مطلوبات تدريب الشباب بمصر

 

د/ عادل عبد العزيز الفكي

adilalfaki@hotmail.com

كتبت على هذه الزاوية داعياً لتنفيذ برنامج للتدريب التحويلي بشأن شباب الجالية السودانية بمصر، الذين يعدون بالملايين كأكبر تجمع سكاني للسودانيين خارج السودان.

وردتني الكثير من التعليقات حول الموضوع، منها تعليق الأستاذ إسماعيل ساتي من قروب الاقتصاد: شكراً يا دكتور عادل على هذه اللفتة، جميل أن ينظر القائمون على الأمر بسفارات السودان بدول الجوار لهذا الامر الحيوي نظرة موضوعية، ولكن ألا يجدر بنا أن نبدأ بتقديم برامج تدريبية لهؤلاء الشباب من هنا، من السودان، كبادرة تحوطية تكفيهم بؤس الاغتراب؟ ألا يجدر بنا أن ندرس أسباب تفضيل الشباب لعذاب ومعاناة الاغتراب على معاناة المكوث في وطن لا يقدم لهم أبسط أساسيات الحياة ولا الأمل في الغد؟

لماذا لا نقوم نحن بتدريب هؤلاء الشباب ونسعى لمنحهم معينات العمل والإنتاج بعيداً عن صراعات السياسة البغيضة؟ ساعتها لن نجد هذا التسرب المخيف لقوى العمل تاركين وطناً عاجزاً عن الإنتاج بلا أمل في مستقبل أفضل!

وجاء تعليق آخر من الأخ سامي من نفس القروب: ربما يكون هذا أول عمل منظم (من جهة طوعية أو حكومية) يستهدف شباب الجالية السودانية بمصر، فقط نحتاج لدراسة سوق العمل بمصر لاختيار ما يناسبهم، لأن أغلب الأعمال تحتاج إلى مهارات (الحرفية خاصة) لا يمتلكها معظم الشباب المهاجر ولا يستطيع المنافسة فيها بسهولة، أقترح في البداية التركيز على ما تحتاجه الجالية السودانية من صناعات تحويلية خفيفة وخدمات وذلك للميزة التفضيلية للشباب بثقافة سودانية.

ما أشرت إليه بالتأكيد مفترض أن يكون هو الحل الاستراتيجي والمستقبلي والهم العام للدولة ويبدأ من الآن، حكومة وأجهزة رسمية ومراكز ومنظمات طوعية، وأكيد فرص الشباب في السودان أضعاف ما هي في مصر في كل المجالات والمنافسة أسهل بكثير ولكن يحتاج الشباب الى توجيه من الدولة، وأول ما يحتاج السودان الى تطوير الاستراتيجية التعليمية بما يواكب سوق العمل الداخلي والخارجي، ويفتقر السودان لقطاع التعليم الفني الذي به تُبنى الدول، ولكن أعتقد لا غضاضة أن تلتفت بعض الجهات لرعاية وتنمية شباب السودانيين بمصر، فهو الآن واقع يفرض نفسه، ولا بد من توعيتهم وحمايتهم ورعايتهم حتى يجدوا الفرص البديلة الأفضل.

تعليق: هذه إضافات مهمة للموضوع، وأرحب بأي مساهمات أخرى متعلقة بتدريب الشباب عموماً وتدريب شباب الجالية السودانية بمصر على وجه الخصوص. والله الموفق.