24 عاماً على رحيل الشاعر عمر الطيب الدوش

اليوم التالي: محمد إسماعيل
صادف يوم 10 أكتوبر ذكرى رحيل الشاعر عمر الطيب الدوش طيب الله ثراه، ولد في العام 1948م بمدينة (المتمة) قرية الكروماب بولاية نهر النيل شمال السودان، ودرس بها مرحلة الأولية، وفي فترة الستينيات كان الدوش يعمل معلماً بالمرحلة المتوسطة وقد اشتهر آنذاك بالأغنية التي أداها الموسيقار محمد وردي وهي أغنية (الود) ومنها انتقل إلى الخرطوم ودرس في مههد الموسيقى والمسرح وتخرج منه في العام 1974 وكان ضمن ثاني دفعة من خريجي المعهد وكان زملاؤه هاشم صديق، إسحاق الحلنقي، وصلاح الدين الفاضل وناصر الشيخ والريح عبدالقادر، وفي قسم الموسيقى محمد وردي وأنس العاقب وعثمان مصطفى دفعته.. عمل أستاذاً بمعهد الموسيقى والمسرح حيث ابتعث إلى تشيكو سلوفاكيا لدراسة الإخراج في مرحلة الدراسات العليا وعانى من مضايقات عديدة إبان عمادة المعد في فترة الدكتور أحمد عبد العال عليه الرحمة..
تزوج من الممثلة سعاد محمد الحسن والتي التقاها عندما كان يعمل أستاذاً بمعهد الدراسات الإضافية في جامعة الخرطوم 1983م. وتروي سعاد قصة لقائها الأول بالدوش: كنا ندرس في معهد الدراسات الإضافية بجامعة الخرطوم. درسنا تاريخ مسرح وبعد شهر على بقاء هذا الأستاذ معنا عرفنا أنه عمر الدوش. وتقول سعاد: الدوش كتاب مفتوح للجميع بسيط وواضح وساخر جداً للدرجة التي كانت تغطبني منه سهل ممتنع يمكن لأي شخص أن يتعايش معه لا يعيش في دور الأستاذ.
عمر الطيب الدوش يظل منتمياً إلى جيل السبعينيات وهو جيل أتى بعد ثورة كبيرة، بالتالي تنتمي أشعاره إلى هذا من التجديد في الكتابة الشعرية والغنايئة على حد سواء، وتم تحمليها بكم هائل من الرمزية كتب شعراً متقدماً على زمانه موضوعاً وشكلاً، وقد اخترع للقصيدة الغنائية شكلاً جديداً غير معهود وهي القصيدة ذات الوحدة الموضوعية كأغنية (الود) التي عمل وردي على إعطائها ذات الوحدة الموضوعية في اللحن وفي التوزيع.. الدوش يأخذ فرحة الخاص وحزنه الخاص ويصنع منهما شعراً، وعندما تكون تجربته الوجدانية كبيرة يتجه بكامل التجربة الحياتية أي أنه يحول بطل القصيدة إلى شخص تاريخي، وهنا داخل النص الشعري يتداخل المستويان الشعري المتخيل والواقعي المعاش، كان عمر الطيب الدوش مجدداً متمكناً من فن الشعر لم يقلد أحداً، يظل الدوش شاعر الدهشة والفضاء الرحب فالقصيدة عنده فضاء مسرحي فسيح يعرض فيه كل حياة المجتمع بكل تفاصليه الدقيقة، في قصائده يصحب معك فيها ذلك الخيط من العام والخاص بفيض من مشاعر إنسان صادق البوح.
لقد انتقل بالأغنية السودانية نقلة خالفت المألوف والمعتاد كغيره من شعراء كثر ولكنه كان متفردا ًبتراكيب ومفاهيم جديدة في سياق همه بالارتقاء بالكلمة الغنائية وتحديداً في أغنية (الساقية)
إبداعات الدوش صدحت بها مجموعة من الفنانين الفنان حمد الريح بأغنية (الساقية) و(سعاد) للكابلي و(سحابات الهموم) لمصطفى سيد أحمد وتغنى له وردي (بناديها) و(الود) و(الحزن القديم).. من المعروف أن أغنية (بناديها) من الأغاني الرمزية التي سادت في عهد نميري.
عمر الطيب الدوش شاعر ومسرحي غنى للوطن والحبيبة وأجج النضال في قلوب شباب الثمانينيات.


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب