العنان لأطماعهم وفسادهم دون حسيب أو رقيب .
_ ثاني اسباب ارتفاع اسعار ايجار العقارات في الولايات بل هو السبب الأهم من وجهة نظري ضعف الجانب الحكومي من حيث الرقابة وضبط حركة تأجير السكن في ظل هذه الظروف ومتابعة ما يحدث داخل بيوت الإيواء بمختلف الولايات؛ كل (والي) إذا استثنينا والي الخرطوم فقط الذي يقوم بكل واجباته، كل الولاة مشغولون عن موضوع تلاعب السماسرة بأسعار ايجار البيوت وكذلك حال النازحين في المدارس ودور الإيواء الى متى هذا الصمت أيها السادة الولاة !!
مسك الختام :
_ ابعث بمناشدة الى الأعضاء في مجلس السيادة بالنظر بوجه السرعة في حال النازحين بدور الإيواء بالإضافة الى موضوع مزايدات السماسرة في ايجار العقارات بمختلف الولايات الأمنة و وضعهم في خانة واحدة مع المتمردين؛ لأنهم بكل بساطة يساهمون بزعزعة استقرار المواطن ودفعه للهروب خارج البلاد بكل الطرق والسبل أو جعل المواطن يصل الى مرحلة اليأس والتحول الى مجرم والانضمام للمليشيا المتمردة؛ هذا هو تأثير هؤلاء الجعشين في الولايات على زعزعة الأمن الوطني وجعل الولايات الأمنة غير قابلة للاستقرار بفعل الغلاء الفاحش وصعوبة مواكبته.
_ ابتداع ظاهرة تأجير المنزل بالسودان بسعر مرتفع والفرار الى مصر للاستقرار هناك؛ لأن المعيشة في الدولة الشقيقة اقل تكلفة وهذا وضع طبيعي باعتبار أن السودان في حالة حرب حالياً؛ لكن الغير طبيعي هو أن يزيد ايجار المنزل في السودان عن سعر المنزل في القاهرة والأسكندرية !! من المسؤول عن هذا الوضع الشاذ ؟!
أخيراً :
سيأتي الحلم في مشكاة فجر وعند الصبح تبتسم الأماني ..
mozaart87@gmail.com