القضية الفلسطينية حاضرة (1)

توفيق محمد أوشي
رغم مرور ما يقرب من 4 أشهر على استشهاد الإعلامية شيرين أبو عاقلة ما زالت الاتهامات قائمة، والسلطة الفلسطينية تتهم إسرائيل باغتيالها بصورة ممنهجة، في الوقت الذي فيه تدعي السلطات الإسرائيلية بأن القتل تم أثناء تبادل إطلاق الرصاص مع مسلحين فلسطينيين، في حين أن شهود عيان يؤكدون أنه ليس هناك مسلحين فلسطينيين في المنطقة، وأمريكا تحاول ذر الرماد في العيون بعدم اتخاذها موقفاً صارماً حيال الدعوى الفلسطينية بالتحقيق في مقتل شيرين أبو عاقلة بواسطة لجنة محايدة، وعليك أن تتخيل لو أنها قتلت في دولة لا ترضى عنها أمريكا. وعلى كل فقد أثبتت الأحداث ما كنا نتناوله نظرياً منها:
1 _ قضية فلسطين ليست دينية وكما قال أحد القادة الفلسطينيين بأنهم ليسو ضد اليهود، بل ضد احتلال الأرض من أي جهة. وهذا الرأي يؤكد أن قضية فلسطين قضية تحرر وطني تسعى إلى تحرير الأرض والوطن من دنس المحتلين إذا كانو يهوداً أو غيرهم .
2 _ إننا لم نعلم ديانة المقتول ألا بعد أن تقدم قس من الكنيسة لأداء شعائر كنسية في وفاة في المستشفى ولم يؤثر ذلك في التشييع إلى مثواها الأخير .
3 _ الشعب الفلسطيني موحد في قاعدته العريضة والانقسام محصور فقط بين غزة ورام الله (القيادات) وهذا نلحظه بوضوح في الجنازة الرهيبة التي أقيمت للقتيلة والتي سارت من المستشفى حتى المقابر .
4 _ الشعب الفلسطيني مستعد للتضحية، ويؤكد ذلك استبساله في الدفاع عن الجنازة أمام الصلف الإسرائيلي وعنفه في مقابلة المشيعين .
5 _ التحرر الوطني الفلسطيني يجذب اليه كل الشعب من مختلف ألوانه وطبقاته ورؤاه الفكرية، لأن القضية واحدة للجميع مهما اختلفت التوجهات .
6 _ التسامح صفة مميزة للاستشهاد إذ يجمع الكل خلف القضية مهما اختلفت التوجهات ونحن في حاجة ماسة لهذا التسامح ومن الواجب أن تختلف رؤانا، ولكن لا يصل الاختلاف حد الانقسام والاقتتال ومن الطبيعي أن نختلف، لكن ليس من الطبيعي أن يكون بيننا الجفوة والخصومة .
الاختلاف ظاهرة طبيعية والمطلوب وأنا مثلاً أختلف مع الذين يدعون إلى (شعب عربي واحد وجيش عربي واحد)، ولكن لا أصل معهم حد الخصومة الفاجرة وهكذا الاختلاف المبني على أسس قويمة لا جدال بيظنطي حوله.
2
قد تتقدم القضية الفلسطينية وقد تتأخر حسب الظروف، ولكنها حاضرة في كل الأحوال وموجودة في المحافل المحلية والإقليمية والدولية وهذا يفسر طمس قوى الحرية والتغيير لمقابلة رئيس مجلس السيادة للرئيس الإسرائيلي في عنتبي وإلغاء قانون أجازه مجلس منتخب والتطبيع مع إسرائيل مع أن التطبيع أصبح محصوراً في الجوانب الأمنية فقط .
3
والمفهوم الثاني هو اعتقاد بعض الناس أن المادة محصورة في المال فقط في حين أن الأشياء الصغيرة التي لا ترى بالعين المجردة مثل الفيروسات والباكتريا إلى الأجرام السماوية الكبيرة كلها تمثل مادة ولا تنحصر في (القروش). فمشكلة فلسطين تنحصر في الأرض والوطن وكلها مواد تشكل وعي الإنسان الفلسطيني، وتأتي العوامل الأخرى مثل الطريق المشترك وطرق كسب العيش… الخ . كمساعدة للعامل الأساسي وهو المادة فمثلاً إذا أردنا أن نبني منزلاً، فلابد أن نبدأ من الأساس سواء أكان طيناً لبيت من الجالوص أو أسمنتياً لعمارة من عدة طوابق وتأتي العوامل الأخرى كالعادات والتقاليد والأفكار كأشياء مساعدة واتفاق جوبا الذي انتهى إلى محاصصات استفاد منه قادة الحركات المسلحة، ولكن لعوامل عنصرية وإثنية وجهوية أدت الى توحد كل الحركات بما فيها قاعدتها خلف الاتفاقية . إذاً المادة التي لها وجود موضوعي وموجود خارجي عقل الإنسان التي تشكل وعياً وأفكارنا، أما الروح الموجودة في جسد الإنسان فإنها مكملة وبالضرورة هذا يعني أن المادة تشكل الأساس والروح مكمل لها مما ينفي أن الماديين لا يعترفون بالروح .
لا بد من تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة مثل (إن القضية الفلسطينية لا تمثل أولويات)، قد تتقدم القضية الفلسطينية وقد تتأخر حسب الظروف ولكنها حاضرة في كل الأحوال وموجودة في المحافل المحلية والإقليمية والدولية وهذا يفسر طمس قوى الحرية والتغيير لمقابلة رئيس مجلس السيادة للرئيس الإسرائيلي في عنتبي وإلغاء قانون أجازه مجلس منتخب والتطبيع مع إسرائيل مع أن التطبيع أصبح محصوراً في الجوانب الأمنية فقط.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب