هل فعلا السودان تاني الطيش.. قراءة أخرى

كتابات
ياسر سليم

ذكرنا سابقاً أن هذا التقرير الذي صدر في اكتوبر 2022 حول تعرض النظام التعليمي للمخاطر والذي جعل السودان في ذيل قائمة الدول بعد أفغانستان مباشرة؛ استناداً على بيانات من 2014 . يشير التقرير إلى أن أعلى دولة وسط 185 دولة في مخاطر انهيار التعليم هي افغانستان ثم السودان، و لم يقف عن هذا الحد؛ بل فصل بالنسبة لتعليم الأولاد، فالسودان يتربع على ذيل القائمة يعني الطيش ثم الصومال و مالي و أفغانستان، أي تتفوق علينا أفغانستان!، أما بالنسبة للبنات، فأفغانستان في ذيل القائمة ثم السودان مباشرة !!
والأمر هو حشف و سوء كيل، التقارير تهدف إلى تغيير الواقع و السياسات و تستخدم أداة قوية للمناصرة، وذلك إذا كانت تقارير تمتاز بالشفافية و تقارير حديثة، تقرير يصدر في نهاية عام 2022 و مصادر معلوماته بيانات من 2014. سعينا بكل جهدنا لنتحصل على بيانات هذه المعايير التي استند إليها التقرير، إلى الآن لم نجد تفاصيلها و مصادرها، الجدير بالذكر أن المعايير التي جعلت السودان في ذيل الدول هي تستند على : تغير المناخ و الاستعداد له !! لا ندري من قام بوضع نسبته، و كم هي و ما هو المطلوب و ماهي الجهات المعنية !! عدد الهجمات التي وقعت على المدارس ! كما هي وفي أي الأماكن و أين إحصاءاتها للعام 2022 !! نسبة العطالة وسط الشباب (عمر 15- 24) لم نجد احصاءات لها للعام 2022، أو أي إحصاءات يمكن اعتبارها حديثة !!! نسبة الأطفال الذين لديهم انترنت في منازلهم ! لم نجد احصاءات لذلك ! نسبة الفاقد التربوي للعام 2022 ! لم نجد أي إحصاءات قريبة !! و عدد الأشخاص الذين تحصلوا على التطعيم ضد جائحة الكرونا وخاصة المعلمين!وفق بيانات المؤشرات التي ذكرناها، تم تصنيف السودان في مؤخرة دول العالم.

أشاد التقرير بصورة خاصة إلى دولة جنوب السودان و أنها أظهرت تقدماً كبيرًا (المرتبة 30)، أي تفوقت على السودان بفارق كبير ب 28 دولة. أشار التقرير إلى أن السبب الأول لذلك هو سهولة الحصول على اللقاحات جائحة الكرونا
Access to vaccines وثانياً تحسن معدل الأطفال خارج المدرسة، كما أشار التقرير إلى أنه كان في السابق مصدر المعلومات لجنوب السودان هو معهد اليونسيكو للاحصاءات؛ و في هذا التقرير تم أخذ البيانات من قاعدة البيانات الدولية لعدم المساوة.

رغم أن التقرير ذكر تفاصيل عن جنوب السودان، و أشاد بالتقدم الكبير الذي حدث، إلا أنه ذكر في حاشية سفلية، أنه قد لا تعبر بيانات جنوب السودان عن الواقع و نرجع للنص الإنجليزي
The available data used for South Sudan is likely giving a skewed representation of the reality on the ground

أما بالنسبة للسودان فهو لم يذكر أي تفاصيل، بل التكرار والتشديد على أنه في مؤخرة الدول بعد أفغانستان، و حتى عندما راسلتهم اكتفوا بأنهم اعتمدوا على معلومات قديمة من عام 2014 و تم ذكر ذلك بالنص الإنجليزي
However important to note that the data used is from 2014, so quite out of date
كيف يمكن تغيير الواقع دون معلومات و بيانات حديثة؛ كما يحدث في كل دول العالم ! كيف يمكن وضع خطة عمل ، إذا كانت منظمات المجتمع المدني الوطنية و الآليات الحكومية ذات الصلة، لا تملك بيانات عن الواقع !! و لماذ يتم الاعتماد على بيانات في عام 2014 لتقرير للعام 2022 ! وحالنا أصبح مع المجتمع الدولي كأغنية الراحل المقيم أحمد المصطفى:
مهما يجفو في قربو أطمع ….ما بطيق لي غيرو أسمع
أسألوهو إذا تبسّم ….واتركوه إذا تألم


لمتابعة أخبارنا انضم إلى مجموعتنا في الواتساب
انضم الينا في الواتساب