إنهم يرون الركشة لاندكروز

كتابات
ياسر سليم
كثرت الأخبار التي تؤكد ضبط كميات كبيرة من المخدرات بمختلف أنواعها و التقارير التي تؤكد ارتفاع نسبة الإدمان، كل ذلك يشكل خطراً كبيراً و كارثة تؤثر على مستقبل أطفالنا و أجيالنا.
أظهرت مبادرة “عوافي” العاملة على التوعية ضد مخاطر المخدرات، انتشاراً مخيفاً وتزايد حالات الإدمان بصورة كبيرة . وقد التزمت وزارة الصحة بإنشاء 12 مستشفى و7 مراكز إدمان على مستوى محليات ولاية الخرطوم لتوفير الخدمة على جميع مستويات و توفير الكادر النفسي و الاجتماعي المتخصص في كيفية علاج الإدمان والدعم النفسي والاجتماعي والإرشاد الأسري، و يحتاج الأمر الى مناصرة و متابعة لتنفيذ هذه الالتزامات.
يرجع السبب وراء عدد من حالات التحرش إلى إدمان المخدرات، فالأشخاص الذين يتعاطون المخدرات تنعدم لديهم القدرة على التمييز و يعملون على إرضاء رغباتهم الجنسية بأي طريقة حتى لو كان طفلاً عمره سنوات، و في ظل الإدمان قد زنا بالمحارم، وكما هو معروف فإن تعاطي المخدرات ينتج عنه تغير حاد في الحالة المزاجية، وميل للعنف؛ مما يشجع على التخيلات و التحرش بالأطفال . لقد ذكر أحد المعتدين على طفلة عمرها أقل من خمس سنوات أنه بسبب المخدر الذي يتعاطاه، لم يدرك أنها طفلة إلا بعد أن تم القبض عليه ! و ذكر أحدهم بحسرة! (خطورة النوع ده انو بخليك تشوف الركشة لاندكروزر). لذا يجب الانتباه إلى أطفالكم جيداً و تزويدهم بمهارات حماية أنفسهم، إذا كان في بيتكم او في حلتكم أو حولكم من يتعاطون المخدرات، أو غير ذلك. مع العلم أنه في الآونة الأخيرة انتشر مخدر الآيس، وهي مادة مستحدثة منشطة للجهاز العصبي، سريعة الإدمان، ونذكر بأن نهاية إهمال علاج الإدمان إما سجن أو موت.
قد تظهر أعراض مختلفة يمكن من خلالها معرفة ما إذا كان الطفل يتعاطى المخدرات مثل أعراض اضطرابات النوم من قلة النوم او النوم لفترات طويلة جداً، أو عدم استقرار الحالة النفسية بين الاكتئاب و الضحك و البكاء أحياناً، وقد يفضل أن يكون انطوائياً و منفصلاً عن كل ما حوله، و هذا بجانب تغيير أصدقائه و وجود أصدقاء جدد يشاركونه في التعاطي، وقد ينتج عنه عنف أو سلوك عدواني؛ يكون موجّهاً للأهل وغيرهم ، هذا بجانب كثرة طلب المال تحت مختلف المسميات، وقد يصل الأمر الى السرقة و بيع مقتنيات المنزل للحصول على المخدر.
لا ننسى جريمة وحش لبنان مدمن المخدرات والتي وقعت في الشهر الماضي و هزت لبنان ، حيث قام باغتصاب 20 طفلاً من الذكور والإناث بعد أن كان يدس لهم المخدرات في العصير؛ حيث لديه محل لبيع العصير، ثم يمارس الجنس معهم و يصورهم بهدف تهديدهم و دفعهم للعودة إليه مرة أخرى، ولقد وجد المحققون الأدلة في هاتفه الخاص، حيث كان يصور جرائمه. لقد تبرأت عائلة المجرم منه ، ثم أدانه أهل بلدته و طالبوا بإنزال أشد العقوبات ضده.
علينا جميعاً العمل على حماية أطفالنا من الذين يتعاطون المخدرات، و كذلك من مشكلة إدمان الأطفال للمخدرات وهي كارثة كبيرة، فهم الأكثر عرضة للإغواء، و هم يتم استدراجهم من قبل أصدقاء السوء أو غيرهم لتجربة المخدرات من باب حب الاستطلاع أو الرجولة . يجب أن تتكاتف المدرسة و الأسرة و المجتمع للتوعية في المدارس و مختلف المراكز، و لا قدر الله في حالة إدمان الطفل، علينا كسر حاجز الصمت و إنقاذه والبدء في علاجه مبكراً ليتعافى، و الأمر يحتاج الى إرادة قوية وهنالك حالات كثيرة و نماذج لمن تعافوا و استقامت حياتهم، وختاماً يحتاج الأمر الى تنسيق كل قطاعات الدولة و المجتمع
وربنا يحفظ الجميع.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب