*شعب طيب الأعراق ..(١)*

*الطاهر ساتي*

:: سبعة أيام، مرت كسبع ساعات، بالعاصمة الإرترية الرائعة أسمرا، وقد زرناها بدعوة من كرام منحازين لقضية بلادنا بكل اخلاص..و الروعة هنا ليست وصفاً لمناظر الطبيعة باسمرا، بل هي وصف مستحق لطبع شعبها الشجاع .. !!

:: فالشعب هناك طيب الأعراق و كريم الخصال بالفطرة السليمة وليس تصنعاً أو نفاق..ولمع بريق معدنه الأصيل وتوهج حين احترقت بلادنا بحرب آل دقلو و لصوص الثورة و عملاء المرحلة عقب فشل انقلابهم ..!!

:: و إن كنا من قبل نسمع و نرى – ونظن – بأن مصائب قوم عند قوم فوائد، فان مصائب شعبنا عند شعب إرتريا مصائبٌ أيضاً ..مصائب تراها في مقلهم التي تدمع حين يتحدثون عن مآسي حربنا .. !!

:: وقلّ أن تلتقي إرتيرياً لايُدمّع عندما يكون الحديث عما تفعلها مليشيا آل دقلو – بتشجيع حاضنتها السياسية ورعاية كفيلهم- في بلادنا من قتل واغتصاب ونهب وحرق وتخريب ..!!

:: وبصدق يتجلى في أفعالهم وأقوالهم وملامح وجوههم و دمعات عيونهم، فان أبناء إرتيريا يشاطرون أبناء بلادنا أحزان ومآسي الحرب ..يشاطرونهم الأحزان والغذاء والماء و الدواء..!!

:: بأمر قائدهم المؤمن بعدالة قضية السودان أفورقي رفض شعب إريتريا أن تأوى المنظمات أبناء شعبنا، أي رفضوا معسكرات اللجوء، وقرروا : ( احتويناهم في بيوتنا)، أو كما قال أفورقي ..!!

:: ( لم ننصب خيمة)،قالها أفورقي بغير رغبة عندما كررنا السؤال عن أحوال أهلنا في بلده، ثم سكت، أي لم يسهب ويفصح عن أفضال حكومته وشعبه علينا، ولكن سمعنا – ورأينا – من الأفضال ما يسُر القلب ويبقى ديناً مستحقاً تتوارثه الأجيال في بلادنا..!!

:: بعد الحرب و طوال أشهر اللجوء الأولى، لم يكن مطلوباً من السوداني – ليدخل إرتريا – غير إلقاء التحية على شرطة المنافذ..فالتأشيرة لم تكن شرطاً، ولاصلاحية جواز السفر، بل ولا حتى الجواز في حد ذاته، صالحاً كان أو منتهياً..!!

:: فالكثير من أبناء شعبنا لجأ إلى إرتيريا بدون جواز سفر، أي بالرقم الوطني أو رخصة قيادة أو بطاقة تأمين أو ..و هناك من لم يكن يحمل غير اسمه في ذاكرته، وقد عبر و وفّق أوضاعه بعد أن هدأ من روعه ..!!

:: للتاكسي في أسمرا أُجرة للإرتيري وثلث تلك الأُجرة للسوداني بكل طيب خاطر ..و كثيراً ما يدخل السوداني مطعماً ويأكل ثم يذهب ليُحاسب ليتفاجأ بالمحاسب : ( حسابك مدفوع)، ويشير الى الدافع، ويكون أحد كرام إرتيريا، وما أكثرهم..!!

:: و من المشاهد التي لا تُنسى ..أمام الفندق ننتظر عربة تاكسي لتقلنا إلى سفارتنا، و تقف لنا عربة و فيها راكب على المقعد الأمامي، وكاد ان يترجل ليفسح لنا مقعده، اذ كنا أربعة، فشكرناه ليواصل مشواره ..فأي كرم هذا ..؟؟

:: و حكومياً، لاتزال كل إجراءات الإقامة ( مجاناً).. وكانت فترة الاقامة شهراً قابلة للتجديد، وأصبحت ستة أشهر قابلة للتجديد أيضاً و ( مجاناً)..ليست الاقامة فقط، بل العلاج و التعليم كذلك..انت سوداني إذن انت إرتيري، هكذا لسان حال هناك ..!!


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب