في قضية قتل المتظاهرين.. المحقق: المستندات لم تكن جزءاً من التحري

المحكمة: إعلان حميدتي شاهد اتهام في القضية
تقرير: فايزة أباهولو
وسط إجراءات أمنية مشددة اختتمت أمس الأربعاء المحكمة الخاصة بفتوى قتل المتظاهرين المنعقدة بمعهد التدريب والعلوم القضائية بضاحية أركويت برئاسة القاضي زهير بابكر استجواب المحقق عبدالرحيم الخير على ذمة القضية التى يواجه الاتهام فيها الرئيس المعزول عمر البشير ورئيس البرلمان الأسبق الفاتح عز الدين ونائب الرئيس المعزول علي عثمان محمد طه والقيادي بحزب المؤتمر الوطني أحمد هارون.
مستندات الاتهام
وفي مطلع الجلسة قدم المحقق عبدالرحيم الخير مستند اتهام (7) عبارة عن سي دي متعلق بالمتهم الرابع الفاتح عز الدين يتحدث فيه بقوله: (لكل المرجفين والأحزاب السياسية الشيوعيين والبعثيين البشيل السلاح حنقطع رأسه).
وفي ذات الوقت قدم مستند رقم (8) متعلق بالمتهم أحمد هارون عبارة عن مقطع فيديو ظهر خلاله المتهم يردد عبارة: (امسح.. اكسح.. قشو)، ‏وأشارت له المحكمة كمستند اتهام في القضية.
‏ رفض المقطع
ورفض المحامي أحمد أبو زيد المقطع مضموناً، وذكر أن المادة (6) تنص على الفيديو غير متعلق بالمتهم من حيث المضمون، وأشار محامي الدفاع محمد الحسن الأمين بأن المقاطع مجزأة ومكررة، ولا تمثل المتهم في الحديث وهي شرائط مكتملة، وقبلت المحكمة المستندات كمعروض اتهام
وخلال سير مجريات الجلسة رفعت المحكمة جلستها لنصف ساعة لإطلاع الاتهام على أوراق القضية، لتواصل انعقاد الجلسة واستغنى الاتهام عن مناقشة المحقق مشيرة لعدم وجود أسئلة له.
مناقشة الدفاع
وفي ذات الجلسة ناقش محامي المخلوع عبدالباسط سبدرات المحقق الخير وأفاد خلال استجوابه أن المستندات أحضرت للنيابة بواسطة محامي الشاكي وتم عرضها على المحقق مؤكداً أنه المتحري بالبلاغ ولا توجد لجنة تحرٍ بالبلاغ مؤكداً أن مستندات الاتهام أحضرها محامي الشاكي عن طريق التجميع من القنوات وقال المتحري خلال استجوابه لم تتم مخاطبة الجهات الرسمية حول المقطع الأخير مؤكداً أن المستند الأول (7أ/ج) تم إحضاره عقب إحالة الأوراق للمحكمة ومستند آخر يخاطب الشرطة، وأشار الخير الى أن الدعوى موضع البلاغ مبنية على أقوال الشاكي والشهود وأقوال المتهمين، وأشار المتحري إلى المستندات التي التي ظهر فيها المتهم الأول خلال مستند الاتهام يرتدي الزي الرسمي وكشف أن هنالك مستندات قدمت له للمرة الأولى بالمحكمة عن طريق الاتهام مؤكداً أنه لا علم له بها.
وفي ذات الإطار استجوب المحامي هاشم الجعلي المحقق وذكر أن المتهم الثاني ظهر خلال مستند اتهام باجتماع واستجوب المحامي سبدرات المحقق ونفى معرفته بتاريخ تصوير البرنامج الذي أعده المذيع الطاهر حسن التوم وظهر خلاله المتهم.

تاريخ وفاة ابن الشاكي
وأجاب المحقق عن موعد وفاة الشهيد النذير عبدالباقي ابن الشاكي، وذكر أنه في العام 2019، وأشار المحقق الى عدم علمه بالمستندات التي عرضت أمس أمام المحكمة ونفى معرفته بمصدر مستندات الاتهام مؤكداً مشاهدتها أمام المحكمة للمرة الأولى وأنها لم تكن جزءاً من التحريات التي قام بها.
وأكد المتحري أن شاهد مستند الاتهام مرتين وهو عبارة عن حوار أجري مع المتهم بصفته رئيس المؤتمر الوطني وفي ختام الاستجواب طالب المحامي بنسخ مستندات الاتهام.
وناقش المحامي محمد الحسن الأمين عن المتهم الرابع المحقق، وأكد المحقق أن المستندات أحضرت بواسطة محامي الشاكي وشاهدها وكانت متطابقة للنسخة الأولى التي تعرضت للتلف وأكد الخير ورود إفادة من القنوات تؤكد صحة المستند، وكان حديث المستند حول (البشيل السلاح من المارقين بنقطع راسو)، وقال المحقق حول مستند اتهام المتهم الرابع: “أنا مسكت في كلمة المارقين”، وقال المحقق إن الشهيد ابن الشاكي توفي في محيط القيادة العامة ونفى علمه إن الشهيد من حملة السلاح، وأكد المحقق أن اللقاء مستند اتهام كان عبارة عن لقاء بقاعة الشهيد الزبير محمد صالح تحدث فيه المتهم نيابة عن مساعد رئيس الجمهورية.
استجواب المحكمة
*‏وفي ذات الوقت استجوب القاضي زهير بابكر المحقق، وذكر أن المستندات التي شاهدها بالنيابة موجودة جميعها أمام المحكمة، وأشار الى أن النيابة خاطبت سجن كوبر لتسليمهم المتهم الرابع بغرض التحري مؤكداً صدور أمر بالقبض على المتهم الفاتح عز الدين بتاريخ: 11/12/2019 وأشار الى أن الدعوة الجنائية تم تقييدها بموجب عريضة تقدم بها شاكون وهم: عبدالباقي والد الشهيد وعلاء الدين عثمان ونفى المحقق التحري مع الشاكي علاء الدين وذكر حول شهادة نائب رئيس مجلس السيادة بالبلاغ أن النيابة وافقت على مثوله كشاهد بالبلاغ ورفع المحضر للنائب العام ولم يتم الرد عليه، ‏ورفعت المحكمة جلستها لسماع الشاكي وشهود الاتهام بيومية التحري وإعلان نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو شاهد اتهام.
تفاصيل القضية
و‏تعود تفاصيل القضية في ديسمبر من العام 2019 تقدم عبد الباقي أحمد محمد وعلاء الدين عثمان حسين وآخرون باسم أسر الشهداء، ببلاغ لنيابة الخرطوم شمال ضد الرئيس المخلوع عمر البشير وعلي عثمان والفاتح عز الدين وهيئة علماء السودان بشأن قتل المتظاهرين.
وأشار الشاكون في الدعوى إلى أن البشير تحدث في لقاء مع قادة الشرطة في 30/12/2018م عن القصاص ويقصد المتظاهرين، أما علي عثمان فتحدث في لقاء تلفزيوني في 18/1/2019م عن وجود كتائب ظل تحمي النظام، وتوعد المواطنين الذين خرجوا للشوارع محتجين، وأشارت الدعوى إلى أن الفاتح عز الدين هدد في لقاء تليفزيوني في 10 /1/2019 م، بقطع رؤوس المتظاهرين.
ولفت الشاكون إلى أن هيئة علماء السودان وقتها حرضت على القتل حيث إنها أفتت للرئيس المخلوع بأحقية قتل ثلث الشعب لمصلحة الثلثين، وبتاريخ 13 يوليو أصدرت نيابة الخرطوم شمال أمر قبض في مواجهة البشير وطه والفاتح في البلاغ بالرقم (15541/2019) تحت المواد (21 و25 و144 و65) المتعلقة بالاشتراك الجنائي، التحريض، الإرهاب، تكوين منظمات الإجرام والإرهاب، والتهديد بقطع الرؤوس، وفتوى قتل المتظاهرين، وكتائب الظل.