مزمل موزارات يكتب .. الظلم ظُلُماتٌ

الظلم ظُلُماتٌ

مزمل موزارت

● عندما تغيب العدالة وينتشر الجور بصورة مفرطة فأنتظروا عندها ظهور المحن ونوائب الدهر؛ فهذه سنة الحياة ولكن الأنسان بطبعه سريع النسيان ولا يتعظ أو يعتبر بما حدث سابقاً والأستعداد مستقبلاً لما هو قادم .

● افتتحت بعدد من الولايات المدارس وكلنا نعرف ما يمر به التعليم من معوقات خصوصاً بعد اندلاع الحرب؛ لكن من المحير ان يتم فتح المدارس الخاصة دون الحكومية .. ويتم تأجيل فتح المدارس الحكومية الى اجل غير مسمى !! .. بمعنى أوضح من اراد ان يعلم ابنائه وبناته فعليه بالدفع مقدماً للتعليم الخاص بمبالغ تبدأ ب٦٠٠ الف جنيه فما فوق ..

● يمكن لوزارة التعليم أن تعلنها بكل شجاعة وتقول ان التعليم الحكومي متوقف في هذه الفترة وعلى أولياء الأمور البحث عن سبل أخرى لتعليم فلذات اكبادهم وعندها سوف نحترم الوزارة لهذا الوضوح .. حتى التعليم الحكومي قبل ان يتوقف كان يطالب برسوم مبالغ فيها لا يستطيع الكثير من الناس الإيفاء بها .. على العموم الآن وفي عدد من الولايات غير المتأثرة برحى هذه الحرب أغلقت المدارس الخاصة طبعاً وليس الحكومية المغلقة مسبقاً بحجة انتشار وباء الكوليرا وربما هذه تكون إشارة لمن يعقلون بأن هذه هي دعوات اهالي طلاب الخرطوم وبحري والجزيرة واجزاء واسعة من وطننا العزيز يعيشون فقط بواسطة (التكاية) ولا يحلمون بأكثر من اطعام اطفالهم وفي الجانب الآخر نرى مدارس خاصة مليارية الدفع !!

● بكل وضوح فضحت لنا هذه الحرب مدى التباين الطبقي الكبير في مجتمعنا السوداني فمع انطلاق أول طلقة توجه عدد مقدر نحو المطارات المختلفة مودعين البلد الذي جمعوا فيه هذه الثروات على حين غِرَّة ومن لم يستطع ذلك توجه نحو الولايات والأرياف لأهل يحتضنوهم أو لمستأجرين يستغلونهم أسوأ الاستغلال !! .. وهناك من بقى داخل اماكن سيطرة المليشيا لأنه لا يملك حتى القدرة على السفر إلى الولايات وحتى إذا امتلك ثمن تذكرة السفر كيف سيواجه (شبح الايجارات) في الولايات .. في نهاية المطاف لا مفر من الاستسلام للمصير المجهول وانتظار الرحمة فقط من عند المولى عز وجل .

● حسب التقارير المتواترة هنا وهناك ان كارثة سد (اربعات) في شرق السودان حدثت بسبب عدم صيانة بوابات السد أو يمكننا القول أن هناك أهمال تام للجهة المسؤولة عن إدارة السد .. يبقى السؤال ؟ بعد ان دفع المواطن ثمن هذه الإهمال من روحه وماله وفقد مسكنه من سيقوم بالتعويض اذا افترضنا أن هناك شيء يستطيع تعويض ما تم فقده ؟!

● للأسف نحارب الجنجويد والأحزاب التي تدعمه من امامنا ومن خلفنا يوجد جنجويد في شكل سماسرة عقارات وسماسرة تخزين سلع استهلاكية وعلاجية ومسؤولين في الدولة ( لا أقصد الكل بالطبع ) لا هم لهم سوى (لغف) المرتبات والحوافز دون تقديم ما يفيد المواطن المنهار مادياً ونفسياً الى أقصى الحدود؛ نتاج ما ذكر اعلاه انتشار للجوع وتفشى الأوبئة وارتفاع مجنون في اسعار كل شيء وانهيار سدود !!

● اذا رأى مقالي هذا النور أود ان أوجه رسالة للمسؤولين بصورة عامة مفادها أن ليس كل مواطن سوداني يستطيع أن يرسل ابنائه للدراسة خارج السودان ولا يستطيع المواطن السوداني تحمل الزيادة المطَّردة في أسعار السلع الاستهلاكية الأساسية وارتفاع اسعار ايجار العقارات واستغلال اصحاب النفوس الميتة وليس الضعيفة للناس .. السادة المسؤولين يجب أن يكون شغلكم الشاغل في هذه اللحظات هي معالجة أثار السيول في الشمالية وشرق السودان لمنع تشرد الأسر وتفشى الأمراض وظهور كوارث بيئية وصحية قادمة لا محالة اذا لم نتمكن من مواجهة هذه الأحداث بكل قوة وإخلاص في العمل ولا نريد ان نتحدث عن بيع الإغاثات في الأسواق لأن من يقومون بفعل ذلك لا يجدون من يردعهم ولنا عودة لهؤلاء الأوباش ..

● إنما الأمم الأخلاق ما بقيت .. فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا .

 

mozaart87@gmail.com


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب