السودان ـ اليوم التالي
قال الفريق جلال تاور، الخبير العسكري والاستراتيجي السوداني، الانتهاكات ضد المدنيين وخاصة ما حدث بشكل واضح مؤخرا في ولاية الجزيرة، قد تكون على طاولة نقاشات مجلس الأمن خلال قراءة تقرير الوضع الراهن في السودان، لكن اتخاذ قرار بشأن إرسال قوات سلام أممية، هو أمر بالغ الصعوبة.
وأضاف في حديثه لـ”سبوتنيك”: “أن مطالبات نشر قوة أممية لحماية المدنيين، هو طلب تقدمت به اللجنة الأممية لتقصي الحقائق في السودان والتابعة لمجلس حقوق الإنسان الأممي، لكن هذا الطرح من جانب اللجنة تم تأجيله لمدة عام كامل بعد تدخل واشنطن وتم تجديد عمل اللجنة، لذا لا اعتقد أن هذا الطلب يمكن أن يتم الموافقة عليه من مجلس الأمن في الوقت الراهن”.
وتابع تاور: “أن مسودة التقرير التي يفترض أن يقدمها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن الوضع في السودان، تحمل تلك الفقرة كلمات واضحة جدا تشير في مضمونها إلى أن الوقت الراهن ليس مناسبا لإرسال قوات أممية لحفظ السلام في السودان، علاوة على المواقف الواضحة لكل من روسيا والصين بشأن المساس بالسيادة أو التدخل الخارجي في السودان”.
وأوضح الخبير العسكري أن “نشر قوات أممية في السودان لا يتم إلا بموافقة الحكومة في الخرطوم وهو ما لا تؤيده الحكومة السودانية على الإطلاق، علاوة على أن مندوب السودان لدى الأمم المتحدة صرح بأن العديد من الأدلة توفرت على تورط دولة خليجية في الشأن السوداني، وإمداد الدعم السريع بالسلاح والمال، وقد طالب السودان مرات عديدة بأن تكف تلك الدولة عن الدعم وزرع الفتن بين أبناء الشعب السوداني” وفقا لمصادر المشهد السوداني.
وأشار تاور إلى أن “أمريكا تدخلت وفرضت عقوبات على عناصر من الدعم السريع وأيضا تدخل الكونجرس، لكن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته لن يُصدر أي قرارات حاسمة بشأن الوضع في السودان انتظارا لما سوف تسفر عنه الانتخابات الرئاسية القادمة في الولايات المتحدة الأمريكية، لذا لا أعتقد أن يكون هناك قرارات من مجلس الأمن بشأن نشر قوات أممية في السودان”.
وحول إمكانية أن تكون المجازر والانتهاكات التي تمت في ولاية الجزيرة تهدف إلى لفت أنظار العالم لإرسال قوات أممية بعد تقدم الجيش يقول تاور: “لا أعتقد ما يجري في الجزيرة مسألة مدروسة ومخطط لها، بقدر ما هو رد فعل وتصرف عشوائي من المليشيات بسبب عدم وجود قيادة تتحكم في تلك القوات، حيث نجد أن القائد كيكل قد أعلن انشقاقه عن الدعم السريع وترك كل قواته مع الدعم بلا قائد، وانشقاقه شكل صدمة كبيرة لأنصاره الموجودين داخل ولاية الجزيرة والذين صُدموا فدفعهم الانتقام للقيام بكل تلك الأعمال الوحشية”.