الطاهر ساتي – اليوم التالي
:: أحدهم لدعته أفعى ومات، وما قرر أخيه أن يثأر له، ولكن عرضت عليه الأفعى العفو مقابل قطعة ذهب يومياً، ووافق و أثرى بذهب الأفعى..ثم ندم لتفريطه في ثأر أخيه، وحمل فأساً وأنتظر خروج الأفعى من جحرها، ثم همّ بضربها وأخطأ الهدف، وهربت الأفعى لجٌحرها، وتركت الفأس أثراً في مدخل الجٌحر، وأوقفت الأفعى ذهبها، وندم الرجل وتوسل إليها لمعاودة العرض، فقالت الأفعى : ( كيف أعاودك وهذا أثر فأسك ؟)، وصار القول مثلاً..!!
:: (فجأة) غادر رئيس الوزراء كامل إدريس إلى نيويورك..وقالت المصادر بالأمس – لليوم التالي – هي رحلة للتفاوض المباشر مع الامارات حول القضايا الخلافية بين البلدين، وذلك بمبادرة سعودية أمريكية..وليس في الحدث ما يُعيب غير إخفائه عن الشعب، ومن المحزن أن يصبح إخفاء شؤون الشعب عن الشعب نهجاً راسخاً في نظام الحكم..!!
:: وكثيراً ما ناشدنا الحكومة التحلي بالشفافية مع هذا الشعب المنكوب، ولكنها تٌدمن (الغتغتة والدسديس) .. مباحثات زيوريخ و القاهرة و واشنطن كانت سرية للغاية، و لولا بيان مشيخة أبوظبي لما علم شعبنا اتصال محمد بن زايد بالبرهان (يوليو 2024)، ولولا إسرائيل لما علم لقاء البرهان ونتنياهو(فبراير 2020)، ورحلة السعودية الأخيرة ..و هجليج و..و..!!
:: ما خُفي أكثر..شعبنا آخر من يعلم ما يحدث في أمره، فالنهج الحاكم ليس شفافاً و لامؤسسياً، و كان على مجلس السيادة توسيع قاعدة المشاركة والمعرفة بالبرلمان وكل مؤسسات الدولة والإعلام، خاصة حين يكون القرار يحدد مصير وطن و مستقبل شعب..هي دولة وليست (ضيعة) بحيث تظل بلا برلمان ولامجلس قضاء و ..المحكمة دستورية غير مكتملة ..!!
:: المهم..بتاريخ 5 مارس 2023، وصل وفد ضباط اماراتيين إلى بلادنا، لدعم مليشيا آل دقلو بالأجهزة والمعدات، ثم الترتيب لانقلاب 15 ابريل، وقد فشل وأصبح حرباً، ولم يتوقف الدعم الإماراتي.. ومعركة الشعب – في حقيقتها – ضد الإمارات، وما الجنجويد إلا ( مخلب قط)، ولذلك كان الموقف الحكومي الرافض بأن تكون الإمارات وسيطاً بالرُباعية..!!
:: فالحكومة لم تكن ترفض الحوار مع الإمارات كدولة عدو..وفشلت المبادرة التُركية لإشتراط الحكومة بالحوار مع الإمارات بعيداً عن جنجويدها وصمودها، لتعرف ماذا تريد؟، وماهي مشكلاتها مع شعب السودان؟، و لكن ظلت الإمارات ترفض الحوار كخصم، وتسعى للتدثٌر بثوب الوسيط، وهذا كان مرفوضاً، فما الذي تغيّر، ومن الذي تغيّر، بحيث يكون هناك هذا التفاوض..؟؟
:: نعم، لم تُعلن الحكومة عن التفاوض، و ليس في الأمر عجب، فالحكومة لاتُصارح شعبها بما يحدث له، و كثيراً ما يتم الطبخ وراء الستار، ثم ترفع أمريكا أو الإمارات أو إسرائيل الستار، ليعلم شعبنا (المطبوخ)، وحوار نيويورك الراهن ليس بإستثناء ..وكما قلت كثيراً، فالشعب يدعم البرهان كقائد للجيش، وهو دعم مطلق و بلاشروط، لحين تحرير كل البلد..!!
:: ولكن الشعب لم يعد يثق في قيادة سياسية قادت البلد من الثورة الى الفوضى، ثم إلى الحرب.. والحوار مع الإمارات لا يعني قبول شروطها، بل يعني معرفة أجندتها، ولهذا ليس هناك ما يمنع الحكومة الحوار، وكل المطلوب هو الوضوح مع الشعب، علماً أن الحرب وحدها تبرر لهذا الشعب مخاطب سادة الحكومة : (كيف نثق فيكم و هذا أثر فأسكم)..!!
