عودة حمدوك

 

نهى محمد الأمين

كثرت الإشاعات عن عودة حمدوك المرتقبة، رئيساً للوزراء مرة أخرى، ومن وجهة نظري المتواضعة، أن هذا ليس مربط الفرس، وفي الوقت الراهن، أي خيار يخرج بالبلاد من هذا الفراغ الدستوري وحالة (اللا دولة) التي تتسيد الموقف، سيلاقي الترحيب من الغالبية بلا شك.
فالانقلاب الفاشل؛ والذي أعاد البلد إلى الوراء، وما نتج عنه من فقدان المكاسب التي دفع المواطن السوداني ثمنها باهظاً، جراء رفع الدعم عن الوقود والخبز وخلافه، والتي كانت مهرا؛ لإعادة السودان إلى المنظومة الدولية بعد سنوات عجاف، ضاعت هذه المكاسب وأصبح موقف الدولة (مجهجها) للغاية بين دول اختارت إعادة تصنيف السودان وفقاً لملفه السابق الأسود، وأخرى تحاول مد حبال الصبر حفاظاً على مصالحها؛ لترى مصير هذا الانقلاب المشؤوم، .وبين هذه وتلك، كان الضحية – كالعادة – هو المواطن المسكين الذي تزايد عليه الفقر وشظف العيش،،،
وحتى بعد الانقلاب وانتزاع السلطة بالقوة، لماذا لم يشكل الانقلابيون حكومتهم بسرعة، ويحاولون إقامة دولة بوزرائها، ويبدأون العمل على حلحلة مشاكل البني آدم الذي يهمه في المقام الأول معاشه والحصول على احتياجات حياته الضرورية، ومعروف عن الإنسان السوداني القناعة والرضا بالقليل، فربما لو ركز الانقلابيون على هذه النقطة، لنجحوا في الحصول على بعض السند وكبحوا جماح الغضب والسخط، وربما حاول الناس التماشي مع الواقع، ولكن للأسف الشديد، المواطن في ذيل قائمة الأولويات إن لم يكن قد تم حذفه منها تماماً،
رجوعاً إلى موضوع المقال، عودة حمدوك، كما أسلفت وجود حكومة ورئيس وزراء هو ضرورة ملحة في الوقت الحالي، وحمدوك بالرغم من فقدانه للكثير من سنده الشعبي بعد تصالحه مع الانقلابيين، إلا أنه يظل خياراً متقبلاً إلى حد كبير، ولكن
الأمر هنا إذا جاء حمدوك أو خلافه رئيساً للوزراء، نأمل أن يكون الجميع، وعلى رأسهم ق ح ت والتي اتفق الكل على أنها (قحط)، كلمة ومضموماً، لحقيقة أن القحط في عهدهم لم ينج منه ولا الطير في السماء، ق ح ت والأحزاب كلها بيمينها ويسارها نأمل أن يكونوا قد استفادوا من الأخطاء الكارثية، وأخذوا الدروس والعبر، تخلوا عن مفهوم الهيمنة، الأنانية وتمرير الأجندات الحزبية الرخيصة ولو داسوا بأقدامهم على رؤوس المواطنين المساكين، نرجو أن يترفع الجميع ويشرئبوا لقامة هذا الوطن العملاق، ويبدأوا بإصلاح هذا الدمار الذي طال كل شيء، يحاولوا بناء مؤسسات تتفق على هدف واحد هو الخروج بهذا البلد من هذا النفق المظلم الطويل، وبناء اقتصاد يوفر للمواطن احتياجاته، ويضمن له العيش الكريم والكرامة بين ربوع وطنه.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب