الخرطوم: علي وقيع الله
رغم أن البلاد تذخر بموارد معدنية وأحجار كريمة، إلا أن ذلك يفتقد إلى خطط ومشروعات لتجعل الاستفادة أمراً ممكناً في ظل ما تعانيه البلاد من عدم استقرار سياسي واقتصادي وأمني، لكن علها خطوة نحو تطوير وتوطين صناعة الذهب والأحجار الكريمة من أجل أن تعود بالفائدة وتنعكس بمردود اقتصادي يخرج البلاد من أزماتها المتعمقة، وحتى يستقيم الأمر يتطلب بالضرورة تقنين التعدين في الذهب واستقطاب الشركات العالمية الكبرى لأجل زيادة المنتج والصادر من الذهب بما يحقق إسهاماً في توفير العملات الصعبة للبلاد، مراقبون يرون أن من الأرجح لجذب الاستثمارات نحو الذهب والأحجار الكريمة يتحقق الاستقرار الاقتصادي في البلاد وبالتالي يضمن ذلك انسياب الحياة الطبيعية في ربوع الوطن.
جنيه سبائك
في وقت أكد فيه المدير العام لمجموعة شركة سبائك لعمليات الذهب والمعادن الدكتور مجاهد طه، عن وضع خطة لتنفيذ المشروعات بجانب إدخال مدخرات السودانيين من المجوهرات الذهبية في الدورة الاقتصادية، مفصحاً عن أن الخطة عبارة عن مشروع أختير له (جنيه سبائل الذهبي)، ويهدف بصورة أساسية لجذب واستثمار فوائض السودانيين المدخرة ذهباً، بجانب خفض سعر الدولار بالسوق الموازي، وتحويل الكتلة النقدية السائلة إلى أصول، خصوصاً وأن الغالبية العظمى من المواطنين أصبحوا يلجأون إلى إدخار ما لديهم من أموال ذهب أو شراء عقارات، أو تجارة الدولار لحفظ رؤوس أموالهم، بما يؤكد إن وراء انفلات سعر الصرف ورفع قيمة الأراضي بالخرطوم بجانب على ذلك تأثير سالب على الاقتصاد، وقال إن المشروع قطع شوطاً بعيداً وتم تصميمه وتم استيراد خطوط الإنتاج الخاصة بصناعة الجنيه الذهبي وتوفير صناعة الذهب والمجوهرات في السودان.
نموذج عالمي
وأوضح أن رؤية شركة سبائك تتمثل في صناعة أنموذج عالمي لصناعة التعدين في السودان، بعد أن تم النظر لقطاع التعدين في السودان بعين فاحصة من جميع النواحي، ومن ثم وضعت رؤية مجموعة سبائك الاستراتيجية التي تمتد من (2050 – 2022)، وتشمل العديد من المشروعات، وتابع قائلاً: يمضي فيها العمل بطريقة احترافية، كما حددت الشركة ثلاثة أهداف منها تنفيذ المشروعات بطريقة احترافية لخلق نموذج عالمي، وأن يكون هناك ناتج اقتصادي استثماري ذات عائد يخدم قضية الاقتصاد، وكذلك أصحاب رؤوس الأموال، وأشار إلى وجود أكثر من 400 شركة، عاملة في قطاع التعدين في البلاد و95% منها تعمل في الذهب، قائلاً: إن إنتاج الشركات المنظمة حوالي 16 طن في العام، كما قلل من عملية إنتاج الذهب بشركات الامتياز، وصفها بالبطيئة مقارنة بالشركات العالمية التي تعمل في ذات المجال، ومن ثم فإن إنتاجها السنوي لا يقل عن 32 طناً.
شركتين عالميتين
وقال مجاهد: إن شركة سبائك رأت تقديم تجربة مختلفة في إنتاج الذهب بالبلاد، وأضاف: بالفعل بدأت اتصالات مع شركتين عالميتين واستقطابها للاستثمار في السودان، وأكد الحصول على ثمانية رخص بصورة رسمية من وزارة المعادن، وقال من أجل العمل في اكتشاف الأحجار الكريمة وتصديرها خام من أجل زيادة المردود الاقتصادي، وذكر يجري العمل في إجراء دراسات حول 12 معدناً هذا خلاف الذهب، ونبه إلى أن المشروع الوطني لتطوير وتوطين صناعة المجوهرات والمشغولات الذهبية في السودان، مشيراً إلى وجود إحصائيات رسمية تفيد بأن السودان صدر تصدير ما يقارب الثلاثة أطنان من الذهب سنوياً بغرض التصنيع، داعياً إلى أهمية التدريب في المجال وتنمية الصناعة المعدنية، مشيراً إلى وجود تقديرات من بعض الجهات تشير إلى وجود (40 – 20) طن من الذهب ما بين متداول بالسوق ومدخر لدى المواطنين، إضافة إلى وجود فائض ما بين الذهب المصدر والمنتج يقدر بـ5 أطنان، والذي قال: أي بما يعادل قيمته 300 مليون دولار.
سياسات المركزي
في السياق انتقد مجاهد سياسات بنك السودان تجاه الشركات المستثمرة في قطاع التعدين حول منعها من تصدير نصيبها من إنتاج الذهب، وأقر بوجود تحديات تواجه دخول شركات جديدة في مجال التعدين، محدداً أبرزها النسبة التي تتحصلها الحكومة من الشركات المستثمرة، وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني، ويعتبر أن تلك التحديات وراء تأخير وصول أكبر شركتين تعملان في مجال التعدين في العالم أمريكية وفرنسية، كما أضاف أن هناك تسريب في الذهب المنتج بالقطاع التقليدي سواء بتهريب أو تخزين.
الأحجار الكريمة
من جانبها قالت مدير مركز الأحجار الكريمة وتجارة الألماس بالشركة، ابتسام أحمد، إن الهدف الرئيس لبرامج المعمل أن يكون نقطة عبور لحركة الأحجار في أفريقيا، وبالتالي أولى أن تكون حركة الأحجار الكريمة للعبور لجهة أن أفريقيا من أكبر المنتجين لأحجار الماس، وأوضحت لذلك أنشأت هذه الشركة وبها جزء مهم لفحص العينات، وأكد أن المعمل يهدف لفحص الأحجار الكريمة والألماس، إضافة إلى أن هناك ثلاثة أحجار أخرى مهمة منها، (السفاير، الزمرد، والروبي)، وتسمى الأربعة الكبار وهناك أحجار أخرى شبه كريمة، منها الأوبال، وكشفت عن وجود أكثر من 3 آلاف نوع من الأحجار الكريمة، وقالت إن السودان معبر لحركة الأحجار الكريمة، وأشارت إلى الحاجة إلى جهد لاستخراج الأحجار درجة أولى من الألماس والمعادن الأخرى، وقطعت بأن شركة سبائك ستعمل بطريقة محترفة في حركة جلب أفضل أنواع الأحجار، وأضافت يجري العمل لدينا الآن في تجارة الحجر وإعادة صياغته، مؤكدة أن الشركة لديها معمل لفحص الحجر بتفاصيله.
