من أين نبدأ مشروعات الأمن الغذائي العربي؟

د/ عادل عبد العزيز الفكي
adilalfaki@hotmail.com
سيُطرح على قمة الدول العربية بالجزائر في أكتوبر الحالي مشروع قرار متعلق بالأمن الغذائي العربي الذي يتوقع إجازته بالإجماع، وستطرح المشروعات التنفيذية على القمة الاقتصادية والاجتماعية، للدول العربية في ديسمبر من نفس العام.
في كل القرارات التي ستصدر سيكون السودان والمشروعات المقدمة منه محور النقاش، باعتبار أن السودان بأراضيه الزراعية الشاسعة، والمياه المتوفرة (نسبياً) لديه، والبنية التحتية الزراعية (المعقولة) فيه، يمكن أن تتم منه انطلاقة مشروعات الأمن الغذائي العربي بنجاح.
تعتبر مشاريع الأيلولة وهي المشاريع التي آلت للدولة بعد أن سبق تخصيصها لجمعيات وأفراد، تعتبر هي الأنسب كبداية لمشروعات الأمن الغذائي العربي، وذلك لاعتبارات معينة أولها: تبلغ مساحة هذه المشاريع حوالي المليون فدان وهي مساحة مناسبة لابتدار مشروع الأمن الغذائي العربي.
وثانيها، إن هذه المشروعات تتوزع على أقاليم جغرافية مختلفة داخل القطر توفر ظروفاً متنوعة لإنتاج محصولات مختلفة، فمثلاً يقع مشروع دلتا القاش طوكر في شرق البلاد، يتمتع بمعطيات مناسبة لإنتاج الخضر والفاكهة والتقاوي والأعلاف، وتقع مشاريع النيلين الأزرق والأبيض في السهل الطيني للسودان الأوسط حيث التربة الملائمة ووفرة المياه، وهكذا..
ثالث الاعتبارات أن هذه المشروعات تتمتع ببنية تحتية معقولة، ونجحت الحكومة في الحصول على تمويل يبلغ الـ50 مليون دولار من البنك الدولي لتأهيل بعض البنيات فيها، وكهربة محطات المياه، كما شرعت الحكومة فعلاً في تأهيل القنوات والمساقي وذلك من مواردها.
رابع الأسباب أو الاعتبارات التي ترشح مشروعات الأيلولة، كمشروعات صالحة لابتدار مشروعات الأمن الغذائي العربي، هي حماس المزارعين الطاغي لاستئناف النشاط بعد فترة توقف وإهمال طويلة، وهذا من شأنه أن يوفر قوة دافعة لإنجاح العمل، كما أن تبني أسلوب الزراعة التعاقدية الذي أصبح معروفاً في السودان يحقق جملة من المكاسب، منها أن الاستثمار بكامله سيكون تحت حماية المزارعين أنفسهم، كما ستتوزع المخاطر على عدد من الشركاء، وسيستوعب النشاط عمالة رخيصة فيتحقق قدر كبير من الاستقرار والاستمرارية، علماً بأن بداية مشروعات الأمن الغذائي في هذه المشروعات لا يحل مشاكل الأرض فحسب، بل سيجعل الحكومة السودانية عاملاً فاعلاً في حماية وتأمين وتطوير هذه الاستثمارات.
على وجه العموم فإن هذه المشاريع تناسب بامتياز تركيبة محصولية تقابل الطلب العربي على السلع الاستراتيجية المحددة، كالحبوب الغذائية والحبوب الزيتية واللحوم والألبان والأعلاف والسكر. والله الموفق.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب