عرمان كان في الحركة خميرة عكننة وعقار أجهض توحيد الحركة
اتفاق جوبا لم يكتمل بسبب الانشغال بالمناصب والتخوين والعمالة
سياسيون يتواصلون مع دبلوماسيين وأجانب داخل السودان
الحرية والتغيير لها تواصل بطريقة سرية مع عناصر النظام السابق
انتقد رئيس الحركة الشعبية شمال الجنرال إسماعيل خميس جلاب، عودة النظام البائد والمؤتمر الوطني، وأكد جلاب عدم وجود ترتيبات أمنية بالدمازين والمنطقتين وجبال النوبة، واعتبر ذلك تكسيح وإجهاض لاتفاقية السلام في المنطقتين، واستنطقت (اليوم التالي) جلاب عن ما يدور في الساحة السياسية وداخل أروقة الحركة الشعبية إلى مضابط الحوار..
حوار: أمنية مكاوي
في البدء كيف ترى الوضع الراهن؟
الوضع الآن مؤسف جداً، وأن الطريقة التي يتعامل بها السياسيون مع الأزمة السودانية، لا يطمئن على مستقبل السودان السياسي، ويتمحور حول أن البعض مع التغيير وآخرون ضد التغيير، وهنالك هامش ومركز، وأن الصراع الدائر أدى إلى انسداد الأفق السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهو صراع بين مؤيدين ورافضين للسلام، ما أدى لظهور وضع مربك، ونحن في الحركة الشعبية نسميه الوضع القديم والرافضين لفكرة السودان الجديد.
هل التعقيد أساس تقديم المبادرات التي تحف الساحة الآن؟
نعم، هناك العديد من المبادرات ونحن في التوافق الوطني قدمنا مبادرة وتم التوقيع على الإعلان السياسي والدستوري بفهم تكوين جسم وطني يجمع المبادرات لوضع نقاط التقارب والخلاف بغرض الجلوس حول مائدة مستديرة للخروج من المأزق وإنهاء الخلاف، بالإضافة إلى مبادرات الآلية الثلاثية.
هل تتوقع نجاح جهود الآلية الثلاثية؟
رحبنا بالآلية وفي بداية عمل فولكر كانت لدينا شكوك حول حياديته، وبعد انضمام الاتحاد الأفريقي والإيقاد ذهبت بطريقة صحيحة وتجمع الناس حول طاولة واحدة وهي الآلية مسهلة وليست وسيطة، ومن جهودها رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، وأعتقد وصول الآلية الثلاثية إلى نهاية مبشرة.
هناك إعلان مرتقب لجمع المبادرات داخل مبادرة واحدة؟
لا نستطيع أن نقول إننا سنصل إلى توافق وحل، مع وجود معوقات للخطوة، أبرزها اختلاف الرؤى والمواقف حول كيفية المعالجة بجانب عدم قبول آراء البعض في المشاركة.
ما هي الأجسام التي لا تقبل المشاركة؟
مثل مركزية الحرية والتغيير يحاول انتقاء أشخاص للجلوس معهم، وإقصاء، مكون لذلك من الصعب الوصول إلى توافق، مع عرقلة عناصر النظام البائد الذين يعتبرون انهم ورثة السلطة وان تقسم فيما بينهم دون الآخرين، بالإضافة إلى الشقة بين المركز والهامش، وعدم تنفيذ وتطبيق اتفاق جوبا.
لماذا لم يكتمل تنفيذ الاتفاق؟
لم يكتمل بسبب الانشغال بالمناصب، والتخوين والعمالة، ودخول أطراف دولية أضر بالبلاد والمواطن، لأنها تعمل لمصلحتها.
هل تقصد بالأطراف الخارجية فولكر؟
لا، لأن فوكلر جاء بطلب من السلطة السودانية بالتدخل.
كيف ترى الطلب؟
هذا طلب رئيس دولة ومن حقه رغم أنه يتوقف على السياسة الخارجية للدولة، والتزامها بالاتفاقيات الدولية وربما الطلب جاء في هذا الإطار، وقتها يوجد ظرف يتطاب هذا الطلب، وهناك بعض السياسيين يتواصلون مع دبلوماسيين وأجانب داخل السودان ويُطرح لهم القضايا الداخلية.
ما أثر تلك الخطوة؟
خطأ بالتأكيد، تواصل السفارات والمنظمات الدولية، يتم عبر القنوات الرسمية للدول، وليس الأشخاص، لأن الدولة لها أسرار لا يباح بها، وتواصل الأشخاص مع الأجانب عبر المنظمات الخيرية، والتدخل الدولي عمالة وخيانة للوطن.
ماذا يدور داخل الحركة الشعبية الآن؟
الحركة الشعبية في عهد د. جون كانت قوية ومتماسكة وبعد انشقاق مالك وياسر وعبد العزيز، نقول إنهم اختطفوا الحركة الشعبية، والخطأ في التقسيم ورفض بعض أعضاء المكتب السياسي بالسودان عقد مؤتمر وعمل دستور ما أدى لتقسيمها لستة تنظيمات، وأصبح الوضع في الحركة الشعبية أكثر ضعفاً رغم الاتفاق حول الرؤية والمبادئ والأهداف.
هل هناك عناصر تسعي لذلك في اعتقادك؟
نعم، المجموعة الدكتاتورية التي كانت حاضنة عملت على إقصائنا من الحركة الشعبية، منذ، العام 2011 وسعينا للصلح بين القيادات من خلال عقد اجتماعات ومؤتمرات، ونناشد عبدالعزيز وتلفون بأن يعملا من أجل وحدة الحركة لنجتمع في مكان واحد ونناقش كيفية الوحدة ونعيدها ككتلة واحدة تسلم إلى الأجيال القادمة، وهناك مبادرات للوحدة ومبدئياً توحدنا مع حركة تلفون.
ماذا عن حركة عقار؟
بدأنا أيضاً حوار مع مالك ووصلنا الى مراحل متقدمة كان ذلك قبل الانفصال من ياسر وفجأة جاء الانشقاق.
هل ضعف الحركة بسبب انفصال ياسر وما أثره السياسي على الحركة؟
لا، الضعف بدأ في الحركة منذ فترة طويلة، بسبب سوء الإدارة، وانفصال ياسر لم يؤثر سياسياً لأن الحركة قوية بالرؤية والأهداف، إنما كان وجوده خميرة عكننة، لأن ياسر جاء من الحزب الشيوعي يحمل أفكاره وفهمه، ولم يستفد من قيادة دكتور جون قرن.
بعد الانفصال هل هناك تواصل للوحدة مع عقار؟
هناك تواصل، وطلب مالك عودتي، لأن خلافنا حول سوء الإدارة، وليس شخصياً، وبدأنا عملية الوحدة إلا أن عقار بنفسه أجهض اتفاق الوحدة.
هل تواصلت مع ياسر لأن خلافكم غير شخصي؟
نعم تواصل ياسر مع نائب الحركة السنوسي كوكو، وكان حديثه لنا بدلاً عن أن الدخول بالشباك نأتي بالباب.
ما رؤيتكم لوحدة الحركة؟
أن تتم الوحدة على أسس جديدة لأننا أكثر من رئيس ولا يوجد من يقبل بالجلوس تحت عقار، كذلك عقد لاختيار الرئيس وليس اتفاق وحدة في فترة انتقالية بقيادة جماعية إلى حين عقد المؤتمر العام، كذلك مطلوبات الوحدة عمل دستور لانتخاب الرئيس والمؤسسات.
ما هو موقف جبال النوبة من الحركة؟
مواطن جبال النوبة العمود الفقري للحركة الشعبية منذ النشأة، ودونهم لن تقوم قائمة للحركة وجيش الشعبية قدم تضحيات كبيرة من أجل الحركة وتحقيق رؤية السودان الجديد، وضعف القيادة وسوء الإدارة، أخرت الحركة، وتأثرت عضوية جبال النوبة بذلك، والطريقة التي تدار بها الحركة الشعبية في أقرب إلى الدكتاتورية من الديمقراطية ومعظم عضوية جبال النوبة لا تعرف ما يدور، فقط تريد السلام، وهناك من يريد السلام ولا يريد تلبية مطالب الجبال حول السلام.
لماذا لم تستجيبوا لمطالبهم؟
نحن قدمنا نداءات السلام ولا بد من طرح مسألة على قيادات الحركة الشعبية والعودة والاستماع للعضوية.
ماذا عن الترتيبات الأمنية خاصة بالنيل الأزرق؟
لا توجد ترتيبات أمنية في مناطق الحركة الشعبية، الدمازين، المنطقتين وجبال النوبة كل ما حدث عملية تكسيح وإجهاض لاتفاقية السلام في المنطقتين، وما حدث في جنوب وشمال كردفان ليس ترتيبات أمنية، بل تجنيد للجيش السوداني أو الشرطة السودانية لأنها تمت بـ”أورنيك خمسة”، ثانياً تم تجميع قوات في الأبيض وتم ترحيلها إلى معسكرت تدريب المرخيات وهذه غير منصوص عليها في الاتفاق ولا بروتكول الترتيبات الأمنية هناك مناطق لتجميع القوات وتدريب الحيش الشعبي بالمنطقتين ومن ثم تتوزع بالمنطقتين نفسها، ومن ثم المرحلة الثالثة توزيعها على مستوى السودان، وما تم من مالك عقار غير صحيح وأيضاً ما حدث بالنيل الأزرق لم يتم بنص بروتكول الترتيبات الأمنية لذلك هناك تمرد وتذمر لقوات الجيش الشعبي فضلاً عن خروقات أمنية واسعة بدلاً عن وقف النار عبر الترتيبات الأمنية تعمل، وهذا يعني جميع ما يسمى باتفاقية السلام أو بروتكول الترتيبات الأمنية حتى المجموعات التي تمت من جبال النوبة.هم ليسو ضباطاً، بل جنوداً والآن الضباط ينتظرون الترتيبات أو الدمج، نحن نقول إن مالك باع اتفاقية السلام.
أين مفوضية السلام من ذلك؟
ليس هناك أي مفوضية للسلام والآن هي تحتضر لو ما (ماتت يعني) حققت بها مصالح فقط سواء كانت لأشخاص أو تنظيمات وانتهت المسألة وإن المفوضية ليس لها السلطة في تنفذ الاتفاقية وليست لها قوانين.
هناك من ينادي بإلغاء السلام أو فتح الاتفاقية كيف ترى ذلك؟
الجهات التي تنادي بالإلغاء أو المراجعة أساساً رافضة لاتفاق جوبا لتضعف هذا الاتفاق.
هناك اتهامات بثراء رؤساء الحركات من اتفاق جوبا؟
الإشكالية ليست في الاتفاق، إنما في عدم التنفيذ، وإقصاء قادة التنظيمات المسلحة وغير المسلحة لبعض عضويتها عقب الاتفاق، وتفصيل الاتفاق على حجم القادة، وتشكيل الحكومة من الذين وقعوا التوقيع النهائي، وهذا واضح من خلال مخاطبة وزير الحكم الاتحادي السابق للولاة بأن لا يتعاملوا إلا مع الموقعين، القيادات انشغلوا بالسلطة وتجاهلوا من كان معهم سواء في الخرطوم أو الولايات، وعلى رؤساء التنظيمات مراجعة أنفسهم.
كيف ترى تنفيذ الترتيبات الأمنية في دارفور؟
الطريقة التي يتم بها تنفيذ الترتيبات الأمنية في دارفور تؤدي إلى قتال.
لماذا؟
بسب وجود مجموعات كثيرة لم تشارك في الترتيبات منها مجموعات موقعة لم تشارك قواتها وإقصاء أشخاص من الترتيبات يؤدي إلى عدم الاستقرار، وهناك مادة داخل الاتفاق تتحدث عن إدخال كل المجموعات المسلحة بما فيها الصغيرة الموقعة أن تكون جزءاً من الترتيبات الأمنية.
هل تتوقع تشكيل حكومة خلال الأيام القادمة؟
أتمنى ذلك، ولكن ليس بالطرق الانتقائية التي تشارك بها تنظيمات وترفض بعضها.
هنالك تخوف من عودة النظام البائد ما تعليقك على عودة بعض رموزه؟
مسألة المؤتمر الوطني والنظام البائد أصبحت بعبعاً للشعب السوداني، رغم قرار إلغاء المؤتمر الوطني، ويتعاملون مع الشعب السوداني بنظرية “البعاتي” ومع بعضهم على هذا الأساس.
أنا أفتكر إذا كانت هناك عودة لأنصار النظام البائد فبسببهم وحدهم لأنهم لم يتفقوا وهذه فرصة النظام، أما استقبال أيلا فكان متوقعاً لأنه قدم لأهل الشرق، فبالتالي من حق أهله أن يحتفوا به، وأن تكون من النظام البائد أو غيره ليس من حق شخص أن يكرهوك “معليش” الا إذا ارتكبت جريمة تحاكم.
هل تقصد بالمجموعات الحرية والتغيير؟
نعم المجموعات التي تدعي أنها الحرية والتغيير مختلفين مع بعض ولهم تواصل بطريقة سرية مع عناصر النظام السابق، وعلى التغيير معرفة من معها ومن ضدها وكيفية التعامل مع بعضها حتى تصل إلى ما تريد.