مشروع السوكي الزراعي.. الدمار الشامل وعراقيل التأهيل

 

الخرطوم: علي وقيع الله

أثبت رئيس مبادرة تأهيل مشروع السوكي الزراعي، مهندس، عمر هاشم، تورط قيادات المزارعين من النظام السابق بمشروع السوكي في عمليات فساد صخمة، وأكد على حصولهم لمستندات تثبت ذلك، كاشفاً عن مديونية خاصة بمشروع السوكي الزراعي بلغت 90 مليار جنيه، لم يجد لها المراجع القومي لحكومة السودان أي سند وجهت لإحدى الشركات التعاقدية، ونوه إلى اختفاء مبالغ مليارية خاصة بسلفيات مزارعي المشروع، أظهرتها كشوفات المراجع العام، وأدخلت في حساب أحد البنوك لشركة تتبع لقيادات المزارعين من النظام السابق برئاسة بكرى محمد توم، الذي يقود الآن مجموعة تناهض قيام الجمعية العمومية خوفاً من كشف فسادهم، وكشف كذلك عن 2599 جوال سماد وضعت مديونية على ظهر المزارعين، ولم يصرفوها مما تسبب فى دمار المشروع، بجانب مشكلة تعطل طلمبات الري.
وأرجع عمر – في مؤتمر صحفي، أمس – أسباب تأخر انعقاد الجمعية العمومية للمنتجين لتدخلات والي ولاية سنار، وقيادات النظام السابق والذين عرقلوا قيام الجمعية وتقويضها، وذكر أن الفلول قاموا بتزوير مساحات 7 آلاف فدان و25 جمعية بواسطة الإدارة الزراعية، وأعلن عن تشكيل لجنة للتحقيق؛ تكتمل أعمالها خلال اليومين المقبلين، بدوره اتهم رئيس التنظيم السابق، بكري محمد توم، ومجموعته بممارسة التهديد والإرهاب تجاه المسجل العام ومستشارين ووزراء حاليين، داعياً لاتخاذ خطوات قانونية تجاههم، وأكد عمر تلقيه تهديداً بالقتل، وعزا ذلك لتراخي الدولة وإهمال تطبيق القانون، وكشف عمر بفتح بلاغات في بكري محمد توم وتم القبض عليه مرتين، كما أنه حتى تاريخه ظلوا يبحثون عنه للقبض عليه ببلاغ في نيابة المعلوماتية، وطالب بعدم رهن مصير و معاش 700 ألف نسمة بالمشروع للفلول وعصابات النظام السابق، وأردف أن المشروع الآن تحت رحمة ثلاثة أشخاص بكري محمد توم وعمر محمد نور والشريف عبد الكبير، وشدد عمر بضرورة حماية من قبل وزير الزراعة والمسجل ومستشاريه؛ لجهة أنهم يعيشون الآن تحت التهديد والإرهاب.

حماية فسادهم
من جانبه؛ كشف نائب رئيس المبادرة، محمد طاهر الشيخ البدوي، عن تعرض مشروع السوكي الزراعي لدمار ممنهج لسنوات طويلة وصل درجة الدمار الشامل في كل المستويات، مبيناً أن المبادرة جاءت لحل مشاكل السلوكي، بيد أنها اصطدمت بعراقيل من قيادات سابقة تعمل على عدم تأهيل المشروع؛ لجهة أنها هي التي تسببت في دمار المشروع، مؤكداً بأن هذه القيادات ما زالت تمارس في الدمار، ورهن معالجة مشاكل المشروع بقيام الجمعية العمومية و انتخاب المكتب التنفيذي؛ حتى يكون هناك جسم شرعي يمكنه التعامل بإجراء التعاقدات مع المستثمرين والشركات، وبرر عرقلة قيادات المزارعين السابق لقيام الجمعية العمومية خوفاً من كشف فسادهم ومحاسبتهم، لذا تعمل من أجل حماية فسادهم، ودعا لتطبيق العدالة القانونية وتسهيل قيام الجمعية العمومية و إزالة المتاريس التي تضعها القيادات الفاسدة – على حد وصفه – في ظل تواطؤ بعض المسؤولين بالدولة، لافتاً لتدخل موظف بالمجلس السيادي لتعطيل قيام الجمعية العمومية، وكشف عن تنازلهم رغم أنهم يمثلون الأغلبية لإجراء تفاهمات مع هؤلاء المعرقلين، مبيناً أن رئيس المبادرة عمر هاشم فضلاً منه وعدهم بمنحهم 7 مقاعد بالمكتب التنفيذي من جملة 21 مقعداً، إلا أنهم أصروا على عشرة مقاعد وهو ما عده رئيس المبادرة مرفوضاً، واستحسن موقف مسجل تنظيمات المهن الزراعية وموقف وزير العدل؛ لجهة أنهم قدموا ما في وسعهم من أجل انعقاد الجمعية، فضلاً عن دور وزير ديوان الحكم الاتحادي الذي كون لجنة، والتي قررت فصل المسجل العام في جميع الطلبات التي لديهم في ظل ادعاء الطرف الثاني بأن لديهم طعوناً.

منهج العدالة
من جهته؛ طالب القيادي بمبادرة تأهيل مشروع السوكي الزراعي، فضل الله الماحي فضل الله، المسجل العام بإقامة القانون، فيما طالب والي سنار بالعدول عن قراره وانتهاج منهج العدالة؛ لجهة أنه لم يراع مشاكل وأوضاع أهل السلوكي، 70 ألف نسمة التي باتت مهددة بغلاء المعيشة، وطمأن أهالي السوكي بعدم التراخي في قضيتهم أو التنازل، وتابع: سنظل نعمل من أجل حق المساكين والضعفاء.

قضايا فساد
إلى ذلك قال عضو وقيادي بالمبادرة، فرح عبد الله الحداد، إن الثورة جاءت لتخلصنا من الهيمنة لمدة 30 عاماً ، نافياً ما تمت إثارته بوجود مشاكل جهوية وعرقية، مؤكداً أن سكان السوكي من قبائل شتى وظلوا متعايشين في سلام منذ 1972 ، وأكد انهم ما زالوا متمسكين بنبذ العنصرية والجهوية، واعلن عن وضع يدهم على مستندات إدانة قيادات المزارعين في النظام السابق في عمليات فساد كبيرة، وتابع. موجهاً حديثه للقيادات السابقة (خلاص الغابة اتكبرت) أي اتقطعت التي كنتم تسرقون وتختبئون فيها، وهنالك مجموعة تحميكم)، وأكد خوفهم من كشف فسادهم وأكد أن تعطيل قيام الجمعية ضرر للمزارعين.

قيام الجمعية
وأكد المزارع، عبدالله الماحي فضل الله، أمين خزينة في تفتيش 12، أن المشروع تراجع إلى الصفر غير أنه تعهد بالعمل من من أجل عودته لسيرته الأولى وأردف: لو بدمنا نسقيه ونرفعه، معلناً تصعيد قضيتهم من أجل قيام الجمعية وإجراء الانتخابات، وأكد عدم مغادرتهم الخرطوم ما لم يتم تحديد موعد قيام الجمعية لتكوين الجسم الشرعي الذي من شأنه انتشال المشروع من الدمار الذي وصل إليه الآن، وأكد أنهم ظلوا يتجاوزون المشاكل التي يثيرها الطرف الثاني ومسامحتهم باعتبار أنهم أهالي، مؤكداً أنهم لم يكونوا متوقعين أن يصلوا مرحلة شكواهم في قضايا فساد، وزاد” سامحناهم كثيرا” إلا أنه أشار إلى أن الطرف الثاني اعتقد أن ذلك خوفاً منهم أو شيء من قبيل الرجوع وراء ، وهدد بتسليم كل الفاسدين والمجرمين ليد العدالة، ولم يستبعد الاستعانة بلجان المقاومة أو أي جهة يرونها تساعدهم في قضيتهم وقيام الجمعية.