اعتبروها استفزازاً لمشاعر الفقراء: الرسوم الجامعية تشعل غضب رواد التواصل الاجتماعي

الخرطوم : حنان عيسى

أثار منشور أسعار الرسوم الدراسية لبعض الجامعات هذا العام ضجة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي ، وذكر مغردون تفاصيل معاناة أولياء الأمور في السودان واعتبروا زيادة الرسوم بهذا المستوى استفزازاً لمشاعر الفقراء .
ونشر مدونون قائمة خاصة بتفاصيل أسعار القبول لكليات الطب والهندسة لهذا العام منسوبة لجامعة مامون حميدة وعلق عليها أحد الطلاب (5 مليار دي تركبني سحلية ولا أفانتي بي مزااج وأشغلها ترحال بلا جامعة بلا سلطة أسود ).

ووصف مغردون الأسعار بـ”الخرافية ” كون غالبية الأسر في السودان تعاني من الفقر بسبب الأوضاع ” ، وكتب مدون ” هو العندو (5000) يقرى ولدو لشنو ” ٫ تدفع 5 مليار في السنة وتتخرج تكون عاطل أحسن تعمل بيها مشاريع والقراية أم دق دي ملحوقة”.
وقال آخر “مؤلم جداً وأد حق أبناء الفقراء في التعليم بهكذا طرق”

وفي عملية حسابية قسم مغردون الـ(٥)مليار ونصف على خمس سنوات وأكدوا أن الطالب الذي يدرس بـ(٢٧) مليار ونص لحدي ما يموت لن يستطيع توفير هذا المبلغ و لو بقى دكتور ” .
وأشار مدونون إلى أن الدراسة في الخارج أقل تكلفة وقالوا ” في شنو قدر دا أمشو اقرو في مصر أو تركيا لو ضربتها الدراسة خارج السودان مع مصاريفكم مابتخسرو قدر دا” .

إعادة نظر
وقال الخبير الاقتصادي والأستاذ الجامعي دكتور محمد الناير إن الجامعات الخاصة ستعاني من مشكلة في المرحلة القادمة لإرتفاع تكلفة الرسوم الجامعية خاصة كليات الطب وطب الأسنان والصيدلة .
وتوقع الناير أن يؤدي ذلك لإحجام كبير من الطلاب عن دخول الجامعات الخاصة ، وأشار إلى أن كثير من الطلاب الآن بدأو في الاتجاه نحو الدراسة في الخارج باعتبار أنها الأفضل .
وأكد الناير في تصريح لـ” اليوم التالي ” أن الجامعات المصرية تعامل السودانيين بنسبة 10% فقط بما يعادل (600) دولار في العام وهو أقل من (300)جنيه سوداني للطب في الجامعات المصرية في وقت يواجه الطالب السوداني بالداخل بـ (2-3) مليون جنيه سنوياً الأمر الذي يؤثر على عدد المقبولين في الجامعات الخاصة وبالتالي هي مهددة بالتوقف مالم تعيد النظر في الرسوم الجامعية .

ارتفاع معدلات الفقر

يذكر أن الأزمة الاقتصادية في السودان تفاقمت بشكل مريع خلال السنوات الماضية حيث قفز معدل التضخم إلى مستويات عالية وكذلك البطالة ، وفي الأثناء تسجل قيمة العملة المحلية تناقصاً مستمراً أمام العملات الأجنبية .
وأصبح في ظل الانهيار الاقتصادي الراهن غالبية السكان يعيشون تحت خط الفقر وبحسب أحدث تقارير التنمية البشرية الصادرة عام 2019 تبلغ نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر حوالي 46.5 في المائة من السكان، فيما ترتفع نسبة الفقراء إلى 52.4 في المائة إذا ما تم اعتماد مؤشر الفقر متعدد الأبعاد، وكنتيجة للصراعات المستمرة في السودان وأيضاً الانفصال عن الجنوب عام 2011، صنف 5.5 مليون شخص على أنه بحاجة للمساعدة.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب