السياحة و تعزيز الهوية السودانية

كتابات
ياسر سليم
يحتفل العالم هذه الأيام باليوم العالمي للسياحة، والذي يصادف يوم 27 سبتمبر من كل عام، والغرض من الاحتفال زيادة وعي المجتمع لأهمية السياحة وقيمتها الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، وشعار هذا العام هو (إعادة التفكير في السياحة).
دعا الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش, في رسالة له بمناسبة هذاالاحتفال إلى (جعل السياحة أداة لتعزيز الإدماج وحماية الطبيعة والتبادل الثقافي، واعتبر أن السياحة محرك قوي للتنمية المستدامة، فهي تساهم في تعليم وتمكين المرأة والشباب وتعزز التنمية الاجتماعية الاقتصادية والثقافية، وتؤدي دوراً حاسماً في نظم الحماية الاجتماعية، وطالب بالتركيز على أهمية السياحة بالنسبة للسكان الذين يعيشون في المناطق الريفية، حتى نتمكن من الوفاء بوعد أهداف التنمية المستدامة بألا يتخلف أحد عن الركب).
بالأمس احتفلت مصر بهذا اليوم، بأن أعلن المجلس الأعلى للآثار التابع لوزارة السياحة؛ الدخول مجانًا للمتاحف والمناطق الأثرية في جميع المحافظات و حسن استقبالهم، فتوافد كثير من المصريين وغيرهم من الجنسيات وأطفال المدارس للزيارة، وهذا بجانب الاحتفالات المختلفة، مثلاً أطلقت وزارة السياحة والآثار فيلماً كرتونياً للأطفال لتوعيتهم بأهمية السياحة والآثار في مصر، وذلك بالتعاون مع دار نهضة مصر للنشر، وأكدت الوزارة أن هذه الأفلام التوعوية تعد من أفضل وسائل نشر الوعي وجذب انتباه الطفل، خاصة أنه يستطيع مشاهدتها على منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وأنها تضع على رأس أولوياتها ملف رفع الوعي السياحي والأثري لدى جميع فئات الشعب؛ وخاصة الأطفال، وهو ما يأتي في إطار أهداف استراتيجية الوزارة للتنمية المستدامة لرفع الوعي السياحي والأثري، و أكدت إدارة مؤسسة نهضة مصر أن هذا التعاون، يأتي في إطار رسالة المؤسسة للسعي دائماً لخلق أجيال واعية ومثقفة تكون واجهة مشرفة لمصر. ما تزال العديد من المتاحف تقيم فعاليات وتنظم ورشاً فنية مختلفة لتجذب الأطفال في إطار هذا الاحتفال وتعريفهم بحضاراتهم ولترسيخ مبدأ الانتماء لديهم .
و عليه.. فالسياحة تعزز الهوية و تغرس الانتماء لدى الأطفال، وتعمل على زيادة التماسك المجتمعي، وتعتبر السياحة الثقافية وسيلة تعليمية مهمة، وبالطبع ،هذا بجانب أنها مصدر من مصادر الدخل القومي، وتعزز النمو الاقتصادي المحلي. كما هو معروف، يمتلك السودان العديد من المزارات السياحية، فضلاً عن المتاحف والأماكن الأثرية والمباني التاريخية العريقة. يتميز السودان بثرائه الحضاري، وتعدد مواقعه الأثرية وتنوعها في رقعة جغرافية واسعة متباينة بيئياً وجغرافياً وإثنياً، شهدت قيام الكثير من الحضارات منذ عصور ماقبل التاريخ، منها ما تم اكتشافه، و منها ما ظل مجهولا. هنالك العديد من المواقع و المتاحف مثل البجراوية، و كرمة، وهنا نقف إجلالاً للعالِم شارلي بونيه و ما أدراك ما شارلي بونيه، و عظمة اكتشافاته، التي يجب أن تدرس للأطفال، وقد قضى أكثر من خمسة عقود في التنقيب عن حضارتنا والذي أعلن عظمة حضارتنا و أنها منفصلة، و هي الأقدم في أفريقيا، وكذلك مواقع جبل البركل و الكرو و نوري و دنقلا العجوز و الكوة وو..الخ و المتاحف مثل المتحف القومي و متحف السودان للتاريخ الطبيعي ومتحف بيت الخليفة و متحف شيكان و متحف كرمة و متحف السلطان علي دينار ومتحف دارفور .
تزيد الزيارات لمثل هذه الأماكن و المتاحف الانتماء والوحدة و الهوية و الإحساس بالفخر، و تربط الأطفال بالتراث المتنوع و عظمة تاريخ بلدنا. عليه.. نرجو أن تقوم الأسر و المدارس و كذلك من يشرفون على دور الإيواء لمختلف شرائح الأطفال بتمكين الأطفال من زيارة هذا المواقع في إطار هذا اليوم العالمي، و كذلك المتاحف المختلفة، و التي تلعب دوراً مهماً في الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية، من خلال ما تحتويه من تراث حضاري وثقافي متنوع، و سوف يساهم ذلك في تشکيل المشهد الثقافي و السياسي المستقبلي للسودان، والذي سوف يقوده هذا الجيل المختلف تماماً عنا.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب