الباشمهندس عمر عثمان النمير
يكتب عن شعبين يعشقان السلام الاخضر والنجم الأحمر والأزرق الباهي…
هل ياترى يعود مابين السودان والامارات من ود مبذول واخاء موصول ؟…
مابين الامارات والسودان من علاقات بلدين واخاء شعبين.. مزيج رائع من الحب الصافي والوفاء المحض.. انه اشبه مايكون بنيل من العطاء المتدفق وخليج عامر باللؤلؤء ذاخر بالجواهر و الياقوت..
راهن الشعبان من اول يوم على كتابة انموذج للتواصل التلقائي الحر والاخاء المجيد.
وكانا هما الاسبق في بناء هذا التحالف التاريخي الشعبي دون العالمين..
بين شعبين قواسم مشتركة لتخصر لها.. فهنا نيل ثائر بالمفاخر وهناك خليج هادر بالمكارم والمآثر..
شعبان يعشقان بجنون تحدي الصعاب وهزيمة المستحيل..
ويجمعهما ولاء للعروبة لا ينفد وحب للسلام و للانسانية لايبيد..
كلاهما يعشق النجم الاحمر..
نجم يسطع في السودان تاريخا من الابداع و مريخا من مواسم الفرح.. ومنجما للفن و كؤوس الذهب ودولة للانتصارات القادمة والعطاء المستجيش ضراوة ومصادمة..
كما يهل النجم الأحمر في الامارات عنوانا لارتياد المجهول وتحطيم المستحيل ومسبارا لغزو الفضاء والوصول الي مادون الثريا ورفرف الجوزاء..
ان هذا اللقاء التاريخي بين شعبينا.. يمثله ما قيل يوما بأنه مثل التقاء الصحراء و خط الاستواء
والنخلة وغابة الابنوس
والتوأمة بين رماة الحدق وابطال الخيل والليل والبيداء..
انها كالخيمة وفي صحراء الخليج او قلب العتمور والتي تصالح فيها المتنبي وكافور.. وهبيت رياح الصبا او هبوب الصعيد
كما ان محبة حكيم العرب ساكن الجنان سمو الشيخ زايد بن سلطان محطة التقى فيها مواطن امدرمان واهل عجمان
فلا يذكر اسمه الا ب(زايد الخير) و(حكيم العرب) ..
فقد وطد الراحل العزيز مع شقيقه النميري طيب الله ثراهما دعائم مسيرة لعلاقات اخوية اطفأت اكثر من خمسين شمعة.. كانت نسيج وحدها وفريدة عصرها وكانت انموذجا لاواصر القربي الحقة ورابطة الشعوب المشتهاة..
علائق سنظل نذكرها و نفاخر بها الدنيا يوم تذكر المفاخر..
لقد كان لنخبة الكوادر السودانية من الرواد الاوئل دور كبير وبصمة واضحة واثر لا ينسي في ترسيخ صورة مشرقة لانسان السودان.. كانوا سفراء بدون حقيبة ودبلوماسية شعبية تفوقت على دور السفارات وسلكها الدبلوماسي..
ولكن مما يحزن القلب ويضني الفؤاد ان هذه المسيرة المجيدة وهذا التاريخ الباذخ تشكو زهوره العطش وتعاني حديقته من السموم ووطأة الهجير..
وكأن الشاعر كان يتحدث بلسانها يوم قال :
أأظمأ فيك والنيل هادر
يذود الجسور الشم بالمد والجزر
وآليس حراما أن يقال ( صوحت في الروض زهرة) ؟!!..
فهل من عودة لزياك الزمان النضير..
زمان الاخاء الموصول
والود المبذول؟
هل من عودة هل؟
وهل ستنجلي سحائب الصيف عن سماء العلاقات بين بلدينا والتي كانت فيما مضي انموذجا مبهرا وسماء صحوا وشمسا ساطعة..
وكانت غرة في جبين التاريخ وشامة في الناس…
هل ستجتاز هذه العلاقات الراكزة والروابط الراسخة منعطف الاتهامات المتبادلة والشكوك التي تعصف رياحها بقوة بدلا عن الانسام وهديل الحمام وثورة الندى وميلة العرجون..
اليس مطلوبا وبشدة من ابوظبي ان ترد علي هذه الشكوك بلعب ادوار اكبر في صناعة سلام السودان وارساء امن مديد وسلام مجيد.. سيما وهي الدولة الفاعلة في المجتمع الدولي.. وفي يديها اوراق كثيرة للحل ومفاتيح عديدة للخير..
انني ادعو لتآذر الجهدين الشعبي والزسمي لاحتواء هذا التصعيد..
والذي يتعين فيه على البلدين ان يقوما بدورهما كاملا لاطفاء نار الفتنة واخماد جذوتها التي كادت ان تقضي على الاخضر واليابس..
اننا ننتظر دور الجهود الشعبية والدبلوماسية الشعبية وجهود منظمات المجتمع المدني وتنظيمات الشباب والطلاب والمرأة لقيادة حملات محمومة واطلاق مبادرات كبرى لرتق هذا النسيج التاريخي وحمايته من عيون الحاسدين وتآمر الاعداء والراصدين..
اننا نتوقع ان تبادر هذه التنظيمات الشبابية والاهلية إلى اطلاق دعوات لنصرة أهل السودان وقد عصفت بهم نيران الحرب وتحالفت عليهم اوجاع السياسة وآلام الطبيعة من سيول جارفة وامطار عاصفة دمرت ماتبقى من بيوت وحطمت ماتبقي من متاع.. ولم تترك حجرا علي حجر..
اننا نتمنى على المنظمات الطوعية والإنسانية في الخليج ان تبادر إلى إطلاق اكبر عمليات غوث انساني لاهلهم في السودان من شأنها ان تمسح بيد حانية دمعة يتيم وآهة ثكلى وتطبب جراح أمة كانت تداوي الجراح..
وقد تكالبت عليها المحن وعضها الدهر و مسها الضر وعصفت بها البلوي…
لابد من عمل كبير لتحسين صورة الامارات في عيون ادماها الثكل والقتل والنزوح للمجهول..
لابد من حملات من اجل السلام وعودة الصفاء وعهود الرخاء.. حملات ترسم صورة زاهية لامارات زايد الخير وخيمة العرب..
و تعيد البسمة لشعب علي وشك الوداع و نجم علي وشك الزماع..
مبادرات ترسي السلام وتعيد الوئام وترد الموت مهتوك القناع
وعاشت علاقات السودان والامارات.. ودامت مسيرتها ماضية زاهرة وزاهية
لاتزعزعها اعتى العواصف والاعاصير…
*******