رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان من نيويورك: ليس لدي رغبة في الترشح للانتخابات

لو ترك لنا المجال لوحدنا لأنجزنا المهام الانتقالية
إنشاء قاعدة روسية على ساحل البحر الأحمر في السودان قيد المناقشة
لا خلافات مع حميدتي وليست هناك شحنات ذهب تهرب إلى روسيا
بمجرد تشكيل حكومة منتخبة ستكون القوات المسلحة مجرد مؤسسة أخرى لتلك الحكومة
قدم الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، شرحاً مفصلاً حول الأوضاع الراهنة بالبلاد، وذلك خلال الحوارات الصحفية التي أجرتها معه، وكالات رويترز وأسوشيتد برس وقناة اسكاي نيوز العربية، بمقر إقامته بمدينة نيويورك.
وتناول، في معرض رده على أسئلة الصحفيين، جملة من القضايا، شملت تطورات الوضع السياسي الراهن بالبلاد، والجهود المبذولة لإنجاح العملية السياسية والتوصل إلى توافق يرضي جميع الأطراف، يتم بموجبه تشكيل حكومة مدنية لاستكمال ماتبقى من الفترة الانتقالية. مشيراً إلى موقف المؤسسة العسكرية المشجع للعملية السياسية. وبشأن علاقات السودان الخارجية، أوضح ، أن السودان ينتهج سياسة خارجية متوازنة ومنفتحة على جميع دول العالم، بما يحقق مصالح الشعب السوداني. ودعا وسائل الإعلام إلى ضرورة توخي الدقة في نقل الأخبار وعدم الانسياق وراء الشائعات، مشيراً إلى أن كثيراً مما تتناقله وسائل الإعلام عن السودان يفتقر للدقة. لافتاً إلى أهمية أخذ الأخبار من مصادرها الحقيقية.
اليوم التالي : وكالات
لن ننتظر
وقال البرهان – في مقابلة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، رداً على سؤال حول موعد الانتخابات – :”نحن ننتظر. نحن لا نريد أن ندخل أنفسنا في هذه العملية السياسية”. وأضاف “طبعاً لن ننتظر الى ما لا نهاية”.
وأضاف رئيس مجلس السيادة : “لو ترك لنا المجال لوحدنا لكنا الآن أنجزنا المهام الانتقالية، لكن القوى المدنية والمجتمع الإقليمي والدولي طلب منا أن نتوقف”.
وأشار إلى موافقته على تصريح أدلى به في الآونة الأخيرة نائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو بأن المدنيين يجب أن يعينوا رئيس وزراء ورئيساً لمجلس السيادة، قائلاً : إن ذلك يتماشى مع ما قاله هو نفسه من قبل.
قيد المناقشة
وقال البرهان أيضاً : إن صفقة إنشاء قاعدة روسية على ساحل البحر الأحمر في السودان؛ لا تزال قيد المناقشة، وإن البلدين تربطهما علاقات طبيعية.
ونفى رئيس مجلس السيادة أنباء ترددت، في الآونة الأخيرة، عن شحن الذهب السوداني إلى روسيا، قائلاً : إن كيانات معينة فقط هي المسؤولة عن الصادرات.
وقال عبد الفتاح البرهان، إنه لن يرشح نفسه في الانتخابات المقبلة لحكومة يقودها مدنيون، لكنه لم يقدم جدولاً زمنياً بشأن موعد إجراء الانتخابات والتخلي عن السلطة.
ليس لدي رغبة
وفي مقابلة مع وكالة أسوشيتيد برس، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، أجاب البرهان رداً على سؤال إن كان يفكر في الترشح للانتخابات المقبلة: “لا أعتقد ذلك، ليس لدي رغبة في التقدم (كمرشح) ولا أريد الاستمرار في هذا العمل”.
ومنذ استيلاء العسكر على السلطة في أكتوبر الماضي، خرج متظاهرون مؤيدون للديمقراطية في الشوارع مطالبين الجيش بتسليم السلطة للمدنيين.
وفتحت القوات النار على المتظاهرين فقتلت بعض المتظاهرين واعتقلت المئات. وقال البرهان إنه بينما لم تتم إدانة أي من الشرطة أو قوات الأمن في الوفيات، فإن حوالي خمسة أو ستة يخضعون للتحقيق.
وقال: “لم يقتل أحد المتظاهرين بالطريقة التي يتم تصويرها (…) اشتبك المتظاهرون مع الشرطة، وتعاملت الشرطة معهم وفق القانون لحماية الممتلكات العامة”.
وأضاف البرهان أنه بمجرد تشكيل حكومة منتخبة، ستكون القوات المسلحة مجرد مؤسسة أخرى لتلك الحكومة بدلاً من الاحتفاظ بمكانة أعلى.
وخلال المقابلة، قال البرهان إنه لن يترشح في الانتخابات المستقبلية. لكنه امتنع عن تحديد موعد لإجراء الانتخابات، على الرغم من قوله سابقاً؛ إنه يمكن إجراء تصويت في يوليو 2023.
وبدلاً من ذلك، قال إن الجمود يقع على عاتق الجماعات السياسية التي تحتاج إلى الاتفاق على موعد للتصويت. وأصر على أن الجيش ليس له دور في تلك المناقشة.
وأوضح البرهان “نحن نتحدث عن المشاركة السياسية وتوسيع تلك المشاركة، سواء أكان حمدوك أو غيره، فلن ينجح هذا الشخص بدون قاعدة واسعة لحكم السودان (…) السلطة الوحيدة للحكم هي من خلال الانتخابات، دون أن يفرض أحد إرادته على الآخر”.
وتجاهل البرهان التوترات داخل حكومته الانتقالية، ونفى وجود أي خلافات مع نائب رئيس المجلس العسكري الحاكم في السودان، الجنرال محمد حمدان دقلو، المعروف بلقبه حميدتي.
وألقى القائد العسكري الحاكم باللوم على دول ومؤسسات، لم يسمها، بأنها وراء تدهور الوضع الاقتصادي في السودان.
ونفى وجود أي خلافات مع نائب رئيس المجلس العسكري الحاكم في السودان، الجنرال محمد حمدان دقلو.

انتقال ديمقراطي
وقال عبد الفتاح البرهان، إن المؤسسة العسكرية ترغب في تحقيق انتقال ديمقراطي للسلطة، مشيراً إلى أن مهمة المؤسسة العسكرية هي حماية الدستور وإرادة الشعب.
وفي لقاء خاص مع “سكاي نيوز عربية”، على هامش مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، اعتبر عبد الفتاح البرهان أن الحل في السودان يكمن في توحد القوى السياسية وتشكيل كتلة وطنية تؤمن بالتحول الديمقراطي.
وأكد البرهان أن وجوده في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فرصة لإيصال صوت السودان، وإزالة الغموض والأخبار غير الصحيحة التي يروج لها البعض عن أهداف ونوايا المؤسسة العسكرية والحكومة الانتقالية.
وأكمل قائلاً : “منذ التغير الحاصل في إبريل 2019 وما بعده من تصحيح للمسار في 25 أكتوبر 2021، كانت المؤسسة العسكرية واضحة بطرحها، أنها تريد أن تسهم في التحول الديمقراطي وانتقال السودان إلى مرحلة مستقبلية يتوق لها الشعب السوداني”.
وتابع: “نحن لا نعمل لوحدنا بل نعمل مع شركاء محليين وإقليميين ودوليين، وجميعنا مصرين على استقرار السودان، لذلك نستمع لآرائهم، لاسيما لآراء القوى السياسية السودانية، التي تطلب أن تعطى الوقت لترتيب أوضاعها”.
ولفت البرهان إلى أن المجتمع الدولي ينظر بإيجابية للوضع، ويجب أن ينظر بالحياد للقوى التي ستشارك في مستقبل السودان، مؤكداً أن المخرج الوحيد يكمن في أن تتوحد القوى السياسية في كتلة وطنية موحدة لتشكيل حكومة تقود الفترة المقبلة، وهذا لن يتحقق إلا بالتوافق، والقوى الوطنية مدركة لذلك.
لا مردود على الأرض
وحول سؤاله عن الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة حيال السودان، قال البرهان: “نسمع الكثير من الدول التي تتحدث بإيجابية عن السودان، لكن لا مردود فعلي على أرض الواقع، سواء الولايات المتحدة أو غيرها”.
وشدد البرهان على “أن الجيش مستمر بعملية الإصلاح، وهو سمة المؤسسة العسكرية، التي تستمد ديمومتها من الإصلاح. الإصلاح لن يتوقف، إلى أن نحصل على مؤسسة عسكرية يلتف الجميع حولها”.
وفي ما يخص العلاقة مع إثيوبيا ومشكلة إقليم تيغراي، قال البرهان: “إن الكثير من الأثيوبيين لجؤوا للسودان، نتعامل معهم كلاجئين، يمارسون أعمالهم في حدود منطقة واسعة”. وأكد ضرورة سلمية الحلول المرتبطة بالأمر.
وفي شأن ديون البلاد، قال البرهان: “السودان ظل لسنين طويلة مثقلاً بالديون، الحكومة في الفترة الانتقالية وفت بالكثير من المتطلبات التي تساهم في إعفاء البلاد من الديون والبدء بالتعامل مع المؤسسات المالية العالمية”. وتابع : “السودان مثله مثل دول الإقليم فيه الكثير من الصراعات والمشاكل في البنية التحتية، ونطالب المجتمع الدولي للوقوف إلى جانبنا”.
زعزعة الديمقراطية
ويلقي المعارضون باللوم على البرهان في زعزعة التحول نحو الديمقراطية والانفتاح الاقتصادي، بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير في انتفاضة شعبية عام 2019.
وقال الجيش لتبرير الانقلاب إنه تولى زمام الأمور بسبب التناحر السياسي بين الأطراف المدنية، لكن الخطوة قوبلت بإدانة شديدة من القوى الغربية وتعليق مساعدات دولية بمليارات الدولارات.
وظل السودان غارقاً في الاضطرابات السياسية لأكثر من ثلاث سنوات. ترنح اقتصاد البلاد، وكان من المتوقع أن يصل التضخم إلى مستوى كبير بلغ 245 ٪ هذا العام، وفقاً لصندوق النقد الدولي.
ومنذ الانقلاب في أكتوبر ، خرج متظاهرون إلى الشوارع مطالبين الجنرالات بتسليم السلطة للمدنيين.
واستنكر المتظاهرون استيلاء البرهان على السلطة، الذي حدث عندما حل الجيش الحكومة الانتقالية لرئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وكذلك مجلس السيادة، وهو هيئة لتقاسم السلطة من ضباط الجيش والمدنيين التي كانت تحكم السودان منذ أواخر عام 2019.