وقت السَحَر

 

وقت السَحَر

مزمل موزارت 

● عودتنا الحياة دائماً بأنه لا ثابت إلا التغيير؛ فالتغيير المستمر هو أحد أهم سمات وثوابت هذه الحياة فكما قال الإمام الشافعي دع الأيام تفعل ما تشاء وطب نفساً إذا حكم القضاء ..

فما بين ليلة وضحاها قد تجد ان الأمور قد تغيرت رأساً على عقب وبدون حتى مقدمات كسقوط بشار الأسد الرئيس السوري السابق، فكلمة (سابق) هنا قد تبدوا غير مألوفة وغير مستوعبة لتسارع الأحداث من سقوط حماة وحمص وحلب وأخيراً دمشق ..

● أغلب الظن أن هناك تغيير كبير سيطرأ على خارطة السرق الأوسط وأن كل ما يحدث الآن كان مخططاً له منذ أزمان بعيدة؛ لكن للأسف أغلب الناس لا يجيدون قراءة كتاب التاريخ وربط أحداثه لاستنتاج ما قد يحدث لاحقاً؛ فالذاكرة السمكية لعلها من أبرز عيوب البشر في هذا العصر المتسارع نحو الهاوية .

● حرب في السودان وأُخْرى في لبنان وغزة وقبلهم في اليمن وليبيا والعراق هل يبدوا أن هذا الأمر محض صدفة أم أنه تخطيط مسبق !!

إذا امعنا النظر فيما يحدث في سوريا فالأمر يبدوا مثالي لأبعد الدرجات فبعد سقوط الأسد أكبر عقبة لدى الشعب السوري والذي كان يقف عائقاً أمام حرية المواطن السوري والتداول العادل للسلطة، الآن قد اعاد الشعب السوري حقه في حكم بلاده بالطريقة التي يريد؛ فسوريا بلد متعدد الطوائف والمذاهب والأعراق والايديولوجيات فالمرحلة القادمة قد تكون أصعب من مرحلة مقاومة بشار الأسد، فالثبات على المبادئ حالياً يجب أن يكون ثقل ميزان السوريون وهم يحتفلون بالنصر فالمتربصين بسوريا الآن أكثر من المتربصين بها سابقاً .

● الجميع في السودان يعرف تماماً أن الدعم السريع قد انهزم وما يفعله الآن من حرب عصابات وتقويض أمن المواطنين في ربوع بلادنا عبارة عن (فرفرة مذبوح) تريد من خلالها المليشيا وأعوانها إيجاد موطأ قدم لها في مستقبل السودان بعد ما كان هدفها الأسمى هو السيطرة التامة على جمهورية السودان فتبدل الطموحات الآن له علاقة بعدم توقع الأحداث وفشل التخطيط لمن كان يمول ويمهد للدعم السريع الطريق لوصول سدة حكم السودان .. وحتى هذا الطموح المتدني لن ينجح فيه الدعم السريع بعد كل هذه الجرائم التي ارتكبت بحق المواطن السوداني والدمار الذي طال البنية التحتية، فالشعب الآن قبل قواته المسلحة يرفض أي دور مستقبلي للجنجويد في السودان وخصوصاً بعد تقدم الجيش في كل المحاور ..

● دجى الليل وعتمته في نهايته بالنسبة للسودان وسوريا ونحن الآن في وقت ( السَحَر ) أي ما قبل شروق شمس الأصيل والنصر أما الثبات والصبر وأما رجوع الظلام من جديد ولكن بشكل أسوأ .

● خاطرة :

إلي ساحرتي :

قد لا نملك رفاهية الإختيار .. لكننا قد نكون مُجبرين على الثبات وتجاوز الأزمات ..

يقول جلال الدين الرومي :

” الروح التي فيها شيء من روحك، تعرف كيف تُخاطبكَ بدون كلمات ”

mozaart87@gmail.com


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب