*الطاهر ساتي*
:: الطريق إلى ( عدي هالو) محفوف بالجمال والجبال ..(عدي هالو)، قرية صغيرة تقع جنوبي العاصمة الإريترية أسمرا، و تبعد عنها ١٢٠ كيلومتر، و بها خزان بمثابة أحد أهم مشاريع حصاد المياه في تلك المنطقة ..!!
:: و يُحكى أن الرئيس أفورقي كات يشرف ويتابع ويراقب بنفسه على كل مراحل إنشاء هذا المشروع (خزان عدي هلو )، ليس عن بُعد، بل كان مقيماً في موقع المشروع، وأنه كثيراً ما كان عمل مع العاملين ..!!
:: وبالمناسبة، لو كان للتواضع هوية لكان إرتيرياً .. فالناس سواسية هناك، ولافرق بين مسؤول و مواطن إلا بالبذل والعطاء..ويتشابهون في كل شيء، ويتقاسمون كل شئ، ولا يتعالون على بعضهم أو يتطاولون..!!
:: يبتسمون في وجوه بعضهم، رغم ما بها من رهق الحياة و ضنك العيش ..ويتشابهون في مأكلهم ومشربهم وأزيائهم و بيوتهم ومركباتهم..و ..قد تجد وزيراً أو سفيراً يتجول بدراجته ويمازح مواطناً يقود عربته، هكذا ربتهم الثورة والنضال ..!!
:: وعليه، ليس بغريب أن يشارك الرئيس أفورقي أبناء شعبه في تنفيذ المشاريع.. وبعد اكتمال عمليات البناء لم ينقطع أفورقي عن مشروع خزان (عدي هلو)، بل حول مكاتبه الإدارية لمكتب يستقبل فيه ضيوف بلاده..وكنا ضيوفاً عليه ..!!
:: استقبلنا أفورقي – خارج مكتبه البسيط – بهيئته البسيطة، فتحسسنا ما نرتدي من بدل وقمصان وأحذية و رباط عنق و..و ..( إتعقدنا)، ولكن عملاً بأحكام الصحافة – وبروتوكولاتها – تجاوزنا تأنيب ضمائرنا ..!!
:: إستقبلنا أفورقي بترحاب، ولم يتحدث، بل طالبنا بالحديث، ربما عملاً بقانون سُقراط ( تكلم حتى نراك)، فتكلمنا.. شكرناه – وحكومته وشعبه – على ما يرهقون به أعناق شعبنا من أفضال لن ينسوها ابداً..ابداً..جيلاً تلو جيل..!!
:: كان أفورقي غير راض عن شكرنا، وقالها ( لم نفعل فضلاً أو معروفاً لأهلكم، بل هذا واجب أخلاقي ونتشرف بخدمة شعبكم )، وتحدث عن سنوات نضالهم لتحرير بلادهم حتى نال استقلالها، ثم تحدث عن بلادنا وشعبنا و أحزابنا – وأوغادنا – حديث العارفين ..!!
:: وتحدث عن الحرب و حميدتي وحُلفاء الداخل والخارج بتفاصيل ومعلومات قد لاتتوفر لبعض كبار المسؤولين في بلادنا، فنشرنا بعضها واحتفظنا بالكثير لوقت آخر، ولم يأمرنا بذلك و لكنها آداب المهنة والمسؤولية..!!
:: و لكن ما يُحزن هو أن حكومة إرتيريا كانت على تواصل مع حكومة بلادنا بالنصائح والحقائق حتى قبل لحظات من محاولة انقلاب حميدتي و عملاء المرحلة الفاشلة..ورغم هذا التواصل حدث ما كان يُمكن تجنبه بالاستباق والأمن – أو الحسم – الوقائي ..!!