جائزة الكونغرس.. المسؤولية المجتمعية.. تقاعس الدولة وهضم الحقوق

الخرطوم: أمين محمد الأمين
اعتبر مهتمون بالشأن الاقتصادي فوز الشركة السودانية للموارد المعدنية بجائزة الكونغرس العالمي خطوة جيدة وفي الاتجاه الصحيح، وقالوا إن استفادة السودان تكمن في الحد من الفقر الذي ظل يلازم المواطن السوداني في شتى مناحي الحياة، موضحين أن الدولة تقاعست عن مسؤوليتها تجاه رعاياها في السودان، مبينين أنها جعلت هذه المسؤولية على شركة التنقيب الناهبة للذهب والمعادن الأخرى.

جائزة الكونغرس
وكانت الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة قد فازت بجائزة الكونغرس العالمي للمسؤولية المجتمعية تقديراً لجهودها في دعم المبادرات وممارسات المسؤولية المجتمعية، وأبدى مدير إدارة المسؤولية المجتمعية بشركة الموارد المعدنية محمد طاهر عمر سعادته بالجائزة التي تعد الأولى للشركة على المستوى الخارجي، وقال طاهر إن وفد الشركة الذي مثَّل السودان في أعمال الكونغرس العالمي للمسؤولية المجتمعية، اختتم أعماله بالعاصمة الأردنية عمان، وقدم تجربته في مجال المسؤولية المجتمعية والتطورات التي لازمت التجربة وتأثيراتها الإيجابية على بسط الخدمات الضرورية وإرساء دعائم التنمية وتعزيز الاستقرار لدى المجتمعات المحلية المستضيفة للأنشطة والصناعات التعدينية على مستوى 14 ولاية سودانية، منوهاً إلى التقدير الكبير الذي وجدته تجربة السودان في مجال المسؤولية المجتمعية من قبل أعضاء الكونغرس، وفي السياق أعرب مساعد المدير العام للشؤون المالية والإدارية دكتور مقدام خليل إبراهيم، عن فخره بالجائزة التي قال إنها تمثل مخاضاً لتجربة انطلقت من العدم، ولم تعتمد على مدرسة أو تجربة سابقة وطنيةً كانت أم مستوردة.

التزام أخلاقي
وفي وقت سابق أعربت الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة عن تقديرها الكبير للجهود التي ظلت تضطلع بها الشركات المستثمرة في قطاع المعادن في السودان، والتزامها الأخلاقي تجاه المجتمعات المحلية المستضيفة للأنشطة والصناعات التعدينية من خلال مساهماتها الفاعلة والواضحة في مشروعات المسؤولية المجتمعية، عبر ما يتم استقطاعه من أموال لصالح مشروعات التنمية والخدمات.

هضم حقوق
ووصف الخبير الأمني والمحلل السياسي وعضو وحدة ثورة ديسمبر مالك عابدين والمهتم بالشأن الاقتصادي فوز الشركة السودانية للموارد المعدنية بجائزة الكونغرس العالمي بالخطوة الجيدة وفي الاتجاه الصحيح، وقال في حديثه لـ”اليوم التالي” إن استفادة السودان تكمن في الحد من الفقر الذي ظل يلازم المواطن السوداني في شتى مناحي الحياة والتي تكمن في الحياة الكريمة وبنية تحتية وصحة وتعليم، إضافة إلى طرق جديدة ومدن نموذجية، واستبعد عابدين أي فائدة ملموسة على هذا الوطن العزيز، وتابع: قبل فترة تقدم والي القضارف محمد عبد الرحمن بشكوى لرئيس مجلس السيادة يشكو فيها مبارك أردول لهضمه حقوق الولاية من عائدات التعدين، وتساءل: أليس هذا خير دليل على عدم جدوى هذه الجائزة؟ وقال: “الزاد إذا لم يكف أهل الدار حرم على الجار”

تقاعس الدولة
ويقول الناطق الرسمي لحزب التحرير ولاية السودان إبراهيم أبو خليل إنه في ظل تقاعس الدولة عن مسؤوليتها تجاه رعاياها في السودان جعلت هذه المسؤولية على شركات التنقيب الناهبة للذهب والمعادن الأخرى، مضيفاً أن المبالغ المالية تُستقطع من هذه الشركات بواسطة الشركة السودانية للموارد المعدنية، باسم مشروعات المسؤولية المجتمعية للمجتمعات المحلية، وتدفع للمحليات للقيام بالخدمات، من حفر آبار مياه الشرب، أو بناء مدارس، ومؤسسات علاجية، أو غيرها، موضحاً أن هذا العمل مخالف للشرع من ناحيتين.

وارد الذهب
وقال أبو خليل إن الناحية الأولى تكمن في أن الدولة جعلت ثروة الأمة خاصة الذهب نهباً لهذه الشركات التي تأخذ ذهب السودان مقابل فتات تدفعه للدولة، مبيناً أنه في غالبه لا يورد لخزينة الدولة لخلو ميزانيتها من وارد الذهب، وإنما تذهب لجيوب بعض المتنفذين الفاسدين، ثم تدفع فتات الفتات لما يسمى بالمسؤولية المجتمعية، مشيراً إلى أن الناحية الثانية تكمن في إن مسؤولية رعاية الشؤون، توفير الماء الصالح للشرب للناس، والمدارس، إضافة إلى المشافي وغيرها، مؤكداً أنها من صميم عمل الدولة، وليس عمل الشركات، وتابع قال ﷺ: «… فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، مضيفا أن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه عبر عن هذه المسؤولية أصدق تعبير عندما قال: “لو عثرت بغلة في العراق لخشيت أن يسألني الله لم لم تعبد لها الطريق يا عمر”.
مصلحة الرعية
واعتبر أبو خليل أن هذا السلوك المخالف للإسلام، هو سلوك طبيعي لدولة رضيت لنفسها أن تكون تابعة للغرب الكافر المستعمر، عاصية لربها، تحكم بغير ما أنزل الله، وتأخذ أحكامها وتشريعاتها من غير شرع الله، وطالب أهل السودان بضرورة أن يعرفوا أن هذه الثروات هي ملك للأمة، وليست ملكاً للحكومة تعطيها للأفراد أو الشركات، داعياً إياهم بضرورة أن يعلموا أن دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة هي الدولة الوحيدة التي ستوقف هذا العبث، وترد ثروات الأمة إليها، فيخرج الناس من حياة الضيق والضنك، إلى حياة السعة والرضا عندما تطبق الخلافة الأحكام الشرعية المتعلقة بالمعادن العد، وكيفية استخراجها وصهرها وبيعها لمصلحة الرعية، وتقوم بواجبها الشرعي في رعاية الشؤون، وقال في ختام حديثه سارعوا إلى العمل مع العاملين لإعادتها خلافة راشدة على منهاج النبوة تكونوا من الفائزين.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب